نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الشعراء آية 220
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

التفسير الميسر وفَوِّضْ أمرك إلى الله العزيز الذي لا يغالَب ولا يُقْهَر، الرحيم الذي لا يخذل أولياءه، وهو الذي يراك حين تقوم للصلاة وحدك في جوف الليل، ويرى تقلُّبك مع الساجدين في صلاتهم معك قائمًا وراكعًا وساجدًا وجالسًا، إنه- سبحانه- هو السميع لتلاوتك وذكرك، العليم بنيتك وعملك.

تفسير الجلالين
220 - (إنه هو السميع العليم)

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين} خص عشيرته الأقربين بالإنذار؛ لتنحسم أطماع سائر عشيرته وأطماع الأجانب في مفارقته إياهم على الشرك.
وعشيرته الأقربون قريش.
وقيل : بنو عبد مناف.
ووقع في صحيح مسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين).
وظاهر هذا أنه كان قرآنا يتلى وأنه نسخ؛ إذ لم يثبت نقله في المصحف ولا تواتر.
ويلزم على ثبوته إشكال؛ وهو أنه كان يلزم عليه ألا ينذر إلا من آمن من عشيرته؛ فإن المؤمنين هم الذين يوصفون بالإخلاص في دين الإسلام وفي حب النبي صلى الله عليه وسلم لا المشركون؛ لأنهم ليسوا على شيء من ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا عشيرته كلهم مؤمنهم وكافرهم، وأنذر جميعهم ومن معهم ومن يأتي بعدهم صلي الله عليه وسلم؛ فلم يثبت ذلك نقلا ولا معنى.
و""روى مسلم من حديث أبي هريرة"" قال : لما نزلت هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال : (يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها .
الثانية: في هذا الحديث والآية دليل على أن القرب في الأنساب لا ينفع مع البعد في الأسباب، ودليل على جواز صلة المؤمن الكافر وإرشاده ونصيحته؛ لقوله (إن لكم رحما سأبلها ببلالها) وقوله عز وجل {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين} الممتحنة 8 الآية، على ما يأتي بيانه هناك إن شاء الله.
قوله تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} تقدم في سورة "الحجر" و "سبحان" يقال : خفض جناحه إذا لان.
{فإن عصوك} أي خالفوا أمرك.
{فقل إني بريء مما تعملون} أي بريء من معصيتكم إياي؛ لأن عصيانهم إياه عصيان لله عز وجل، لأنه عليه السلام لا يأمر إلا بما يرضاه، ومن تبرأ منه فقد تبرأ الله منه.
{وتوكل على العزيز الرحيم} أي فوض أمرك إليه فإنه العزيز الذي لا يغالب، الرحيم الذي لا يخذل أولياءه.
وقرأ العامة {وتوكل} بالواو وكذلك هو في مصاحفهم.
وقرأ نافع وابن عامر {فتوكل} بالفاء وكذلك هو في مصاحف المدينة والشام.
{الذي يراك حين تقوم}أي حين تقوم إلى الصلاة في قول أكثر المفسرين : ابن عباس وغيره.
وقال مجاهد : يعني حين تقوم حيثما كنت.
{وتقلبك في الساجدين} قال مجاهد وقتادة : في المصلين.
وقال ابن عباس : أي في أصلاب الآباء، آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا.
وقال عكرمة : يراك قائما وراكعا وساجدا؛ وقاله ابن عباس أيضا.
وقيل : المعني؛ إنك ترى بقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك.
وروي عن مجاهد، ذكره الماوردي والثعلبي.
وكان عليه السلام يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، وذلك ثابت في الصحيح وفي تأويل الآية بعيد {إنه هو السميع العليم} تقدم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى آمراً بعبادته وحده لا شريك ولا مخبراً أن من أشرك به عذبه. ثم قال تعالى آمراً لرسوله صلى اللّه عليه وسلم أن ينذر عشيرته الأقربين أي الأدنين إليه، وأنه لا يخلص أحداً منهم إلاّ إيمانه بربه عزَّ وجلَّ، وأمره أن يلين جانبه لمن اتبعه من عباد اللّه المؤمنين، ومن عصاه من خلق اللّه كائناً من كان فليتبرأ منه، ولهذا قال تعالى: {فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون}، وهذه النذارة الخاصة لا تنافي العامة بل هي فرد من أجزائها، كما قال تعالى: {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون}، وقال تعالى: {لتنذر أم القرى ومن حولها}، وقال تعالى: {لأنذركم به ومن بلغ}، كما قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}، وفي صحيح مسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار). وقد وردت أحاديث كثيرة في نزول هذه الآية الكريمة، فلنذكرها، الحديث الأول: عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: لما أنزل اللّه عزَّ وجلَّ {وأنذر عشيرتك الأقربين} أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى: (يا صباحاه)، فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه، وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يا بني عبد المطلب، يا بني فهر، يا بني لؤي، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟) قالوا: نعم، قال: (فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا؟ وأنزل اللّه: {تبت يدا أبي لهب وتب} ""أخرجه الإمام أحمد ورواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من طرق بمثله""، الحديث الثاني: روى الإمام أحمد عن عائشة قالت: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: (يا فاطمة ابنة محمد، يا صفية ابنة عبد المطلب، يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من اللّه شيئاً سلوني من مالي ما شئتم) ""أخرجه أحمد ومسلم عن عائشة رضي اللّه عنها"". الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: لما نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قريشاً فعمَّ وخصَّ، فقال: (يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني كعب أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار، يا معشر بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار، فإني واللّه لا أملك لكم من اللّه شيئاً إلا أن لكم رحماً سأبلها ببلاها) ""رواه مسلم والترمذي"". وقال الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من اللّه، يا صفية عمة رسول اللّه ويا فاطمة بنت رسول اللّه اشتريا أنفسكما من اللّه، فإني لا أغني عنكما من اللّه شيئاً، سلاني من مالي ما شئتما) ""تفرد به من هذا الوجه الإمام أحمد""وعن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: (يا بني قصي، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد) ""أخرجه الحافظ أبو يعلى""، الحديث الرابع: قال الإمام أحمد عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو قالا: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين} صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رضمة من جبل على أعلاها حجر فجعل ينادي: (يا بني عبد مناف إنما أنا نذير، إنما مثلي ومثلكم كرجل رأى العدو فذهب يربأ أهله رجاء أن يسبقوه فجعل ينادي ويهتف يا صباحاه) ""أخرجه مسلم والنسائي والإمام أحمد". وقوله تعالى: {وتوكل على العزيز الرحيم} أي في جميع أمورك فإنه مؤيدك وحافظك وناصرك ومظفرك ومعلي كلمتك، وقوله تعالى: {الذي يراك حين تقوم} أي هو معتن بك، كما قال تعالى: {فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا}، قال ابن عباس {الذي يراك حين تقوم}: يعني إلى الصلاة. وقال عكرمة: يرى قيامه وركوعه وسجوده، وقال الحسن: إذا صليت وحدك، وقال الضحاك: أي من فراشك أو مجلسك، وقال قتادة: {الذي يراك} قائماً وجالساً وعلى حالاتك، وقوله تعالى: {وتقلبك في الساجدين}، قال قتادة: {الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين} قال: في الصلاة يراك وحدك ويراك في الجمع. وعن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: يعني تقلبه من صلب نبي إلى صلب نبي، حتى أخرجه نبياً، وقوله تعالى: {إنه هو السميع العليم} أي السميع لأقوال عباده، العليم بحركاتهم وسكناتهم، كما قال تعالى: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه} الآية.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি