نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة آل عمران آية 18
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

التفسير الميسر شهد الله أنه المتفرد بالإلهية، وقَرَنَ شهادته بشهادة الملائكة وأهل العلم، على أجلِّ مشهود عليه، وهو توحيده تعالى وقيامه بالعدل، لا إله إلا هو العزيز الذي لا يمتنع عليه شيء أراده، الحكيم في أقواله وأفعاله.

تفسير الجلالين
18 - (شهد الله) بين لخلقه بالدلائل والآيات (أنه لا إله) أي لا معبود في الوجود بحق (إلا هو و) شهد بذلك (الملائكة) بالإقرار (وأولوا العلم) من الأنبياء والمؤمنين بالإعتقاد واللفظ (قائما) بتدبير مصنوعاته ونصبه على الحال والعامل فيها معنى أي تفرد (بالقسط) بالعدل (لا إله إلا هو) كرره تأكيدا (العزيز) في ملكه (الحكيم) في صنعه

تفسير القرطبي
فيه أربع مسائل: الأولى: قال سعيد بن جبير : كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، فلما نزلت هذه الآية خررن سجدا.
وقال الكلبي : لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة قدم عليه حبران من أحبار أهل الشام؛ فلما أبصرا المدينة قال أحدهما لصاحبه : ما أشبه هذه المدينة بصفة مدينة النبي الذي يخرج في آخر الزمان.
فلما دخلا على النبي صلى الله عليه وسلم عرفاه بالصفة والنعت، فقالا له : أنت محمد؟ قال (نعم).
قالا : وأنت أحمد؟ قال : (نعم).
قالا : نسألك عن شهادة، فإن أنت أخبرتنا بها آمنا بك وصدقناك.
فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سلاني).
فقالا : أخبرنا عن أعظم شهادة في كتاب الله.
فأنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط} فأسلم الرجلان وصدقا برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قيل : إن المراد بأولي العلم الأنبياء عليهم السلام.
وقال ابن كيسان : المهاجرون والأنصار.
مقاتل : مؤمنو أهل الكتاب.
السدي والكلبي : المؤمنون كلهم؛ وهو الأظهر لأنه عام.
الثانية: في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم؛ فإنه لو كان أحد أشرف من العلماء لقرنهم الله باسمه واسم ملائكته كما قرن اسم العلماء.
وقال في شرف العلم لنبيه صلى الله عليه وسلم {وقل رب زدني علما} [طه : 114].
فلو كان شيء أشرف من العلم لأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يسأله المزيد منه كما أمر أن يستزيده من العلم.
وقال صلى الله عليه وسلم : (إن العلماء ورثة الأنبياء).
وقال : (العلماء أمناء الله على خلقه).
وهذا شرف للعلماء عظيم، ومحل لهم في الدين خطير.
وخرج أبو محمد عبدالغني الحافظ من حديث بركة بن نشيط - وهو عنكل بن حكارك وتفسيره بركة بن نشيط - وكان حافظا، حدثنا عمر بن المؤمل حدثنا محمد بن أبي الخصيب حدثنا عنكل حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة) وفي هذا الباب حديث عن أبي الدرداء خرجه أبو داود.
الثالثة: روى غالب القطان قال : أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش فكنت أختلف إليه.
فلما كان ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام فتهجد من الليل فقرأ بهذه الآية{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
إن الدين عند الله الإسلام} [آل عمران : 18 - 19]، قال الأعمش : وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة، وهي لي عند الله وديعة، وإن الدين عند الله الإسلام - قالها مرارا - فغدوت إليه وودعته ثم قلت : إني سمعتك تقرأ هذه الآية فما بلغك فيها؟ أنا عندك منذ سنة لم تحدثني به.
قال : والله لا حدثتك به سنة.
قال : فأقمت وكتبت على بابه ذلك اليوم، فلما مضت السنة قلت : يا أبا محمد قد مضت السنة.
قال : حدثني أبو وائل، عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى أدخلوا عبدي الجنة).
قال أبو الفرج الجوزي : غالب القطان هو غالب بن خطاف القطان، يروي عن الأعمش حديث (شهد الله) وهو حديث معضل.
قال ابن عدي الضعف على حديثه بين.
وقال أحمد بن حنبل : غالب بن خطاف القطان ثقة ثقة.
وقال ابن معين : ثقة.
وقال أبو حاتم : صدوق صالح.
قلت : يكفيك من عدالته وثقته أن خرج له البخاري ومسلم في كتابيهما، وحسبك.
وروي من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من قرأ شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم عند منامه خلق الله له سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة).
ويقال من أقر بهذه الشهادة عن عقد من قلبه فقد قام بالعدل.
وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما لكل حي من أحياء العرب صنم أو صنمان.
فلما نزلت هذه الآية أصبحت الأصنام قد خرت ساجدة لله.
الرابعة: قوله تعالى {شهد الله} أي بين وأعلم؛ كما يقال : شهد فلان عند القاضي إذا بين وأعلم لمن الحق، أو على من هو.
قال الزجاج : الشاهد هو الذي يعلم الشيء ويبينه؛ فقد دلنا الله تعالى على وحدانيته بما خلق وبين.
وقال أبو عبيدة {شهد الله} بمعنى قضى الله، أي أعلم.
وقال ابن عطية : وهذا مردود من جهات.
وقرأ الكسائي بفتح "أن" في قوله {أنه لا إله إلا هو} وقوله "أن الدين".
قال المبرد : التقدير : أن الدين عند الله الإسلام بأنه لا إله إلا هو، ثم حذفت الباء كما قال : أمرتك الخير.
أي بالخير.
قال الكسائي : أنصبهما جميعا، بمعنى شهد الله أنه كذا، وأن الذين عند الله.
قال ابن كيسان "أن" الثانية بدل من الأولى؛ لأن الإسلام تفسير المعنى الذي هو التوحيد.
وقرأ ابن عباس فيما حكى الكسائي "شهد الله إنه" بالكسر "أن الدين" بالفتح.
والتقدير : شهد الله أن الدين الإسلام، ثم ابتداء فقال : إنه لا إله إلا هو.
وقرأ أبو المهلب وكان قارئا - شهداء الله بالنصب على الحال، وعنه "شهداء الله".
وروى شعبة عن عاصم عن زرٍّ عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ (أن الدين عند الله الحنيفية لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية).
قال أبو بكر الأنباري : ولا يخفى على ذي تمييز أن هذا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم على جهة التفسير، أدخله بعض من نقل الحديث في القرآن.
و{قائماً} نصب على الحال المؤكدة من اسمه تعالى في قوله {شهد الله} أو من قوله {إلا هو}.
وقال الفراء : هو نصب على القطع، كان أصله القائم، فلما قطعت الألف واللام نصب كقوله {وله الدين واصباً} [النحل : 52].
وفي قراءة عبدالله "القائم بالقسط" على النعت، والقسط العدل.
{لا إاله إلا هو العزيز الحكيم" كرر لأن الأولى حلت محل الدعوى، والشهادة الثانية حلت محل الحكم.
وقال جعفر الصادق : الأولى وصف وتوحيد، والثانية رسم وتعليم، يعني قولوا لا إله إلا الله العزيز الحكيم.

تفسير ابن كثير شهد تعالى وكفى به شهيدا وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم وأصدق القائلين {إنه لا إله إلا هو} أي المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق، وأن الجميع عبيده وخلقه وفقراء إليه، وهو الغني عما سواه كما قال تعالى: {لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك} الآية، ثم قرن شهادة ملائكته وأولي العلم بشهادته فقال: {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم}، وهذه خصوصية عظيمة للعلماء في هذا المقام. {قائماً بالقسط} منصوب على الحال وهو في جميع الأحوال كذلك. {لا إله إلا هو} تأكيد لما سبق، {العزيز الحكيم} العزيز الذي لا يرام جنابه عظمة وكبرياء {الحكيم} في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره. عن الزبير بن العوام قال: سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو بعرفة يقرأ هذه الآية: {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}، ثم قال: وأنا على ذلك من الشاهدين يا رب ""رواه أحمد وابن أبي حاتم"" وعن غالب القطان قال: أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريباً من الأعمش، فلما كانت ليلة أردت أن أنحدر، قام فتهجد من الليل فمر بهذه الآية: {شهد اللّه أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند اللّه الإسلام} ثم قال الأعمش: وأنا أشهد بما شهد اللّه به وأستودع اللّه هذه الشهادة وهي لي عند اللّه وديعة {إن الدين عند اللّه الإسلام} قالها مراراً. قلت: لقد سمع فيها شيئاً، فغدوت إليه فودعته ثم قلت: يا أبا محمد إني سمعتك تردد هذه الآية، قال: أوما بلغك ما فيها؟ قلت: أنا عندك منذ شهر لم تحدثني! قال: واللّه لا أحدثك بها إلى سنة؛ فأقمت سنة فكنت على بابه، فلما مضت السنة، قلت: يا أبا محمد قد مضت السنة. قال، حدثني أبو وائل عن عبد اللّه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (يجاء بصاحبها يوم القيامة، فيقول اللّه عزّ وجلّ: عبدي عهد إليّ، وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة) ""رواه الطبراني في الكبير"" وقوله تعالى: {إن الدين عند اللّه الإسلام} إخبار منه تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم اللّه به في كل حين، حتى ختموا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى اللّه عليه وسلم، فمن لقي اللّه بعد بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم بدين على غير شريعته فليس بمتقبل كما قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه} الآية، وقال في هذه الآية مخبراً بانحصار الدين المتقبل منه عنده في الإسلام: {إن الدين عند اللّه الإسلام} ثم أخبر تعالى بأن الذين أوتوا الكتاب الأول إنما اختلفوا بعد ما قامت عليه الحجة بإرسال الرسل إليهم، وإنزال الكتب عليهم، فقال: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم} أي بغي بعضهم على بعض، فاختلفوا في الحق بتحاسدهم وتباغضهم وتدابرهم، فحمل بعضهم بغض البعض الآخر على مخالفته في جميع أقواله وأفعاله وإن كانت حقاً، ثم قال تعالى: {ومن يكفر بآيات اللّه} أي من جحد ما أنزل اللّه في كتابه {فإن اللّه سريع الحساب} أي فإن اللّه سيجازيه على ذلك ويحاسبه على تكذيبه ويعاقبه على مخالفته كتابه. ثم قال تعالى: {فإن حاجوك} أي جادلوك في التوحيد، {فقل أسلمت وجهي للّه ومن اتبعن} أي فقل أخلصت عبادتي للّه وحده لا شريك له، ولا ندَّ له، ولا ولد له ولا صاحبة له. {ومن اتبعن} أي على ديني، يقول كمقالتي كما قال تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى اللّه على بصيرة أنا ومن اتبعني} الآية، ثم قال تعالى آمراً لعبده ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم أن يدعو إلى طريقته ودينه والدخول في شرعه وما بعثه اللّه به إلى الكتابيين من المليين؟؟ والأميين من المشركين، فقال تعالى: {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا، وإن تولوا فإنما عليك البلاغ} أي واللّه عليه حسابهم وإليه مرجعهم ومآبهم، وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة. ولهذا قال تعالى: {واللّه بصير بالعباد} أي هو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة وهو الذي {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} وما ذلك إلا لحكمته ورحمته. وهذه الآية وأمثالها من أصرح الدلالات على عموم بعثته صلوات اللّه وسلامه عليه إلى جميع الخلق كما هو معلوم من دينه ضرورة، وكما دل عليه الكتاب والسنّة في غير ما آية وحديث فمن ذلك قوله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعاً} وقال تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً}، وفي الصحيحين وغيرهما مما ثبت تواتره بالوقائع المتعددة أنه صلى اللّه عليه وسلم بعث كتبه يدعو إلى اللّه ملوك الآفاق وطوائف بني آدم من عربهم وعجمهم، كتابيهم وأميهم امتثالاً لأمر اللّه له بذلك، وقد روي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار) ""رواه مسلم عن أبي هريرة"" وقال صلى اللّه عليه وسلم : (بعثت إلى الأحمر والأسود) وقال: (كان النبي بعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة) ""أخرجاه في الصحيحين"" وروى الإمام أحمد، عن أنَس رضي اللّه عنه: أن غلاماً يهودياً كان يضع للنبي صلى اللّه عليه وسلم وضوءه ويناوله نعليه، فمرض فأتاه النبي صلى اللّه عليه وسلم فدخل عليه وأبوه قاعد عند رأسه، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : (يا فلان قل لا إله إلا اللّه)، فنظر إلى أبيه فسكت أبوه. فأعاد عليه النبي صلى اللّه عليه وسلم فنظر إلى أبيه، فقال أبوه: أطع أبا القاسم، فقال الغلام: أشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه، فخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو يقول: (الحمد للّه الذي أخرجه بي من النار) ""أخرجه البخاري وأحمد""

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি