نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنبياء آية 46
وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ

التفسير الميسر لو أصاب الكفارَ نصيب من عذاب الله لعلموا عاقبة تكذيبهم، وقابلوا ذلك بالدعاء على أنفسهم بالهلاك؛ بسبب ظلمهم لأنفسهم بعبادتهم غير الله.

تفسير الجلالين
46 - (ولئن مستهم نفحة) وقعة خفيفة (من عذاب ربك ليقولن يا) للتنبيه (ويلنا) هلاكنا (إنا كنا ظالمين) بالإشراك وتكذيب محمد

تفسير القرطبي
قوله تعالى {قل إنما أنذركم بالوحي} أي أخوفكم وأحذركم بالقرآن.
{ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون} أي من أصم الله قلبه، وختم على سمعه، وجعل على بصره غشاوة، عن فهم الآيات وسماع الحق.
وقرأ أبو عبدالرحمن السلمي ومحمد بن السميقع {ولا يُسْمَع} بياء مضمومة وفتح الميم على ما لم يسم فاعله {الصم} رفعا أي إن الله لا يسمعهم.
وقرأ ابن عامر والسلمي أيضا، وأبو حيوة ويحيى بن الحرث {ولا تسمع} بتاء مضمومة وكسر الميم {الصم} نصبا؛ أي إنك يا محمد {لا تُسمع الصم الدعاء }؛ فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ورد هذه القراءة بعض أهل اللغة.
وقال : وكان يجب أن يقول : إذا ما تنذرهم.
قال النحاس : وذلك جائز؛ لأنه قد عرف المعنى.
قوله تعالى {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك} قال ابن عباس : طرف.
قال قتادة : عقوبة.
ابن كيسان : قليل وأدنى شيء؛ مأخوذة من نفح المسك.
قال : وعمرة من سروات النساء ** تنفح بالمسك أردانها ابن جريج : نصيب؛ كما يقال : نفح فلان لفلان من عطائه، إذا أعطاه نصيبا من المال.
قال الشاعر : لما أتيتك أرجو فضل نائلكم ** نفحتني نفحة طابت لها العرب أي طابت لها النفس.
والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة؛ فالمعنى ولئن مسهم أقل شيء من العذاب.
{ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين} أي متعدين فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن المشركين إنما غرهم وحملهم على ما هم فيه من الضلال: أنهم متعوا في الحياة الدنيا ونعّموا، وطال عليهم العمر فيما هم فيه، فاعتقدوا أنهم على شيء؛ ثم قال واعظاً لهم: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} اختلف المفسرون في معناه، وقد أسلفناه في سورة الرعد، وأحسن ما فسر بقوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون}، وقال الحسن البصري: يعني بذلك ظهور الإسلام على الكفر، والمعنى: أفلا يعتبرون بنصر اللّه لأوليائه على أعدائه؟ وإهلاكه الأمم المكذبة والقرى الظالمة وإنجائه لعباده المؤمنين؟ ولهذا قال: {أفهم الغالبون} يعني بل هم المغلبون الأخسرون الأرذلون، وقوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي إنما أنا مبلغ عن اللّه ما أنذركم به من العذاب والنكال، ليس ذلك إلا عما أوحاه اللّه إليَّ ولكن لا يجدي هذا عمن أعمى اللّه بصيرته وختم على سمعه وقلبه، ولهذا قال: {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون}، وقوله: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين}، أي ولئن مسَّ هؤلاء المكذبين أدنى شيء من عذاب اللّه، ليعترفن بذنوبهم وأنهم كانوا ظالمين أنفسهم في الدنيا، وقوله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} أي ونضع الموازين العدل ليوم القيامة، الأكثر على أنه إنما هو ميزان واحد وإنما جمع باعتبار تعدد الأعمال الموزونة فيه، وقوله: {فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}، كما قال تعالى: {ولا يظلم ربك أحدا}، وقال: {إن اللّه لا يظلم مثقال ذرة}، وقال لقمان: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها اللّه إن اللّه لطيف خبير}. وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقليتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم) ""الحديث أخرجه الشيخان وختم البخاري رحمه اللّه صحيحه بهذا الحديث الشريف""، وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن اللّه عزَّ وجلَّ يستخلص رجلاً من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا رب، قال: أفلك عذر أو حسنة؟ قال: فبهت الرجل، فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً رسول اللّه، فيقول: أحضروه، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، قال: ولا يثقل شيء مع بسم اللّه الرحمن الرحيم) ""الحديث أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن غريب""، وقال الإمام أحمد، عن عائشة، أن رجلاً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جلس بين يديه فقال: يا رسول اللّه إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يُحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك)، فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويهتف، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما له لا يقرأ كتاب اللّه {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} فقال الرجل: يا رسول اللّه ما أجد شيئاً خيراً من فراق هؤلاء - يعني عبيده - إني أشهدك أنهم أحرار كلهم ""أخرجه الإمام أحمد في المسند"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি