نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنبياء آية 10
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

التفسير الميسر لقد أنزلنا إليكم هذا القرآن، فيه عزُّكم وشرفكم في الدنيا والآخرة إن تذكرتم به، أفلا تعقلون ما فَضَّلْتكم به على غيركم؟

تفسير الجلالين
10 - (لقد أنزلنا إليكم) يا معشر قريش (كتابا فيه ذكركم) لأنه بلغتكم (أفلا تعقلون) فتؤمنوا به

تفسير القرطبي
قوله تعالى {وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} هذا رد عليهم في قولهم {هل هذا إلا بشر مثلكم}[الأنبياء : 3] وتأنيس لنبيه صلى الله عليه وسلم؛ أي لم يرسل قبلك إلا رجالا.
{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} يريد أهل التوراة والإنجيل الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، قاله سفيان.
وسماهم أهل الذكر؛ لأنهم كانوا يذكرون خبر الأنبياء مما لم تعرفه العرب.
وكان كفار قريش يراجعون أهل الكتاب في آمر محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن زيد : أراد بالذكر القرآن؛ أي فاسألوا المؤمنين العالمين من أهل القرآن؛ قال جابر الجعفي : لما نزلت هذه الآية قال علي رضي الله عنه نحن أهل الذكر.
وقد ثبت بالتواتر أن الرسل كانوا من البشر؛ فالمعنى لا تبدؤوا بالإنكار وبقولكم ينبغي أن يكون الرسول من الملائكة، بل ناظروا المؤمنين ليبينوا لكم جواز أن يكون الرسول من البشر.
والملك لا يسمى رجلا؛ لأن الرجل يقع على ماله ضد من لفظه تقول رجل وامرأة، ورجل وصبي فقوله {إلا رجالا} من بني آدم.
وقرأ حفص وحمزة والكسائي {نوحي إليهم}.
مسألة : لم يختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها، وأنهم المراد بقول الله عز وجل {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} أجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزة بالقبلة إذا أشكلت عليه؛ فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى ما يدين به لا بد له من تقليد عالمه، وكذلك لم يختلف العلماء أن العامة لا يجوز لها الفتيا؛ لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم.
قوله تعالى {وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام} الضمير في {جعلناهم} للأنبياء؛ أي لم نجعل الرسل قبلك خارجين عن طباع البشر لا يحتاجون إلى طعام وشراب {وما كانوا خالدين} يريد لا يموتون وهذا جواب لقولهم {ما هذا إلا بشر مثلكم}[المؤمنون : 33] وقولهم {ما لهذا الرسول يأكل الطعام}[الفرقان : 7].
و{جسدا} اسم جنس؛ ولهذا لم يقل أجسادا، وقيل : لم يقل أجسادا؛ لأنه أراد وما جعلنا كل واحد منهم جسدا.
والجسد البدن؛ تقول منه تجسد كما تقول من الجسم تجسم.
والجسد أيضا الزعفران أو نحوه الصبغ، وهو الدم أيضا؛ قاله النابغة : وما أهريق على الأنصاب من جسد وقال الكلبي : والجسد هو المتجسد الذي فيه الروح يأكل ويشرب؛ فعلى مقتضى هذا القول يكون ما لا يأكل ولا يشرب جسما وقال مجاهد : الجسد ما لا يأكل ولا يشرب؛ فعلى مقتضى هذا القول يكون ما يأكل ويشرب نفسا ذكره الماوردي.
{ثم صدقناهم الوعد} يعني الأنبياء؛ أي بإنجائهم ونصرهم وإهلاك مكذبيهم.
{فأنجيناهم ومن نشاء} أي الذين صدقوا الأنبياء.
{وأهلكنا المسرفين} أي المشركين.
قوله تعالى {لقد أنزلنا إليكم كتابا} يعني القرآن.
{فيه ذكركم} رفع بالابتداء والجملة في موضع نصب لأنها نعت لكتاب؛ والمراد بالذكر هنا الشرف؛ أي فيه شرفكم، مثل {وإنه لذكر لك ولقومك}[الزخرف : 44].
ثم نبههم بالاستفهام الذي معناه التوقيف فقال عز وجل {أفلا تعقلون} وقيل : فيه ذكركم أي ذكر أم دينكم؛ وأحكام شرعكم وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب، أفلا تعقلون هذه الأشياء التي ذكرناها؟ ! وقال مجاهد {فيه ذكركم} أي حديثكم.
وقيل : مكارم أخلاقكم، ومحاسن أعمالكم.
وقال سهل بن عبدالله : العمل بما فيه حياتكم.
قلت : وهذه الأقوال بمعنى والأول يعمها؛ إذ هي شرف كلها، والكتاب شرف لنبينا عليه السلام؛ لأنه معجزته، وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه، دليله قول عليه السلام : (القرآن حجة لك أو عليك).

تفسير ابن كثير يقول تعالى منبهاً على شرف القرآن ومحرضاً لهم على معرفة قدره: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم} قال ابن عباس: شرفكم، وقال مجاهد: حديثكم، وقال الحسن: دينكم {أفلا تعقلون} أي هذه النعمة وتتلقونها بالقبول، كما قال تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}، وقوله: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} هذه صيغة تكثير، كما قال: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح}، وقال تعالى: {وكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها. . . } الآية، وقوله: {وأنشأنا بعدها قوماً آخرين} أي أمة أخرى بعدهم، {فلما أحسوا بأسنا} أي تيقنوا أن العذاب واقع بهم لا محالة كما وعدهم نبيهم {إذا هم منها يركضون} أي يفرون هاربين، {لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم} هذا تهكم بهم نزراً، أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة، قال قتادة: استهزاء بهم {لعلكم تسألون} أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم. {قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين} اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك، {فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين} أي ما زالت تلك المقالة وهي الاعتراف بالظلم هِجَّيَراهم ـ دأبهم وعادتهم وشأنهم ـ حتى حصدناهم حصداً، وخمدت حركاتهم وأصواتهم خموداً.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি