نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنبياء آية 14
قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ

التفسير الميسر فلم يكن لهم من جواب إلا اعترافهم بجرمهم وقولهم: يا هلاكنا، فقد ظلمنا أنفسنا بكفرنا.

تفسير الجلالين
14 - (قالوا يا) للتنبيه (ويلنا) هلاكنا (إنا كنا ظالمين) بالكفر

تفسير القرطبي
قوله تعالى {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} يريد مدائن كانت باليمن.
وقال أهل التفسير والأخبار : إنه أراد أهل حضور وكان بعث إليهم نبي اسمه شعيب بن ذي مهدم، وقبر شعيب هذا باليمن بجبل يقال له ضنن كثير الثلج، وليس بشعيب صاحب مدين؛ لأن قصة حضور قبل مدة عيسى عليه السلام، وبعد مئين من السنين من مدة سليمان عليه السلام، وأنهم قتلوا نبيهم وقتل أصحاب الرسول في ذلك التاريخ نبيا لهم اسمه حنظلة بن صفوان، وكانت حضور بأرض الحجاز من ناحية الشام، فأوحى الله إلى أرميا أن أيت بختنصر فأعلمه أني قد سلطته على أرض العرب وأني منتقم بك منهم، وأوحى الله إلى أرميا أن احمل معد بن عدنان على البراق إلى أرض العراق؛ كي لا تصيبه النقمة والبلاء معهم، فإني مستخرج من صلبه نبيا في آخر الزمان اسمه محمد، فحمل معدا وهو ابن اثنتا عشرة سنة، فكان مع بني إسرائيل إلى أن كبر وتزوج امرأة اسمها معانة؛ ثم إن بختنصر نهض بالجيوش، وكمن للعرب في مكان وهو أول من اتخذ المكامن فيما ذكروا ثم شن الغارات على حضور فقتل وسبى وخرب العامر، ولم يترك بحضور أثرا، ثم انصرف راجعا إلى السواد.
و{كم} في موضع نصب بـ {قصمنا}.
والقصم الكسر؛ يقال : قصمت ظهر فلان وانقصمت سنه إذا انكسرت والمعني به ههنا الإهلاك.
وأما الفصم (بالفاء) فهو الصدع في الشيء من غير بينونة؛ قال الشاعر : كأنه دملج من فضه نبه ** في ملعب من عذاري الحي مفصوم ومنه الحديث (فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا).
وقوله {كان ظالمة} أي كافرة؛ يعني أهلها.
والظلم وضع الشيء في غير موضعه، وهم وضعوا الكفر موضع الإيمان.
قوله تعالى {وأنشأنا} أي أوجدنا وأحدثنا بعد إهلاكهم {فلما أحسوا} أي رأوا عذابنا؛ يقال : أحسست منه ضعفا.
وقال الأخفش {أحسوا} خافوا وتوقعوا.
{إذا هم منها يركضون} أي يهربون ويفرون.
والركض العدو بشدة الوطء.
والركض تحريك الرجل؛ ومنه قوله تعالى {اركض برجلك}[ص : 42] وركضت الفرس برجلي استحثثته ليعدو ثم كثر حتى قيل ركض الفرس إذا عدا وليس بالأصل، والصواب ركض الفرس على ما لم يسم فاعله فهو مركوض.
قوله تعالى {لا تركضوا} أي لا تفروا.
وقيل : إن الملائكة نادتهم لما انهزموا استهزاء بهم وقالت {لا تركضوا} {وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم} أي إلى نعمكم التي كانت سبب بطركم، والمترف المتنعم؛ يقال : أترف على فلان أي وسع عليه في معاشه.
وإنما أترفهم الله عز وجل كما قال {وأترفناهم في الحياة الدنيا}[المؤمنون : 33].
{لعلكم تسألون} أي لعلكم تسألون شيئا من دنياكم؛ استهزاء بهم؛ قاله قتادة.
وقيل : المعنى {لعلكم تسألون} عما نزل بكم من العقوبة فتخبرون به.
وقيل : المعنى {لعلكم تسألون} أي تؤمنوا كما كنتم تسألون ذلك قبل نزول البأس بكم؛ قيل لهم ذلك استهزاء وتقريعا وتوبيخا.
{قالوا يا ويلنا} لما قالت لهم الملائكة {لا تركضوا} ونادت بالثارات الأنبياء! ولم يروا شخصا يكلمهم عرفوا أن الله عز وجل هو الذي سلط عليهم عدوهم بقتلهم النبي الذي بعث فيهم، فعند ذلك قالوا {يا ويلنا إن كنا ظالمين} فاعترفوا بأنهم ظلموا حين لا ينفع الاعتراف.
{فما زالت تلك دعواهم} أي لم يزالوا يقولون {يا ويلتا إنا كنا ظالمين}.
{حتى جعلناهم حصيدا} أي بالسيوف كما يحصد الزرع بالمنجل؛ قال مجاهد.
وقال الحسن : أي بالعذاب.
{خامدين} أي ميتين.
والخمود الهمود كخمود النار إذا طفئت فشبه خمود الحياة بخمود النار كما يقال لمن مات قد طفئ تشبيها بانطفاء النار.

تفسير ابن كثير يقول تعالى منبهاً على شرف القرآن ومحرضاً لهم على معرفة قدره: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} قال ابن عباس: شرفكم، وقال مجاهد: حديثكم، وقال الحسن: دينكم {أفلا تعقلون} أي هذه النعمة وتتلقونها بالقبول، كما قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}، وقوله: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} هذه صيغة تكثير، كما قال: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح}، وقال تعالى: {وكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها. . . } الآية، وقوله: {وأنشأنا بعدها قوماً آخرين} أي أمة أخرى بعدهم، {فلما أحسوا بأسنا} أي تيقنوا أن العذاب واقع بهم لا محالة كما وعدهم نبيهم {إذا هم منها يركضون} أي يفرون هاربين، {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم} هذا تهكم بهم نزراً، أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة، قال قتادة: استهزاء بهم {لعلكم تسألون} أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم. {قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين} اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك، {فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين} أي ما زالت تلك المقالة وهي الاعتراف بالظلم هِجَّيَراهم ـ دأبهم وعادتهم وشأنهم ـ حتى حصدناهم حصداً، وخمدت حركاتهم وأصواتهم خموداً.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি