نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الحج آية 33
لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ

التفسير الميسر لكم في هذه الهدايا منافع تنتفعون بها من الصوف واللبن والركوب، وغير ذلك مما لا يضرها إلى وقت ذبحها عند البيت العتيق، وهو الحرم كله.

تفسير الجلالين
33 - (لكم فيها منافع) كركوبها والحمل عليها ما لا يضرها (إلى أجل مسمى) وقت نحرها (ثم محلها) أي مكان حل نحرها (إلى البيت العتيق) أي عنده والمراد الحرم جميعه

تفسير القرطبي
فيه سبع مسائل: الأولى: قوله تعالى{ذلك} فيه ثلاثة أوجه.
قيل : يكون في موضع رفع بالابتداء، أي ذلك أمر الله.
ويجوز أن يكون في موضع رفع على خبر ابتداء محذوف.
ويجوز أن يكون في موضع نصب، أي اتبعوا ذلك.
الثانية: {ومن يعظم شعائر الله} الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم؛ ومنه شعار القوم في الحرب؛ أي علامتهم التي يتعارفون بها.
ومنه إشعار البدنة وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم فيكون علامة، فهي تسمى شعيرة بمعنى المشعورة.
فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك.
وقال قوم : المراد هنا تسمين البدن والاهتمام بأمرها والمغالاة بها؛ قال ابن عباس ومجاهد وجماعة.
وفيه إشارة لطيفة، وذلك أن أصل شراء البدن ربما يحمل على فعل ما لا بد منه، فلا يدل على الإخلاص، فإذا عظمها مع حصول الإجزاء بما دونه فلا يظهر له عمل إلا تعظيم الشرع، وهو من تقوى القلوب.
والله أعلم.
الثالثة: الضمير في {إنها} عائد على الفعلة التي يتضمنها الكلام، ولو قال فإنه لجاز.
وقيل إنها راجعة إلى الشعائر؛ أي فإن تعظيم الشعائر، فحذف المضاف لدلالة الكلام عليه، فرجعت الكناية إلى الشعائر.
الرابعة: قوله تعالى{فإنها من تقوى القلوب} قرئ {القلوب} بالرفع على أنها فاعلة بالمصدر الذي هو {تقوى} وأضاف التقوى إلى القلوب لأن حقيقة التقوى في القلب؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في صحيح الحديث : (التقوى هاهنا) وأشار إلى صدره.
الخامسة: قوله تعالى{لكم فيها منافع} يعني البدن من الركوب والدر والنسل والصوف وغير ذلك، إذا لم يبعثها ربها هديا، فإذا بعثها فهو الأصل المسمى؛ قال ابن عباس.
فإذا صارت بدنا هديا فالمنافع فيها أيضا ركوبها عند الحاجة، وشرب لبنها بعد ري فصيلها.
وفي الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (رأى رجلا يسوق بدنة فقال : (اركبها) فقال : إنها بدنة.
فقال : (اركبها) قال : إنها بدنة.
قال : (اركبها ويلك) في الثانية أو الثالثة).
وروي عن جابر بن عبدالله وسئل عن ركوب الهدي فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرا).
والأجل المسمى على هذا القول نحرها؛ قاله عطاء بن أبي رباح.
السادسة: ذهب بعض العلماء إلى وجوب ركوب البدنة لقوله عليه الصلاة والسلام : (اركبها).
وممن أخذ بظاهره أحمد واسحاق وأهل الظاهر.
وروى ابن نافع عن مالك : لا بأس بركوب البدنة ركوبا غير فادح.
والمشهور أنه لا يركبها إلا إن اضطر إليها لحديث جابر فإنه مقيد والمقيد يقضي على المطلق.
وبنحو ذلك قال الشافعي وأبو حنيفة.
ثم إذا ركبها عنده الحاجة نزل؛ قال إسماعيل القاضي.
وهو الذي يدل عليه مذهب مالك، وهو خلاف ما ذكره ابن القاسم أنه لا يلزمه النزول، وحجته إباحة النبي صلى الله عليه وسلم له الركوب فجاز له استصحابه.
وقوله : (إذا ألجئت إليها حتى تجد ظهرا) يدل على صحة ما قاله الإمام الشافعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما؛ وما حكاه إسماعيل عن مذهب مالك.
وقد جاء صريحا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يسوق بدنة وقد جهد، فقال : (اركبها).
وقال أبو حنيفة والشافعي : إن نقصها الركوب المباح فعليه قيمة ذلك ويتصدق به.
السابعة: قوله تعالى{ثم محلها إلى البيت العتيق} يريد أنها تنتهي إلى البيت، وهو الطواف.
فقول{محلها} مأخوذ من إحلال المحرم.
والمعنى أن شعائر الحج كلها من الوقوف بعرفة ورمي الجمار والسعي ينتهي إلى طواف الإفاضة بالبيت العتيق.
فالبيت على هذا التأويل مراد بنفسه؛ قاله مالك في الموطأ.
وقال عطاء : ينتهي إلى مكة.
وقال الشافعي : إلى الحرم.
وهذا بناء على أن الشعائر هي البدن، ولا وجه لتخصيص الشعائر مع عمومها وإلغاء خصوصية ذكر البيت.
والله أعلم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى: هذا {ومن يعظم شعائر اللّه} أي أوامره، {فإنها من تقوى القلوب}، ومن ذلك تعظيم الهدايا والبدن، كما قال ابن عباس: تعظيمها استسمانها واستحسانها. وقال أبو أمامة عن سهل: كنَّا نسمِّن الأضحية بالمدينة، وكان المسلمون يسمِّنون ""رواه البخاري في صحيحه"". وعن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (دم عفراء أحب إلى اللّه من دم سوداوين)، رواه أحمد وابن ماجه، قالوا: والعفراء - هي البيضاء بياضاً ليس بناصع، فالبيضاء أفضل من غيرها، وغيرها يجزئ أيضاً لما ثبت في صحيح البخاري عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين، وفي سنن ابن ماجه عن أبي رافع أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ضحى بكبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوئين، وعن علي رضي اللّه عنه قال: أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن، وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة، ولا شرقاء ولا خرقاء؛ وعن البراء قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيّن عورها، والمريضة البيّن مرضها، والعرجاء البيّن ضلعها، والكسيرة التي لا تنقى) ""رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي""، وهذه العيوب تنقص اللحم لضعفها وعجزها عن اسكتمال الرعي، لأن الشاء يسبقونها إلى المرعى، فلهذا لا تجزئ التضحية بها عند الشافعي وغيره من الأئمة كما هو ظاهر الحديث، ولهذا جاء في الحديث: أمرنا النبي صلى اللّه عليه وسلم أن نستشرف العين والأذن أي أن تكون الهدية أو الأضحية سمينة حسنة ثمينة، كما روى عبد اللّه بن عمر: أهدي عمر نجيباً فأعطي بها ثلثمائة دينار، فأتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه إني أهديت نجيباً فأعطيت بها ثلثمائة دينار، أفابيعها وأشتري بثمنها بدناً؟ قال: (لا، إنحرها إياها) ""رواه الإمام أحمد وأبو داود"". وقال ابن عباس: البدن من شعائر اللّه، وقال محمد بن أبي موسى: الوقوف ومزدلفة والجمار والرمي والحلق والبدن من شعائر اللّه؛ وقال ابن عمر: أعظم الشعائر البيت. وقوله: {لكم فيها منافع} أي لكم في البدن منافع من لبنها وصوفها وأوبارها وأشعارها وركوبها إلى أجل مسمى، قال مجاهد في قوله: {لكم فيها منافع إلى أجل مسمى} قال: الركوب واللبن والولد، فإذا سميت بدنة أو هدياً ذهب ذلك كله كذا قال عطاء والضحاك وقتادة وغيرهم""، وقال آخرون: بل له أن ينتفع بها وإن كانت هدياً إذا احتاج إلى ذلك؛ كما ثبت في الصحيحين عن أنس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة قال: (اركبها) قال: إنها بدنة، قال: (اركبها ويحك) في الثانية أو الثالثة، وفي رواية لمسلم: (اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها). وعن علي أنه رأى رجلاً يسوق بدنة ومعها ولدها، فقال: لا تشرب من لبنها إلا ما فضل عن ولدها فإذا كان يوم النحر فاذبحها وولدها، وقوله: {ثم محلها إلى البيت العتيق} أي محل الهدي وانتهاؤه إلى البيت العتيق وهو الكعبة، كما قال تعالى: {هديا بالغ الكعبة}، وقال: {والهدي معكوفا أن يبلغ محله}. وقال عطاء، كان ابن عباس يقول: كل من طاف بالبيت فقد حل، قال اللّه تعالى: {ثم محلها إلى البيت العتيق}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি