نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الفرقان آية 2
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا

التفسير الميسر الذي له ملك السموات والأرض، ولم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في ملكه، وهو الذي خلق كل شيء، فسوَّاه على ما يناسبه من الخلق وَفْق ما تقتضيه حكمته دون نقص أو خلل.

تفسير الجلالين
2 - (الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء) من شأنه أن يخلق (فقدره تقديرا) سواه تسوية

تفسير القرطبي
قوله {تبارك الذي نزل الفرقان} {تبارك} اختلف في معناه؛ فقال الفراء : هو في العربية و{تقدس} واحد، وهما للعظمة.
وقال الزجاج {تبارك} تفاعل من البركة.
قال : ومعنى البركة الكثرة من كل ذي خير.
وقيل {تبارك} تعالى.
وقيل : تعالى عطاؤه، أي زاد وكثر.
وقيل : المعنى دام وثبت إنعامه.
قال النحاس : وهذا أولاها في اللغة والاشتقاق؛ من برك الشيء إذا ثبت؛ ومنه برك الجمل والطير على الماء، أي دام وثبت.
فأما القول الأول فمخلّط؛ لأن التقديس إنما هو من الطهارة وليس من ذا في شيء.
قال الثعلبي : ويقال تبارك الله، ولا يقال متبارك ولا مبارك؛ لأنه ينتهي في أسمائه وصفاته إلى حيث ورد التوقيف.
وقال الطرماح : تباركت لا معط لشيء منعته *** وليس لما أعطيت يا رب مانع وقال آخر : تباركت ما تقدر يقع ولك الشكر قلت : قد ذكر بعض العلماء في أسمائه الحسنى "المبارك" وذكرناه أيضا في كتابنا.
فإن كان وقع اتفاق على أنه لا يقال فيسلم للإجماع.
وإن كان وقع فيه اختلاف فكثير من الأسماء اختلف في عده؛ كالدهر وغيره.
وقد نبهنا على ذلك هنالك، والحمد لله.
و{الفرقان} القرآن.
وقيل : إنه اسم لكل منزل؛ كماقال {ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان} الأنبياء 48 .
وفي تسميته فرقانا وجهان : أحدهما : لأنه فرق بين الحق والباطل، والمؤمن والكافر.
الثاني : لأن فيه بيان ما شرع من حلال وحرام؛ حكاه النقاش.
{على عبده} يريد محمدا صلى الله عليه وسلم.
{ليكون للعالمين نذيرا} اسم {يكون} فيها مضمر يعود على {عبده} وهو أولى لأنه أقرب إليه.
ويجوز أن يكون يعود على {الفرقان}.
وقرأ عبدالله بن الزبير{على عباده}.
ويقال : أنذر إذا خوف؛ وقد تقدم في أول -البقرة-.
والنذير : المحذر من الهلاك.
الجوهري : والنذير المنذر، والنذير الإنذار.
والمراد بـ {العالمين} هنا الإنس والجن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان رسولا إليهما، ونذيرا لهما، وأنه خاتم الأنبياء، ولم يكن غيره عام الرسالة إلا نوح فإنه عم برسالته جميع الإنس بعد الطوفان، لأنه بدأ به الخلق.
قوله {الذي له ملك السماوات والأرض}عظم تعالى نفسه.
{ولم يتخذ ولدا} نزه سبحانه وتعالى نفسه عما قاله المشركون من أن الملائكة أولاد الله؛ يعني بنات الله سبحانه وتعالى.
وعما قالت اليهود : عزير ابن الله؛ جل الله تعالى.
وعما قالت النصارى : المسيح ابن الله؛ تعالى الله عن ذلك.
{ولم يكن له شريك في الملك} كما قال عبدة الأوثان.
{وخلق كل شيء} لا كما قال المجوس والثنوية : إن الشيطان أو الظلمة يخلق بعض الأشياء.
ولا كما يقول من قال : للمخلوق قدرة الإيجاد.
فالآية رد على هؤلاء.
{فقدره تقديرا} أي قدر كل شيء مما خلق بحكمته على ما أراد، لا عن سهوة وغفلة، بل جرت المقادير على ما خلق الله إلى يوم القيامة، وبعد القيامة، فهو الخالق المقدر؛ فإياه فاعبدوه.
قوله {واتخذوا من دونه آلهة} ذكر ما صنع المشركون على جهة التعجيب في اتخاذهم الآلهة، مع ما أظهر من الدلالة على وحدانيته وقدرته.
{لا يخلقون شيئا} يعني الآلهة.
{وهم يخلقون} لما اعتقد المشركون فيها أنها تضر وتنفع، عبر عنها كما يعبر عما يعقل.
{ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا} أي لا دفع ضر وجلب نفع، فحذف المضاف.
وقيل : لا يقدرون أن يضروا أنفسهم أو ينفعوها بشيء، ولا لمن يعبدهم، لأنها جمادات.
{ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا} أي لا يميتون أحدا، ولا يحيونه.
والنشور : الإحياء بعد الموت؛ أنشر الله الموتى فنشروا.
وقال الأعشى : حتى يقول الناس مما رأوا *** يا عجبا للميت الناشر

تفسير ابن كثير يقول تعالى حامداً لنفسه الكريمة على ما نزله على رسوله الكريم من القرآن العظيم، كما قال تعالى: {الحمد للّه الذي أنزل على عبده الكتاب}، وقال ههنا: {تبارك} وهو تفاعل من البركة المستقرة الثابتة الدائمة، {الذي نزل الفرقان} نزّل فعّل من التكرر والتكثر، كقوله: {والكتاب الذي نزّل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل} لأن الكتب المتقدمة كانت تنزل جملة واحدة، والقرآن نزل منجماً مفرقاً مفصلاً آيات بعد آيات، وأحكاماً بعد أحكام، وسوراً بعد سور، وهذا أشد وأبلغ وأشد اعتناء بمن أنزل عليه، كما قال في هذه السورة: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} ولهذا سماه ههنا الفرقان لأنه يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والغي والرشاد، والحلال والحرام، وقوله: {على عبده} هذه صفة مدح وثناء، لأنه أضافه إلى عبوديته، كما وصفه بها في أشرف أحواله وهي ليلة الإسراء فقال: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا}، وكما وصفه بذلك في مقام الدعوة إليه {وأنه لما قام عبد اللّه يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا}، وقوله: {ليكون للعالمين نذيرا} أي إنما خصه بهذا الكتاب المفصل العظيم المبين المحكم الذي {لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} الذي جعله فرقاناً عظيماً ليخصه بالرسالة إلى من يستظل بالخضراء ويستقل على الغبراء، كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (بعثت إلى الأحمر والأسود)، وقال: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وإلى الناس عامة)، كما قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعا} الآية، وهكذا قال ههنا: {الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك} ونزه نفسه عن الولد وعن الشريك، ثم أخبر أنه {خلق كل شيء فقدره تقديرا} أي كل شيء مما سواه مخلوق مربوب، وهو خالق كل شيء وربه، ومليكه وإلهه، وكل شيء تحت قهره وتدبيره وتسخيره وتقديره.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি