نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة آل عمران آية 11
كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ

التفسير الميسر شأن الكافرين في تكذيبهم وما ينزل بهم، شأن آل فرعون والذين من قبلهم من الكافرين، أنكروا آيات الله الواضحة، فعاجلهم بالعقوبة بسبب تكذيبهم وعنادهم. والله شديد العقاب لمن كفر به وكذَّب رسله.

تفسير الجلالين
11 - دأبهم (كدأب) كعادة (آل فرعون والذين من قبلهم) من الأمم كعاد وثمود (كذبوا بآياتنا فأخذهم الله) أهلكهم (بذنوبهم) والجملة مفسرة لما قبلها (والله شديد العقاب) ونزل لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم اليهود بالإسلام بعد مرجعه من بدر فقالوا له لا يغرنك أنك قتلت نفرا من قريش أغمارا لا يعرفون القتال:

تفسير القرطبي
الدأب العادة والشأن.
ودأب الرجل في عمله يدأب دأبا ودؤوبا إذا جد واجتهد، وأدأبته أنا.
وأدأب بعيره إذا جهده في السير.
والدائبان الليل والنهار.
قال أبو حاتم : وسمعت يعقوب يذكر "كدأب" بفتح الهمزة، وقال لي وأنا غليم : على أي شيء يجوز "كدأب"؟ فقلت له : أظنه من دَئِب يدْأَب دَأَبا.
فقبل ذلك مني وتعجب من جودة تقديري على صغري؛ ولا أدري أيقال أم لا.
قال النحاس: "وهذا القول خطأ، لا يقال البتة دَئِب؛ وإنما يقال : دَأَب يدْأَب دُؤوبا ودَأْبا؛ هكذا حكى النحويون، منهم الفراء حكاه في كتاب المصادر؛ كما قال امرؤ القيس : كدأبك من أم الحويرث قبلها ** وجارتها أم الرباب بمأسل فأما الدَّأَب فإنه يجوز؛ كما يقال : شَعْر وشَعَر ونَهْر ونَهَر؛ لأن فيه حرفا من "حروف الحلق".
واختلفوا في الكاف؛ فقيل : هي في موضع رفع تقديره دأبهم كدأب آل فرعون، أي صنيع الكفار معك كصنيع آل فرعون مع موسى.
وزعم الفراء أن المعنى : كفرت العرب ككفر آل فرعون.
قال النحاس : لا يجوز أن تكون الكاف متعلقة بكفروا، لأن كفروا داخلة في الصلة.
وقيل : هي متعلقة بـ {أخذهم الله}، أي أخذهم أخذا كما أخذ آل فرعون.
وقيل : هي متعلقة بقوله {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم.
.
.
} [آل عمران : 10] أي لم تغن عنهم غناء كما لم تغن الأموال والأولاد عن آل فرعون.
وهذا جواب لمن تخلف عن الجهاد وقال : شغلتنا أموالنا وأهلونا.
ويصح أن يعمل فيه فعل مقدر من لفظ الوقود، ويكون التشبيه في نفس الاحتراق.
ويؤيد هذا المعنى {.
.
.
وحاق بآل فرعون سوء العذاب.
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [المؤمن : 46].
والقول الأول أرجح، واختاره غير واحد من العلماء.
قال ابن عرفة {كدأب آل فرعون} أي كعادة آل فرعون.
يقول : اعتاد هؤلاء الكفرة الإلحاد والإعنات للنبي صلى الله عليه وسلم كما اعتاد آل فرعون من إعنات الأنبياء؛ وقال معناه الأزهري.
فأما قوله في سورة (الأنفال) {كدأب آل فرعون} فالمعنى جوزي هؤلاء بالقتل والأسر كما جوزي آل فرعون بالغرق والهلاك.
{بآياتنا} يحتمل أن يريد الآيات المتلوة، ويحتمل أن يريد الآيات المنصوبة للدلالة على الوحدانية.
{فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب}.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن الكفار بأنهم وقود النار: {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}، وليس ما أوتوه في الدنيا من الأموال والأولاد بنافع لهم عند اللّه، ولا بمنجيهم من عذابه وأليم عقابه، كما قال تعالى: {ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد اللّه ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون}. وقال تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد} وقال ههنا: {إن الذين كفروا} أي بآيات اللّه، وكذبوا رسله، وخالفوا كتابه، ولم ينتفعوا بوحيه إلى أنبيائه: {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئاً وأولئك هم وقود النار} أي حطبها الذي تسجر به وتوقد به كقوله: {إنكم وما تعبدون من دون اللّه حصب جهنم} الآية. وعن أم الفضل: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قام ليلة بمكة، فقال: (هل بلغت؟ يقولها ثلاثاً، فقام عمر بن الخطاب - وكان أوَّاهاً - فقال: اللهم نعم، وحرصت وجهدت، ونصحت فاصبر؛ فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : (ليظهرن الإيمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه، وليخوضن رجال البحار بالإسلام، وليأتين على الناس زمان يقرءون القرآن فيقرءونه ويعلمونه، فيقولون قد قرأنا وقد علمنا فمن هذا الذي هو خير منا؟ فما في أولئك من خير) قالوا: يا رسول اللّه فمن أولئك؟ قال: (أولئك منكم، أولئك هم وقود النار) ""رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه"" وقوله تعالى: {كدأب آل فرعون} قال ابن عباس: كصنيع آل فرعون، وكذا روي عن عكرمة ومجاهد والضحاك وغير واحد، ومنهم من يقول: كسنة آل فرعون، وكفعل آل فرعون وكشبه آل فرعون، والألفاظ متقاربة والدَّأب - بالتسكين والتحريك أيضاً كنَهَر ونَهْر - هو الصنيع والحال والشأن والأمر والعادة، كما يقال: لا يزال هذا دأبي ودأبك، وقال امرؤ القيس: كدأبك من أم الحويرث قبلها ** وجارتها أم الرباب بمأسل والمعنى كعادتك في أم الحويرث حين أهلكتَ نفسك في حبها وبكيت دارها ورسمها! والمعنى في الآية: إنَّ الكافرين لا تغني عنهم الأموال ولا الأولاد، بل يهلكون ويعذبون كما جرى لآل فرعون ومن قبلهم من المكذبين للرسل فيما جاءوا به من آيات اللّه وحججه: {واللّه شديد العقاب} أي شديد الأخذ، أليم العذاب، لا يمتنع منه أحد، ولا يفوته شيء، بل هو الفعال لما يريد الذي قد غلب كل شيء، لا إله غيره ولا رب سواه.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি