نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة المؤمنون آية 98
وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ

التفسير الميسر وقل - أيها النبي -: رب أستجير بك من إغواء الشياطين ووسوستها، المغرية على الباطل والفساد والصد عن الحق، وأستجير بك- يا رب- مِن حضورهم في شيء من أموري.

تفسير الجلالين
98 - (وأعوذ بك رب أن يحضرون) في أموري لأنهم إنما يحضرون بسوء

تفسير القرطبي
فيه مسألتان: الأولى: قوله {من همزات الشياطين}{الهمزات}هي جمع همزة.
والهمز في اللغة النخس والدفع؛ يقال : همزه ولمزه ونخسه دفعه.
قال الليث : الهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة.
والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم؛ وهو قوله {أعوذ بك من همزات الشياطين}أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى.
وفي الحديث : كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه.
قال أبو الهيثم : إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام.
وسمي الأسد هموسا؛ لأنه يمشي بخفه لا يسمع صوت وطئه.
وقد تقدم في - طه - الثانية: أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالتعوذ من الشيطان في همزاته، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، كأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة فلذلك اتصلت بهذه الآية.
فالنزغات وسورات الغضب الواردة من الشيطان هي المتعوذ منها في الآية؛ وقد تقدم في آخر - الأعراف - بيانه مستوفى، وفي أول الكتاب أيضا.
وروي عن علي بن حرب بن محمد الطائي حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد بن حبان أن خالدا كان يؤرق من الليل؛ فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يتعوذ بكلمات الله التامة من غضب الله وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
وفي كتاب أبي داود قال عمر : وهمزه الموتة؛ قال ابن ماجة : الموتة يعني الجنون.
والتعوذ أيضا من الجنون وكيد.
وفي قراءة أبي {رب عائذا بك من همزات الشياطين، وعائذا بك أن يحضرون}؛ أي يكونوا معي في أموري، فإنهم إذ ا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز، وإذا لم يكن حضور فلا همز.
وفي صحيح مسلم عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة).

تفسير ابن كثير يقول تعالى آمراً نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم أن يدعو بهذا الدعاء عند حلول النقم {رب إما ترينّي ما يوعدون} أي إن عاقبتهم وأنا أشاهد ذلك فلا تجعلني فيهم؛ كما جاء في الحديث: (وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون) ""أخرجه أحمد والترمذي وصححه"". وقوله تعالى: {وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون} أي لو شئنا لأريناك ما نحل بهم من النقم والبلاء والمحن، ثم قال تعالى مرشداً له إلى الطريق النافع في مخالطة الناس وهو الإحسان إلى من يسيء إليه ليستجلب خاطره، فتعود عداوته صداقة وبغضه محبة، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة}، وهذا كما قال: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}، وقوله تعالى: {وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين} أمره اللّه أن يستعيذ من الشياطين لأنهم لا تنفع معهم الحيل، ولا ينقادون بالمعروف، وفي الصحيح: (أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه). وقوله تعالى: {وأعوذ بك رب أن يحضرون} أي في شيء من أمري، ولهذا أمر بذكر اللّه في ابتداء الأمور، وذلك لطرد الشيطان عند الأكل والجماع والذبح وغير ذلك من الأمور، ولهذا روي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من الهدم، ومن الغرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت)""أخرجه أبو داود في سننه"". وروى الإمام أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلمنا كلمات يقولهن عند النوم من الفزع: (باسم اللّه، أعوذ بكلمات اللّه التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون) قال: فكان عبد اللّه بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه، ومن كان منهم صغيراً لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه. ""ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وقال الترمذي: حسن غريب"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি