نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة العنكبوت آية 43
وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ

التفسير الميسر وهذه الأمثال نضربها للناس؛ لينتفعوا بها ويتعلموا منها، وما يعقلها إلا العالمون بالله وآياته وشرعه.

تفسير الجلالين
43 - (وتلك الأمثال) في القرآن (نضربها) نجعلها (للناس وما يعقلها) يفهمها (إلا العالمون) المتدبرون

تفسير القرطبي
قوله ‏{‏مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت‏} ‏قال الأخفش‏ {‏كمثل العنكبوت‏} ‏وقف تام ثم قصتها فقال ‏{‏اتخذت بيتا‏} ‏قال ابن الأنباري‏:‏ وهذا غلط؛ لأن ‏{‏اتخذت بيتا‏} ‏صلة للعنكبوت كأنه قال ‏{‏كمثل التي اتخذت بيتا‏} ‏فلا يحسن الوقف على الصلة دون الموصول وهو بمنزلة قوله ‏{‏كمثل الحمار يحمل أسفارا‏}‏ فيحمل صلة للحمار ولا يحسن الوقف على الحمار دون يحمل قال الفراء‏:‏ هو مثل ضربه الله سبحانه لمن اتخذ من دونه آلهة لا تنفعه ولا تضره؛ كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرا ولا بردا ولا يحسن الوقف على العنكبوت؛ لأنه لما قصد بالتشبيه لبيتها الذي لا يقيها من شيء فشبهت الآلهة التي لا تنفع ولا تضر به‏.
‏ ‏{‏وإن أوهن البيوت‏} ‏أي أضعف البيوت‏.
‏ ‏{‏لبيت العنكبوت‏} ‏قال الضحاك‏:‏ ضرب مثلا لضعف آلهتهم ووهنها فشبهها ببيت العنكبوت‏.
‏ ‏{‏لو كانوا يعلمون‏} ‏‏{‏لو‏} ‏متعلقة ببيت العنكبوت أي لو علموا أن عبادة الأوثان كاتخاذ بيت العنكبوت التي لا تغني عنهم شيئا وأن هذا مثلهم لما عبدوها؛ لا أنهم يعلمون أن بيت العنكبوت ضعيف‏.
‏ وقال النحاة‏:‏ إن تاء العنكبوت في آخرها مزيدة؛ لأنها تسقط في التصغير والجمع وهي مؤنثة وحكى الفراء تذكيرها وأنشد‏:‏ على هطالهم منهم بيوت ** كأن العنكبوت قد أبتناها ويروي‏:‏ على أهطالهم منهم بيوت ** قال الجوهري والهطال‏:‏ اسم جبل والعنكبوت الدويبة المعروفة التي تنسج نسجا رقيقا مهلهلا بين الهواء ويجمع عناكيب وعكاب وعكب وأعكب وقد حكي أنه يقال عنكب وعكنباة؛ قال الشاعر‏:‏ كأنما يسقط من لغامها ** بيت عكنباة على زمامها وتصغر فيقال عنيكب وقد حكي عن يزيد بن ميسرة أن العنكبوت شيطان مسخها الله تعالى وقال عطاء الخراساني‏:‏ نسجت العنكبوت مرتين مرة على داود حين كان جالوت يطلبه ومرة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك نهي عن قتلها ويروى عن علي رضي الله عنه أنه قال‏:‏ طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه في البيوت يورث الفقر ومنع الخمير يورث الفقر‏.
‏ قوله تعالى: ‏{‏إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء‏}‏‏ {‏ما‏} ‏بمعنى الذي ‏{‏ومن‏} ‏للتبعيض ولو كانت زائدة للتوكيد لانقلب المعنى والمعني‏:‏ إن الله يعلم ضعف ما يعبدون من دونه وقرأ عاصم وأبو عمرو ويعقوب‏ {‏يدعون‏} ‏بالياء وهو اختيار أبي عبيد لذكر الأمم قبلها الباقون بالتاء على الخطاب‏.
‏ قوله ‏{‏وتلك الأمثال‏} ‏أي هذا المثل وغيره مما ذكر في - البقرة - و- الحج - وغيرهما ‏{‏نضربها‏} ‏نبينها ‏{‏للناس وما يعقلها‏} ‏أي يفهمها ‏{‏إلا العالمون‏} ‏أي العالمون بالله كما روي جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏العالم من عقل عن الله فعمل بطاعته واجتنب سخطه ‏)

تفسير ابن كثير هذا مثل ضربه اللّه تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون اللّه، يرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه، فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمن يتمسك ببيت العنكبوت، فإنه لا يجدي عنه شيئاً، فلو علموا هذا الحال لما اتخذوا من دون اللّه أولياء، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه للّه، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع، فإنه متمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها لقوتها وثباتها، ثم قال تعالى متوعداً لمن عبد غيره وأشرك به: إنه تعالى يعلم ما هم عليه من الأعمال ويعلم ما يشركون به من الأنداد وسيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم، ثم قال تعالى: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} أي وما يفهمها ويتدبرها إلا الراسخون في العلم المتضلعون منه: عن عمرو بن مرة قال: ما مررت بآية من كتاب اللّه لا أعرفها إلا أحزنني لأني سمعت اللّه تعالى يقول: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون} ""أخرجه ابن أبي حاتم"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি