نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الشعراء آية 17
أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ

التفسير الميسر قال الله لموسى: كلا لن يقتلوك، وقد أجبت طلبك في هارون، فاذهبا بالمعجزات الدالة على صدقكما، إنا معكم بالعلم والحفظ والنصرة مستمعون. فأتِيَا فرعون فقولا له: إنا مرسَلان إليك وإلى قومك من رب العالمين: أن اترك بني إسرائيل؛ ليذهبوا معنا.

تفسير الجلالين
17 - (أن) بأن (أرسل معنا) إلى الشام (بني إسرائيل) فأتياه فقالا له ما ذكر

تفسير القرطبي
قوله {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين} قال أبو عبيدة : رسول بمعنى رسالة والتقدير على هذا؛ إنا ذوو رسالة رب العالمين.
قال الهذلي : ألكني إليها وخير الرسول ** ل أعلمهم بنواحي الخبر ألكني إليها معناه أرسلني.
وقال آخر : لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ** بسر ولا أرسلتهم برسول آخر : ألا أبلغ بني عمرو رسولا ** بأني عن فتاحتكم غني وقال العباس بن مرداس : ألا من مبلغ عني خفافا ** رسولا بيت أهلك منتهاها يعني رسالة فلذلك أنثها.
قال أبو عبيد : ويجوز أن يكون الرسول في معنى الاثنين والجمع؛ فتقول العرب : هذا رسولي ووكيلي، وهذان رسولي ووكيلي، وهؤلاء رسولي ووكيلي.
ومنه قوله {فإنهم عدو لي} الشعراء 77 .
وقيل : معناه إن كل واحد منا رسول رب العالمين.
{أن أرسل معنا بني إسرائيل} أي أطلقهم وخل سبيلهم حتى يسيروا معنا إلى فلسطين ولا تستعبدهم؛ وكان فرعون استعبدهم أربعمائة سنة، وكانوا في ذلك الوقت ستمائة ألف وثلاثين ألفا.
فانطلقا إلى فرعون فلم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه، فدخل البواب على فرعون فقال : ها هنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين.
فقال فرعون : ايذن له لعلنا نضحك منه؛ فدخلا عليه وأديا الرسالة.
و روى وهب وغيره : أنهما لما دخلا على فرعون وجداه وقد أخرج سباعا من أسد ونمور وفهود يتفرج عليها، فخاف سواسها أن تبطش بموسى وهارون، فأسرعوا إليها، وأسرعت السباع إلى موسى وهارون، فأقبلت تلحس أقدامهما، وتبصبص إليهما بأذنابها، وتلصق خدودها بفخذيهما، فعجب فرعون من ذلك فقال : ما أنتما؟ قالا {إن رسول رب العالمين}فعرف موسى لأنه نشأ في بيته؛ فـ {قال ألم نربك فينا وليدا} على جهة المن عليه والاحتقار.
أي ربيناك صغيرا ولم نقتلك في جملة من قتلنا {ولبثت فينا من عمرك سنين} فمتى كان هذا الذي تدعيه.
ثم قرره بقتل القبطي بقوله {وفعلت فعلتك التي فعلت} والفعلة بفتح الفاء المرة من الفعل.
وقرأ الشعبي {فعلتك} بكسر الفاء والفتح أولى؛ لأنها المرة الواحدة، والكسر بمعنى الهيئة والحال، أي فعلتك التي تعرف فكيف تدعي مع علمنا أحوالك بأن الله أرسلك.
وقال الشاعر : كأن مشيتها من بيت جارتها ** مر السحابة لا ريث ولا عجل ويقال : كان ذلك أيام الردة والردة.
{وأنت من الكافرين} قال الضحاك : أي في قتلك القبطي إذ هو نفس لا يحل قتله.
وقيل : أي بنعمتي التي كانت لنا عليك من التربية والإحسان إليك؛ قاله ابن زيد.
الحسن {من الكافرين} في أني إلهك.
السدي {من الكافرين}بالله لأنك كنت معنا على ديننا هذا الذي تعيبه.
وكان بين خروج موسى عليه السلام حين قتل القبطي وبين رجوعه نبيا أحد عشر عاما غير أشهر.
فـ {قال فعلتها إذا}أي فعلت تلك الفعلة يريد قتل القبطي {وأنا} إذ ذاك {من الضالين} أي من الجاهلين؛ فنفى عن نفسه الكفر، وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل.
وكذا قال مجاهد؛ {من الضالين} من الجاهلين.
ابن زيد : من الجاهلين بأن الوكزة تبلغ القتل.
وفي مصحف عبدالله {من الجاهلين} ويقال لمن جهل شيئا ضل عنه.
وقيل {وأنا من الضالين} من الناسين؛ قاله أبو عبيدة.
وقيل {وأنا من الضالين} عن النبوة ولم يأتني عن الله فيه شيء، فليس علي فيما فعلته في تلك الحالة توبيخ.
وبين بهذا أن التربية فيهم لا تنافي النبوة والحلم على الناس، وأن القتل خطأ أو في وقت لم يكن فيه شرع لا ينافي النبوة.
قوله {ففررت منكم لما خفتكم} أي خرجت من بينكم إلى مدين كما في سورة القصص{فخرج منها خائفا يترقب} القصص 21 وذلك حين القتل.
{فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين} يعني النبوة؛ عن السدي وغيره.
الزجاج : تعليم التوراة التي فيها حكم الله.
وقيل : علما وفهما.
{وجعلني من المرسلين}.
قوله {وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل} اختلف الناس في معنى هذا الكلام؛ فقال السدي والطبري والفراء : هذا الكلام من موسى عليه السلام على جهة الإقرار بالنعمة؛ كأنه يقول : نعم؟ وتربيتك نعمة علي من حيث عبدت غيري وتركتني، ولكن لا يدفع ذلك رسالتي.
وقيل : هو من موسى عليه السلام على جهة الإنكار؛ أي أتمن علي بأن ربيتني وليدا وأنت قد استعبدت بني إسرائيل وقتلتهم؟! أي ليست بنعمة؟ لأن الواجب كان ألا تقتلهم ولا تستعبدهم فإنهم قومي؛ فكيف تذكر إحسانك إلي على الخصوص؟! قال معناه قتادة وغيره.
وقيل : فيه تقدير استفهام؛ أي أو تلك نعمة؟ قاله الأخفش والفراء أيضا وأنكره النحاس وغيره.
قال النحاس : وهذا لا يجوز لأن ألف الاستفهام تحدث معنى، وحذفها محال إلا أن يكون في الكلام أم؛ كما قال الشاعر : تروح من الحي أم تبتكر ولا أعلم بين النحويين اختلافا في هذا إلا شيئا قاله الفراء.
قال : يجوز ألف الاستفهام في أفعال الشك، وحكي ترى زيدا منطلقا؟ بمعنى أترى.
وكان علي بن سليمان يقول في هذا : إنما أخذه من ألفاظ العامة.
قال الثعلبي : قال الفراء ومن قال إنها إنكار قال معناه أو تلك نعمة؟ على طريق الاستفهام؛ كقوله {هذا ربي} الأنعام 76 {فهم الخالدون}الأنبياء 34 .
قال الشاعر : رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع ** فقلت وأنكرت الوجوه هم هم وأنشد الغزنوي شاهدا على ترك الألف قولهم : لم أنس يوم الرحيل وقفتها ** وجفنها من دموعها شرق وقولها والركاب واقفة ** تركتني هكذا وتنطلق قلت : ففي هذا حذف ألف الاستفهام مع عدم أم خلاف قول النحاس.
وقال الضحاك : إن الكلام خرج مخرج التبكيت والتبكيت يكون، باستفهام وبغير استفهام؛ والمعنى : لو.
لم تقتل بني إسرائيل لرباني أبواي؛ فأي نعمة لك علي! فأنت تمن علي بما لا يجب أن تمن به.
وقيل : معناه كيف تمن بالتربية وقد أهنت قومي؟ ومن أهين قومه ذل.
و{أن عبدت} في موضع رفع على البدل من {نعمة} ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى : لأن عبدت بني إسرائيل؛ أي اتخذتهم عبيدا.
يقال : عبدته وأعبدته بمعنى؛ قال الفراء وأنشد : علام يُعْبِدُني قومي وقد كثرت ** فيهم أباعر ما شاؤوا وعِبدان

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام حين ناداه من جانب الطور الأيمن، وكلمه وناجاه، وأرسله وأصطفاه، وأمره بالذهاب إلى فرعون وملئه، ولهذا قال تعالى: {أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون * قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون * ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون} هذه أعذار سأل من اللّه إزاحتها عنه، كما قال في سورة طه {قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري - إلى قوله - قد أوتيت سؤلك يا موسى}، وقوله تعالى: {ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون} أي بسبب قتل القبطي الذي كان سبب خروجه من بلاد مصر، {قال كلا} أي قال اللّه له: لا تخف من شيء من ذلك، كقوله: {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سطانا}، {فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون}، كقوله: {إنني معكما أسمع وأرى} أي إنني معكما بحفظي وكلاءتي ونصري وتأييدي، {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين}، كقوله في الآية الأخرى: {إنا رسولا ربك} أي كل منا أرسل إليك، {أن أرسل معنا بني إسرائيل} أي أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك، فإنهم عباد اللّه المؤمنون وحزبه المخلصون، فلما قال له موسى ذلك أعرض فرعون هنالك بالكلية، ونظر إليه بعين الازدارء والغَمْص فقال: {ألم نربك فينا وليدا} الآية، أي أما أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا، وأنعمنا عليه مدة من السنين، ثم بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بتلك الفعلة أن قتلت منا رجلاً وجحدت نعمتنا عليك، ولهذا قال: {وأنت من الكافرين} أي الجاحدين {قال فعلتها إذا} أي في تلك الحال {وأنا من الضالين} أي قبل أن يوحي إليّ وينعم اللّه عليّ بالرسالة والنبوة، قال ابن عباس {وأنا من الضالين} أي الجاهلين، {ففررت منكم لما خفتكم} الآية، أي انفصل الحال الأول وجاء أمر آخر، فقد أرسلني اللّه إليك فإن أطعته سلمت، وإن خالفته عطبت، ثم قال موسى: {وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبَّدت بني إسرائيل} أي وما أحسنت إلي وربيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل، فجعلتهم عبيداً وخدماً، تصرفهم في أعمالك ومشاق رعيتك، أَفَيفي إحسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم؟ أي ليس ما ذكرته شيئاً بالنسبة إلى ما فعلت بهم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি