نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الفرقان آية 3
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا

التفسير الميسر واتخذ مشركو العرب معبودات من دون الله لا تستطيع خَلْق شيء، والله خلقها وخلقهم، ولا تملك لنفسها دَفْعَ ضر أو جلب نفع، ولا تستطيع إماتة حي أو إحياء ميت، أو بعث أحد من الأموات حيًا من قبره.

تفسير الجلالين
3 - (واتخذوا) أي الكفار (من دونه) الله أي غيره (آلهة) هي الأصنام (لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا) أي دفعه (ولا نفعا) أي جره (ولا يملكون موتا ولا حياة) أي إماتة لأحد وإحياء لأحد (ولا نشورا) بعثا للأموات

تفسير القرطبي
قوله {تبارك الذي نزل الفرقان} {تبارك} اختلف في معناه؛ فقال الفراء : هو في العربية و{تقدس} واحد، وهما للعظمة.
وقال الزجاج {تبارك} تفاعل من البركة.
قال : ومعنى البركة الكثرة من كل ذي خير.
وقيل {تبارك} تعالى.
وقيل : تعالى عطاؤه، أي زاد وكثر.
وقيل : المعنى دام وثبت إنعامه.
قال النحاس : وهذا أولاها في اللغة والاشتقاق؛ من برك الشيء إذا ثبت؛ ومنه برك الجمل والطير على الماء، أي دام وثبت.
فأما القول الأول فمخلّط؛ لأن التقديس إنما هو من الطهارة وليس من ذا في شيء.
قال الثعلبي : ويقال تبارك الله، ولا يقال متبارك ولا مبارك؛ لأنه ينتهي في أسمائه وصفاته إلى حيث ورد التوقيف.
وقال الطرماح : تباركت لا معط لشيء منعته *** وليس لما أعطيت يا رب مانع وقال آخر : تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر قلت : قد ذكر بعض العلماء في أسمائه الحسنى "المبارك" وذكرناه أيضا في كتابنا.
فإن كان وقع اتفاق على أنه لا يقال فيسلم للإجماع.
وإن كان وقع فيه اختلاف فكثير من الأسماء اختلف في عده؛ كالدهر وغيره.
وقد نبهنا على ذلك هنالك، والحمد لله.
و{الفرقان} القرآن.
وقيل : إنه اسم لكل منزل؛ كماقال {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} الأنبياء 48 .
وفي تسميته فرقانا وجهان : أحدهما : لأنه فرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر.
الثاني : لأن فيه بيان ما شرع من حلال وحرام؛ حكاه النقاش.
{على عبده} يريد محمدا صلى الله عليه وسلم.
{ليكون للعالمين نذيرا} اسم {يكون} فيها مضمر يعود على {عبده} وهو أولى لأنه أقرب إليه.
ويجوز أن يكون يعود على {الفرقان}.
وقرأ عبدالله بن الزبير{على عباده}.
ويقال : أنذر إذا خوف؛ وقد تقدم في أول -البقرة-.
والنذير : المحذر من الهلاك.
الجوهري : والنذير المنذر، والنذير الإنذار.
والمراد بـ {العالمين} هنا الإنس والجن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان رسولا إليهما، ونذيرا لهما، وأنه خاتم الأنبياء، ولم يكن غيره عام الرسالة إلا نوح فإنه عم برسالته جميع الإنس بعد الطوفان، لأنه بدأ به الخلق.
قوله {الذي له ملك السماوات والأرض}عظم تعالى نفسه.
{ولم يتخذ ولدا} نزه سبحانه وتعالى نفسه عما قاله المشركون من أن الملائكة أولاد الله؛ يعني بنات الله سبحانه وتعالى.
وعما قالت اليهود : عزير ابن الله؛ جل الله تعالى.
وعما قالت النصارى : المسيح ابن الله؛ تعالى الله عن ذلك.
{ولم يكن له شريك في الملك} كما قال عبدة الأوثان.
{وخلق كل شيء} لا كما قال المجوس والثنوية : إن الشيطان أو الظلمة يخلق بعض الأشياء.
ولا كما يقول من قال : للمخلوق قدرة الإيجاد.
فالآية رد على هؤلاء.
{فقدره تقديرا} أي قدر كل شيء مما خلق بحكمته على ما أراد، لا عن سهوة وغفلة، بل جرت المقادير على ما خلق الله إلى يوم القيامة، وبعد القيامة، فهو الخالق المقدر؛ فإياه فاعبدوه.
قوله {واتخذوا من دونه آلهة} ذكر ما صنع المشركون على جهة التعجيب في اتخاذهم الآلهة، مع ما أظهر من الدلالة على وحدانيته وقدرته.
{لا يخلقون شيئا} يعني الآلهة.
{وهم يخلقون} لما اعتقد المشركون فيها أنها تضر وتنفع، عبر عنها كما يعبر عما يعقل.
{ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا} أي لا دفع ضر وجلب نفع، فحذف المضاف.
وقيل : لا يقدرون أن يضروا أنفسهم أو ينفعوها بشيء، ولا لمن يعبدهم، لأنها جمادات.
{ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} أي لا يميتون أحدا، ولا يحيونه.
والنشور : الإحياء بعد الموت؛ أنشر الله الموتى فنشروا.
وقال الأعشى : حتى يقول الناس مما رأوا *** يا عجبا للميت الناشر

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن جهل المشركين في اتخاذهم آلهة من دون اللّه، الخالق لكل شيء المالك لأزمة الأمور الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ومع هذا عبدوا معه من الأصنام ما لا يقدر على خلق جناح بعوضة، بل هم مخلوقون لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً فكيف يملكون لعابديهم؟ {ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} أي ليس لهم من ذلك شيء بل ذلك كله مرجعه إلى اللّه عزَّ وجلَّ الذي هو يحيي ويميت، وهو الذي يعيد الخلائق يوم القيامة أولهم وآخرهم، {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة}، كقوله: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر}، وقوله: {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة}، {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون} فهو اللّه الذي لا إله غيره ولا رب سواه ولا تنبغي العبادة إلا له، وهو الذي لا ولد له ولا والد، ولا عديل ولا بديل ولا وزير ولا نظير بل هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি