نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الشعراء آية 15
قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ

التفسير الميسر قال الله لموسى: كلا لن يقتلوك، وقد أجبت طلبك في هارون، فاذهبا بالمعجزات الدالة على صدقكما، إنا معكم بالعلم والحفظ والنصرة مستمعون. فأتِيَا فرعون فقولا له: إنا مرسَلان إليك وإلى قومك من رب العالمين: أن اترك بني إسرائيل؛ ليذهبوا معنا.

تفسير الجلالين
15 - (قال) تعالى (كلا) لا يقتلونك (فاذهبا) أنت وأخوك ففيه تغليب الحاضر على الغائب (بآياتنا إنا معكم مستمعون) ما تقولون وما يقال لكم أجريا مجرى الجماعة

تفسير القرطبي
قوله {وإذ نادى ربك موسى} {إذ} في موضع نصب؛ المعنى : واتل عليهم {إذ نادى ربك موسى} ويدل على هذا أن بعده.
{واتل عليهم نبأ إبراهيم} الشعراء 69 ذكره النحاس.
وقيل : المعنى؛ واذكر إذا نادى كما صرح به في قوله {واذكر أخا عاد} الأحقاف 21 وقوله {واذكر عبادنا إبراهيم} ص 45 وقوله {واذكر في الكتاب مريم} مريم 16 .
وقيل : المعنى؛ {وإذ نادى ربك موسى} كان كذا وكذا.
والنداء الدعاء بيا فلان، أي قال ربك يا موسى : {أن ائت القوم الظالمين} ثم أخبر من هم فقال، {قوم فرعون ألا يتقون} ف {قوم} بدل؛ ومعنى {ألا يتقون} ألا يخافون عقاب الله؟ وقيل : هذا من الإيماء إلى الشيء لأنه أمره أن يأتي القوم الظالمين، ودل قوله {يتقون} على أنهم لا يتقون، وعلى أنه أمرهم بالتقوى.
وقيل : المعنى؛ قل لهم {ألا تتقون} وجاء بالياء لأنهم غيب وقت الخطاب، ولو جاء بالتاء لجاز.
ومثله {قل للذين كفروا ستغلبون} آل عمران 12 بالتاء والياء.
وقد قرأ عبيد بن عمير وأبو حازم {ألا تتقون} بتاءين أي قل لهم {ألا تتقون}.
{قال رب}أي قال موسى}إني أخاف أن يكذبون}أي في الرسالة والنبوة.
{ويضيق صدري}لتكذيبهم إياي.
وقراءة العامة {ويضيق} {ولا ينطلق} بالرفع على الاستئناف.
وقرأ يعقوب وعيسى بن عمرو أبو حيوة "ويضيق - ولا ينطلق" بالنصب فيهما ردا على قوله {أن يكذبون} قال الكسائي : القراءة بالرفع؛ يعني في {يضيق صدري ولا ينطلق لسانى}من وجهين : أحدهما الابتداء والآخر بمعنى وإني يضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني نسقا على {إني أخاف} قال الفراء : ويقرأ بالنصب.
حكي ذلك عن الأعرج وطلحة وعيسى بن عمر وكلاهما له وجه.
قال النحاس : الوجه لرفع؛ لأن النصب عطف على {يكذبون} وهذا بعيد يدل على ذلك قوله عز وجل {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي} طه 27 : 28 فهذا يدل على أن هذه كذا.
{ولا ينطلق لساني} في المحاجة على ما أحب؛ وكان في لسانه عقدة على ما تقدم في "طه" .
{فأرسل إلى هارون} أرسل إليه جبريل بالوحي، واجعله رسولا معي ليؤازرني ويظاهرني ويعاونني.
ولم يذكر هنا ليعينني؛ لأن المعنى كان معلوما، وقد صرح به في سورة طه{واجعل لي وزيرا} طه 29وفي القصص {أرسله معي ردءا يصدقني} القصص 34 وكأن موسى أذن له في هذا السؤال، ولم يكن ذلك استعفاء من الرسالة بل طلب من يعينه.
ففي هذا دليل على أن من لا يستقل بأمر، ويخاف من نفسه تقصيرا، أن يأخذ من يستعين به عليه، ولا يلحقه في ذلك لوم.
قوله {ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون} الذنب هنا قتل القبطي واسمه فاثور على ما يأتي في "القصص" بيانه، وقد مضى في "طه" ذكره.
وخاف موسى أن يقتلوه به، ودل على أن الخوف قد يصحب الأنبياء والفضلاء والأولياء مع معرفتهم بالله وأن لا فاعل إلا هو؛ إذ قد يسلط من شاء على من شاء {قال كلا} أي كلا لن يقتلوك.
فهو ردع وزجر عن هذا الظن، وأمر بالثقة بالله تعالى؛ أي ثق بالله وانزجر عن خوفك منهم؛ فإنهم لا يقدرون على قتلك، ولا يقوون عليه.
{فاذهبا} أي أنت وأخوك فقد جعلته رسولا معك.
{بآياتنا} أي ببراهيننا وبالمعجزات.
وقيل : أي مع آياتنا.
{إنا معكم} يريد نفسه سبحانه وتعالى.
{مستمعون} أي سامعون ما يقولون وما يجاوبون.
وإنما أراد بذلك تقوية قلبيهما وأنه يعينهما ويحفظهما.
والاستماع إنما يكون بالإصغاء، ولا يوصف الباري سبحانه بذلك.
وقد وصف سبحانه نفسه بأنه السميع البصير.
وقال في "طه" {أسمع وأرى} طه 46 وقال {معكم} فأجراهما مجرى الجمع؛ لأن الاثنين جماعة.
ويجوز أن يكون لهما ولمن أرسلا إليه.
ويجوز أن يكون لجميع بني إسرائيل.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عما أمر به عبده ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام حين ناداه من جانب الطور الأيمن، وكلمه وناجاه، وأرسله وأصطفاه، وأمره بالذهاب إلى فرعون وملئه، ولهذا قال تعالى: {أن ائت القوم الظالمين * قوم فرعون ألا يتقون * قال رب إني أخاف أن يكذبون * ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون * ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون} هذه أعذار سأل من اللّه إزاحتها عنه، كما قال في سورة طه {قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري - إلى قوله - قد أوتيت سؤلك يا موسى}، وقوله تعالى: {ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلون} أي بسبب قتل القبطي الذي كان سبب خروجه من بلاد مصر، {قال كلا} أي قال اللّه له: لا تخف من شيء من ذلك، كقوله: {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سطانا}، {فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون}، كقوله: {إنني معكما أسمع وأرى} أي إنني معكما بحفظي وكلاءتي ونصري وتأييدي، {فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين}، كقوله في الآية الأخرى: {إنا رسولا ربك} أي كل منا أرسل إليك، {أن أرسل معنا بني إسرائيل} أي أطلقهم من إسارك وقبضتك وقهرك وتعذيبك، فإنهم عباد اللّه المؤمنون وحزبه المخلصون، فلما قال له موسى ذلك أعرض فرعون هنالك بالكلية، ونظر إليه بعين الازدارء والغَمْص فقال: {ألم نربك فينا وليدا} الآية، أي أما أنت الذي ربيناه فينا وفي بيتنا وعلى فراشنا، وأنعمنا عليه مدة من السنين، ثم بعد هذا قابلت ذلك الإحسان بتلك الفعلة أن قتلت منا رجلاً وجحدت نعمتنا عليك، ولهذا قال: {وأنت من الكافرين} أي الجاحدين {قال فعلتها إذا} أي في تلك الحال {وأنا من الضالين} أي قبل أن يوحي إليّ وينعم اللّه عليّ بالرسالة والنبوة، قال ابن عباس {وأنا من الضالين} أي الجاهلين، {ففررت منكم لما خفتكم} الآية، أي انفصل الحال الأول وجاء أمر آخر، فقد أرسلني اللّه إليك فإن أطعته سلمت، وإن خالفته عطبت، ثم قال موسى: {وتلك نعمة تمنها عليّ أن عبَّدت بني إسرائيل} أي وما أحسنت إلي وربيتني مقابل ما أسأت إلى بني إسرائيل، فجعلتهم عبيداً وخدماً، تصرفهم في أعمالك ومشاق رعيتك، أَفَيفي إحسانك إلى رجل واحد منهم بما أسأت إلى مجموعهم؟ أي ليس ما ذكرته شيئاً بالنسبة إلى ما فعلت بهم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি