نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة العنكبوت آية 64
وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

التفسير الميسر وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، تلهو بها القلوب وتلعب بها الأبدان؛ بسبب ما فيها من الزينة والشهوات، ثم تزول سريعًا، وإن الدار الآخرة لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها، لو كان الناس يعلمون ذلك لما آثروا دار الفناء على دار البقاء.

تفسير الجلالين
64 - (وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب) وأما القرب فمن أمور الآخرة لظهور ثمرتها فيها (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) بمعنى الحياة (لو كانوا يعلمون) ذلك ما آثروا الدنيا عليها

تفسير القرطبي
قوله ‏{‏ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء‏}‏ أي من السحاب مطرا ‏{‏فأحيا به الأرض من بعد موتها‏} ‏أي جدبها وقحط أهلها ‏{‏ليقولن الله‏}‏ أي فإذا أقررتم بذلك فلمَ تشركون به وتنكرون الإعادة وإذ قدر على ذلك فهو القادر على إغناء المؤمنين؛ فكرر تأكيدا ‏{‏قل الحمد لله‏} ‏أي على ما أوضح من الحجج والبراهين على قدرته‏.
‏ وقيل ‏{‏الحمد لله‏}‏ على إقرارهم بذلك وقيل‏:‏ على إنزال الماء وإحياء الأرض‏.
‏ ‏{‏بل أكثرهم لا يعقلون‏}‏ أي لا يتدبرون هذه الحجج ‏{‏وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب‏} ‏أي شيء يلهى به ويلعب أي ليس ما أعطاه الله الأغنياء من الدنيا إلا وهو يضمحل ويزول؛ كاللعب الذي لا حقيقة له ولا ثبات قال بعضهم‏:‏ الدنيا إن بقيت لك لم تبق لها وأنشد‏:‏ تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت ** وتحدث من بعد الأمور أمور وتجري الليالي باجتماع وفرقة ** وتطلع فيها أنجم وتغور فمن ظن أن الدهر باق سروره ** فذاك محال لا يدوم سرور عفا الله عمن صير الهم واحدا ** وأيقن أن الدائرات تدور قلت‏:‏ وهذا كله في أمور الدنيا من المال والجاه والملبس الزائد على الضروري الذي به قوام العيش والقوة على الطاعات وأما ما كان منها لله فهو من الآخرة وهو الذي يبقى كما قال ‏{‏ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام‏}‏ أي ما ابتغى به ثوابه ورضاه‏.
‏ قوله ‏{‏وإن الدار الآخرة لهي الحيوان‏} ‏أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها وزعم أبو عبيدة‏:‏ أن الحيوان والحياة والحي بكسر الحاء واحد كما قال‏:‏ وقد ترى إذ الحياة حِيّ ** وغيره يقول‏:‏ إن الحي جمع على فعول مثل عصي والحيوان يقع على كل شيء حي وحيوان عين في الجنة وقيل‏:‏ أصل حيوان حييان فأبدلت إحداهما واوا؛ لاجتماع المثلين ‏{‏لو كانوا يعلمون‏} ‏أنها كذلك‏.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن حقارة الدنيا وزوالها وانقضائها، وأنها لا دوام لها وغاية ما فيها لهو ولعب : {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان} أي الحياة الدائمة، الحق الذي لا زوال له ولا انقضاء، بل هي مستمرة أبد الآباد، وقوله تعالى: {لو كانوا يعلمون} أي لآثروا ما يبقى على ما يفنى. ثم أخبر تعالى عن المشركين أنهم عند الاضطرار يدعونه وحده لا شريك له، فلا يكون هذا منهم دائماً {فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللّه مخلصين له الدين}، كقوله تعالى: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم} الآية. وقال ههنا: {فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}. وقد ذكر محمد بن إسحاق عن عكرمة بن أبي جهل أنه لما فتح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مكة، ذهب فارا منها، فلما ركب في البحر ليذهب إلى الحبشة اضطربت بهم السفينة، فقال أهلها: يا قوم أخلصوا لربكم الدعاء، فإنه لا ينجي ههنا إلا هو، فقال عكرمة: واللّه لئن كان لا ينجي في البحر غيره فإنه لا ينجي في البر أيضاً غيره، اللهم لك عليَّ عهد لئن خرجت لأذهبن فلأضعن يدي في يد محمد، فلأجدنه رؤوفاً رحيماً، فكان كذلك. وقوله تعالى: {ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا} هذه اللام لام العاقبة لأنهم لا يقصدون ذلك ولا شك أنها كذلك بالنسبة إليهم، وأما بالنسبة إلى تقدير اللّه عليهم ذلك، وتقييضه إياهم لذلك فهي لام التعليل، وقد قدمنا تقرير ذلك في قوله: {ليكون لهم عدوا وحزناً}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি