نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنبياء آية 16
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ

التفسير الميسر وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما عبثًا وباطلا بل لإقامة الحجة عليكم - أيها الناس - ولتعتبروا بذلك كله، فتعلموا أن الذي خلق ذلك لا يشبهه شيء، ولا تصلح العبادة إلا له.

تفسير الجلالين
16 - (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين) عابثين بل دالين على قدرتنا ونافعين عبادنا

تفسير القرطبي
قوله تعالى {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين} أي عبثا وباطلا؛ بل للتنبيه على أن لها خالقا قادرا يجب امتثال أمره، وأنه يجازي المسيء والمحسن أي ما خلقنا السماء والأرض ليظلم بعض الناس بعضا ويكفر بعضهم، ويخالف بعضهم ما أمر به ثم يموتوا ولا يجازوا، ولا يؤمروا في الدنيا بحسن ولا ينهوا عن قبيح.
وهذا اللعب المنفي عن الحكيم ضده الحكمة.
قوله تعالى {لو أردنا أن نتخذ لهوا} لما اعتقد قوم أن له ولدا قال {لو أردنا أن نتخذ لهوا} واللهو المرأة بلغة اليمن؛ قاله قتادة.
وقال عقبة بن أبي جسرة وجاء طاووس وعطاء ومجاهد يسألونه عن قوله تعالى {لو أردنا أن نتخذ لهوا} فقال : اللهو الزوجة؛ وقال الحسن.
وقال ابن عباس : اللهو الولد؛ وقاله الحسن أيضا.
قال الجوهري : وقد يكنى باللهو عن الجماع.
قلت : ومنه قول امرئ القيس : ألا زعمت بسباسة اليوم أنني ** كبرت وألا يحسن اللهو أمثالي وإنما سمي الجماع لهوا لأنه ملهى للقلب، كما قال : وفيهن ملهى للصديق ومنظر الجوهري : قوله تعالى {لو أردنا أن نتخذ لهوا} قالوا امرأة، ويقال : ولدا.
{لاتخذناه من لدنا} أي من عندنا لا من عندكم.
قال ابن جريج : من أهل السماء لا من أهل الأرض.
قيل : أراد الرد على من قال إن الأصنام بنات الله؛ أي كيف يكون منحوتكم ولدا لنا.
وقال ابن قتيبة : الآية رد على النصارى.
{إن كنا فاعلين} قال قتادة ومقاتل وابن جريج والحسن : المعنى ما كنا فاعلين؛ مثل {إن أنت إلا نذير}[فاطر : 23] أي ما أنت إلا نذير.
و{إن} بمعنى الجحد وتم الكلام عند قوله {لاتخذناه من لدنا}.
وقيل : إنه على معنى الشرط؛ أي إن كنا فاعلين ذلك ولكن لسنا بفاعلين ذلك لاستحالة أن يكون لنا ولد؛ إذ لو كان ذلك لم نخلق جنة ولا نارا ولا موتا ولا بعثا ولا حسابا.
وقيل : لو أردنا أن نتخذ ولدا على طريق التبني لاتخذناه من عندنا من الملائكة.
ومال إلى هذا قوم؛ لأن الإرادة قد تتعلق بالتبني فأما اتخاذ الولد فهو محال، والإرادة لا تتعلق بالمستحيل؛ ذكره القشيري.
قوله تعالى {بل نقذف بالحق على الباطل} القذف الرمي؛ أي نرمي بالحق على الباطل.
{فيدمغه} أي يقهره ويهلكه.
وأصل الدمغ شج الرأس حتى يبلغ الدماغ، ومنه الدامغة.
والحق هنا القرآن، والباطل الشيطان في قول مجاهد؛ قال : وكل ما في القرآن من الباطل فهو الشيطان.
وقيل : الباطل كذبهم ووصفهم الله عز وجل بغير صفاته من الولد وغيره.
وقيل : أراد بالحق الحجة، وبالباطل شبههم.
وقيل : الحق المواعظ، والباطل المعاصي؛ والمعنى متقارب.
والقرآن يتضمن الحجة والموعظة.
{فإذا هو زاهق} أي هالك وتالف؛ قاله قتادة.
{ولكم الويل} أي العذاب في الآخرة بسبب وصفكم الله بما لا يجوز وصفه.
وقال ابن عباس : الويل واد في جهنم؛ وقد تقدم.
{مما تصفون }أي مما تكذبون؛ عن قتادة ومجاهد؛ نظيره { سيجزيهم وصفهم}[الأنعام : 139] أي بكذبهم.
وقيل : مما تصفون الله به من المحال وهو اتخاذه سبحانه الولد.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى أنه خلق السماوات والأرض بالحق أي بالعدل والقسط، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، وأنه لم يخلق ذلك عبثاً ولا لعباً، كما قال: {وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذي كفروا فويل للذين كفروا من النار}، وقوله تعالى: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين}، قال مجاهد: يعني من عندنا، يقول: وما خلقنا جنة ولا ناراً ولا موتاً ولا بعثاً ولا حساباً. وقال الحسن وقتادة {لو أردنا أن نتخذ لهوا} اللهو: المرأة بلسان أهل اليمن، وقال إبراهيم النخعي {لاتخذناه} من الحور العين. وقال عكرمة والسدي: والمراد باللهو ههنا الولد، وهذا و الذي قبله متلازمان، وهو كقوله تعالى: {لو أراد اللّه أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو اللّه الواحد القهار} فنزه نفسه عن اتخاذ الولد مطلقاً ولا سيما عما يقولون من الإفك والباطل من اتخاذ عيسى أو الملائكة {سبحان اللّه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً}، وقوله: {إن كنا فاعلين} قال قتادة والسدي: أي ما كنا فاعلين، وقال مجاهد: كل شيء في القرآن إنْ فهو إنكار. وقوله: {بل نقذف بالحق على الباطل} أي نبين الحق فيدحض الباطل ولهذا قال: {فيدمغه فإذا هو زاهق} أي ذاهب مضمحل، {ولكم الويل} أي أيها القائلون للّه ولد {مما تصفون} أي تقولون وتفترون. ثم أخبر تعالى عن عبودية الملائكة له ودأبهم في طاعته ليلاً ونهاراً، فقال: {وله من في السماوات والأرض ومن عنده} يعني الملائكة {لا يستكبرون عن عبادته}: أي لا يستنكفون عنها كما قال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً للّه ولا الملائكة المقربون}، وقوله: {ولا يستحسرون} أي لا يتبعون ولا يملون، {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} فهم دائبون في العمل ليلاً ونهاراً مطيعون قصداً وعملاً، قادرون عليه كما قال تعالى: {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون}. وقال محمد بن إسحاق عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفل قال: جلست إلى كعب الأحبار وأنا غلام، فقلت له: أرأيت قول اللّه تعالى للملائكة: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} أما يشغلهم عن التسبيح الكلام والرسالة والعمل؟ فقال: من هذا الغلام؟ فقالوا من بني عبد المطلب، قال: فقبّل رأسي ثم قال: يا بني إنه جعل لهم التسبيح كما جعل لكم النَّفَس، أليس تتكلم وأنت تتنفس وتمشي وأنت تتنفس؟.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি