نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الشعراء آية 203
فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ

التفسير الميسر فينزل بهم العذاب فجأة، وهم لا يعلمون قبل ذلك بمجيئه، فيقولون عند مفاجأتهم به تحسُّرًا على ما فاتهم من الإيمان: هل نحن مُمْهَلون مُؤخَّرون؛ لنتوب إلى الله مِن شركنا، ونستدرك ما فاتنا؟

تفسير الجلالين
203 - (فيقولوا هل نحن منظرون) لنؤمن فيقال لهم لا قالوا متى هذا العذاب

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} قال مجاهد : يعني عبدالله بن سلام وسلمان وغيرهما ممن أسلم.
وقال ابن عباس : بعث أهل مكة إلى اليهود وهم بالمدينة يسألونهم عن محمد عليه السلام، فقالوا : إن هذا لزمانه، وإنا لنجد في التوراة نعته وصفته.
فيرجع لفظ العلماء إلى كل من كان له علم بكتبهم أسلم أو لم يسلم على هذ القول.
وإنما صارت شهادة أهل الكتاب حجة على المشركين؛ لأنهم كانوا يرجعون في أشياء من أمور الدين إلى أهل الكتاب؛ لأنهم مظنون بهم علم.
وقرأ ابن عامر {أو لم تكن لهم آية}.
الباقون {أو لم يكن لهم آية} بالنصب على الخبر واسم يكن {أن يعلمه} والتقدير أو لم يكن لهم علم علماء بني إسرائيل الذين أسلموا آية واضحة.
وعلى القراءة الأولى اسم كان {آية} والخبر {أن يعلمه علماء بني إسرائيل}.
وقرأ عاصم الجحدري {أن تعلمه علماء بني إسرائيل}.
{ولو نزلناه على بعض الأعجمين} أي على رجل ليس بعربي اللسان {فقرأه عليهم} بغير لغة العرب لما أمنوا ولقالوا لا نفقه.
نظيره {ولو جعلناه قرآنا أعجميا} فصلت 44 الآية.
وقيل : معناه ولو نزلناه على رجل ليس من العرب لما آمنوا به أنفة وكبرا.
يقال : رجل أعجم وأعجمي إذا كان غير فصيح وإن كان عربيا، ورجل عجمي وإن كان فصيحا ينسب إلى أصله؛ إلا أن الفراء أجاز أن يقال رجل عجمي بمعنى أعجمي.
وقرأ الحسن {على بعض الأعجمين} مشددة بياءين جعله نسبة.
ومن قرأ {الأعجمين} فقيل : إنه جمع أعجم.
وفيه بعد؛ لأن ما كان من الصفات الذي مؤنثه فعلاء لا يجمع بالواو والنون، ولا بالألف والتاء؛ لا يقال أحمرون ولا حمراوات.
وقيل : إن أصله الأعجمين كقراءة الجحدري ثم حذفت ياء النسب، وجعل جمعه بالياء والنون دليلا عليها.
قاله أبو الفتح عثمان بن جني.
وهو مذهب سيبويه.
قوله تعالى: {كذلك سلكناه} يعني القرآن أي الكفر به {في قلوب المجرمين.
لا يؤمنون به} وقيل : سلكنا التكذيب في قلوبهم؛ فذلك الذي منعهم من الإيمان، قاله يحيى بن سلام وقال عكرمة : القسوة.
والمعنى متقارب وقد مضى في الحجر وأجاز الفراء الجزم في {لا يؤمنون}؛ لأن فيه معنى الشرط والمجازاة.
وزعم أن من شأن العرب إذا وضعت لا موضع كي لا في مثل هذا ربما جزمت ما بعدها وربما رفعت؛ فتقول : ربطت الفرس لا ينفلت بالرفع والجزم، لأن معناه إن لم أربطه ينفلت، والرفع بمعنى كيلا ينفلت.
وأنشد لبعض بني عقيل : وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا ** مساكنه لا يقرف الشر قارف بالرفع لما حذف كي.
ومن الجزم قول الآخر : لطالما حلأتماها لا ترد ** فخلياها والسجال تبترد قال النحاس : وهذا كله في {يؤمنون} خطأ عند البصريين، ولا يجوز الجزم بلا جازم، ولا يكون شيء يعمل عملا فإذا حذف عمل عملا أقوي، من عمله وهو موجود، فهذا احتجاج بيِّن {حتى يروا العذاب الأليم} أي العذاب.
وقرأ الحسن {فتأتيهم} بالتاء، والمعني : فتأتيهم الساعة بغتة فأضمرت لدلالة العذاب الواقع فيها، ولكثرة ما في القرآن من ذكرها.
وقال رجل للحسن وقد قرأ {فتأتيهم} : يا أبا سعيد إنما يأتيهم العذاب بغتة.
فانتهره وقال : إنما هي الساعة تأتيهم بغتة أي فجأة.
{وهم لا يشعرون} بإتيانها.
{فيقولوا هل نحن منظرون} أي مؤخرون وممهلون.
يطلبون الرجعة هنالك فلا يجابون إليها.
قال القشيري : وقوله {فيأتيهم} ليس عطفا على قوله {حتى يروا} بل هو جواب قوله {لا يؤمنون} فلما كان جوابا للنفي انتصب، وكذلك قوله {فيقولوا}.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد، أي أدخلناه في قلوب المجرمين {لا يؤمنون به} أي بالحق {حتى يروا العذاب الأليم} أي حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم، {فيأتيهم بغتة} أي عذاب اللّه فجأة {وهم لا يشعرون * فيقولوا هل نحن منظرون} أي يتمنون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلاً ليعملوا في زعمهم بطاعة اللّه، فكل ظالم وفاجر وكافر إذا شاهد عقوبته ندم ندماً شديداً؛ هذا فرعون لما دعا عليه الكليم بقوله: {ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا} فأثرت هذه الدعوة في فرعون فما آمن حتى رأى العذاب الأليم {حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا اللّه الذي آمنت به بنو إسرائيل} الآية، وقال تعالى: {فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا باللّه وحده} الآية، وقوله تعالى: {أفبعذابنا يستعجلون} إنكار عليهم وتهديد لهم، فإنهم كانوا يقولون للرسول تكذيباً واستبعاداً: ائتنا بعذاب اللّه، كما قال تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} الآيات، ثم قال: {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} أي لو أخرناهم وأنظرناهم وأمليناهم برهة من الدهر وحيناً من الزمان وإن طال، ثم جاءهم أمر اللّه، أي شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عيشة أو ضحاها}، وقال تعالى: {يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر}، وقال تعالى: {وما يغني عنه ماله إذا تردّى}، ولهذا قال تعالى: {ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون}. وفي الحديث الصحيح: (يؤتى بالكافر فيغمس في النار غمسة ثم يقال له هل رأيت خيراً قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا واللّه يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤساً كان في الدنيا، فيصبغ في الجنة صبغة، ثم يقال له: هل رأيت بؤساً قط؟ فيقول: لا واللّه يا رب). ثم قال تعالى مخبراً عن عدله في خلقه أنه ما أهلك أمة من الأمم إلا بعد الإعذار إليهم والإنذار لهم وبعثه الرسل إليهم، وقيام الحجة عليهم، ولهذا قال تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون * ذكرى وما كنا ظالمين} كما قال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، وقال تعالى: {وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا - إلى قوله - وأهلها ظالمون}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি