نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنبياء آية 44
بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ

التفسير الميسر لقد اغترَّ الكفار وآباؤهم بالإمهال لِمَا رأوه من الأموال والبنين وطول الأعمار، فأقاموا على كفرهم لا يَبْرحونه، وظنوا أنهم لا يُعذَّبون وقد غَفَلوا عن سُنَّة ماضية، فالله ينقص الأرض من جوانبها بما ينزله بالمشركين مِن بأس في كل ناحية ومِن هزيمة، أيكون بوسع كفار "مكة" الخروج عن قدرة الله، أو الامتناع من الموت؟

تفسير الجلالين
44 - (بل متعنا هؤلاء وآباءهم) بما أنعمنا عليهم (حتى طال عليهم العمر) فاعتروا بذلك (أفلا يرون أنا نأتي الأرض) نقصد أرضهم (ننقصها من أطرافها) بالفتح على النبي (أفهم الغالبون) لا بل النبي وأصحابه

تفسير القرطبي
قوله تعالى {قل من يكلؤكم} أي يحرسكم ويحفظكم.
والكلاءة الحراسة والحفظ؛ كلاه الله كلاء (بالكسر) أي حفظه وحرسه.
يقال : اذهب في كلاءة الله؛ واكتلأت منهم أي احترست، قال الشاعر هو ابن هرمة : إن سليمى والله يكلؤها ** ضنت بشيء ما كان يرزؤها وقال آخر : أنخت بعيري واكتلأت بعينه وحكى الكسائي والفراء {قل من يكْلَوكم} بفتح اللام وإسكان الواو.
وحكيا {من يكلاكم} على تخفيف الهمزة في الوجهين، والمعروف تحقيق الهمزة وهي قراءة العامة.
فأما {يكلاكم} فخطأ من وجهين فيما ذكره النحاس : أحدهما : أن بدل الهمزة.
يكون في الشعر.
والثاني : أنهما يقولان في الماضي كليته، فينقلب المعنى؛ لأن كليته أوجعت كليته، ومن قال لرجل : كلاك الله فقد دعا عليه بأن يصيبه الله بالوجع في كليته.
ثم قيل : مخرج اللفظ مخرج الاستفهام والمراد به النفي.
وتقديره : قل لا حافظ لكم {بالليل} إذا نمتم {والنهار} إذا قمتم وتصرفتم في أموركم.
{من الرحمن} أي من عذابه وبأسه؛ كقوله تعالى {فمن ينصرني من الله}[هود : 63] أي من عذاب الله.
والخطاب لمن اعترف منهم بالصانع؛ أي إذا أقررتم بأنه الخالق، فهو القادر على إحلال العذاب الذي تستعجلونه.
{بل هم عن ذكر ربهم} أي عن القرآن.
وقيل : عن مواعظ ربهم وقيل : عن معرفته.
{معرضون} لاهون غافلون.
قوله تعالى {أم لهم آلهة} المعنى : ألهم والميم صلة.
{تمنعهم من دوننا} أي من عذابنا.
{لا يستطيعون} يعني الذين زعم هؤلاء الكفار.
أنهم ينصرونهم لا يستطيعون {نصر أنفسهم} فكيف ينصرون عابديهم.
{ولا هم منا يصحبون} قال ابن عباس : يمنعون.
وعنه : يجارون؛ وهو اختيار الطبري.
تقول العرب : أنا لك جار وصاحب.
من فلان؛ أي مجير منه؛ قال الشاعر : ينادي بأعلى صوته متعوذا ** ليصحب منها والرماح دواني وروى معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال {ينصرون} أي يحفظون.
قتادة : أي لا يصحبهم الله بخير، ولا يجعل رحمته صاحبا لهم.
قوله تعالى {بل متعنا هؤلاء وآباءهم} قال ابن عباس : يريد أهل مكة.
أي بسطنا لهم ولآبائهم في نعيمها {حتى طال عليهم العمر} في النعمة.
فظنوا أنها لا تزول عنهم، فاغتروا وأعرضوا عن تدبر حجج {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} أي بالظهور عليها لك يا محمد أرضا بعد أرض، وفتحها بلدا بعد بلد مما حول مكة؛ قال معناه الحسن وغيره.
وقيل : بالقتل والسبي؛ حكاه الكلبي.
والمعنى واحد.
وقد مضى في [الرعد] الكلام في هذا مستوفى.
{أفهم الغالبون} يعني، كفار مكة بعد أن نقصنا من أطرافهم، بل أنت تغلبهم وتظهر عليهم.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن المشركين إنما غرهم وحملهم على ما هم فيه من الضلال: أنهم متعوا في الحياة الدنيا ونعّموا، وطال عليهم العمر فيما هم فيه، فاعتقدوا أنهم على شيء؛ ثم قال واعظاً لهم: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها} اختلف المفسرون في معناه، وقد أسلفناه في سورة الرعد، وأحسن ما فسر بقوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون}، وقال الحسن البصري: يعني بذلك ظهور الإسلام على الكفر، والمعنى: أفلا يعتبرون بنصر اللّه لأوليائه على أعدائه؟ وإهلاكه الأمم المكذبة والقرى الظالمة وإنجائه لعباده المؤمنين؟ ولهذا قال: {أفهم الغالبون} يعني بل هم المغلبون الأخسرون الأرذلون، وقوله: {قل إنما أنذركم بالوحي} أي إنما أنا مبلغ عن اللّه ما أنذركم به من العذاب والنكال، ليس ذلك إلا عما أوحاه اللّه إليَّ ولكن لا يجدي هذا عمن أعمى اللّه بصيرته وختم على سمعه وقلبه، ولهذا قال: {ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون}، وقوله: {ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين}، أي ولئن مسَّ هؤلاء المكذبين أدنى شيء من عذاب اللّه، ليعترفن بذنوبهم وأنهم كانوا ظالمين أنفسهم في الدنيا، وقوله: {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا} أي ونضع الموازين العدل ليوم القيامة، الأكثر على أنه إنما هو ميزان واحد وإنما جمع باعتبار تعدد الأعمال الموزونة فيه، وقوله: {فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين}، كما قال تعالى: {ولا يظلم ربك أحدا}، وقال: {إن اللّه لا يظلم مثقال ذرة}، وقال لقمان: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها اللّه إن اللّه لطيف خبير}. وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقليتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن سبحان اللّه وبحمده سبحان اللّه العظيم) ""الحديث أخرجه الشيخان وختم البخاري رحمه اللّه صحيحه بهذا الحديث الشريف""، وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (إن اللّه عزَّ وجلَّ يستخلص رجلاً من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً كل سجل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا رب، قال: أفلك عذر أو حسنة؟ قال: فبهت الرجل، فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً رسول اللّه، فيقول: أحضروه، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، قال: ولا يثقل شيء مع بسم اللّه الرحمن الرحيم) ""الحديث أخرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه، وقال الترمذي: حسن غريب""، وقال الإمام أحمد، عن عائشة، أن رجلاً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جلس بين يديه فقال: يا رسول اللّه إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم؟ فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (يُحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك)، فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويهتف، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ما له لا يقرأ كتاب اللّه {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين} فقال الرجل: يا رسول اللّه ما أجد شيئاً خيراً من فراق هؤلاء - يعني عبيده - إني أشهدك أنهم أحرار كلهم ""أخرجه الإمام أحمد في المسند"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি