نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 135
قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ

التفسير الميسر قل - أيها الرسول - لهؤلاء المشركين بالله: كل منا ومنكم منتظر دوائر الزمان، ولمن يكون النصر والفلاح، فانتظروا، فستعلمون: مَن أهل الطريق المستقيم، ومَن المهتدي للحق منا ومنكم؟

تفسير الجلالين
135 - (قل) لهم (كل) منا ومنكم (متربص) منتظر ما يؤول إليه الأمر (فتربصوا فستعلمون) في القيامة (من أصحاب الصراط) الطريق (السوي) المستقيم (ومن اهتدى) من الضلالة أنحن أم أنتم

تفسير القرطبي
قوله تعالى{وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه} يريد كفار مكة؛ أي لولا يأتينا محمد بآية توجب العلم الضروري.
أو بآية ظاهرة كالناقة والعصا.
أو هلا يأتينا بالآيات التي نقترحها نحن كما أتى الأنبياء من قبله.
{أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى} يريد التوراة والإنجيل والكتب المتقدمة، وذلك أعظم آية إذ أخبر بما فيها.
وقرئ {الصحف} بالتخفيف.
وقيل أو لم تأتيهم الآية الدالة على نبوته بما وجدوه في الكتب المتقدمة من البشارة.
وقل : أو لم يأتهم إهلاكنا الأمم الذين كفروا واقترحوا الآيات، فما يؤمنهم إن أتتهم الآيات أن يكون حالهم حال أولئك وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وأبو عمرو ويعقوب وابن أبي إسحاق وحفص {أو لم تأتيهم} بالتاء لتأنيث البينة.
الباقون بالياء لتقدم الفعل ولأن البينة هي البيان والبرهان فردوه إلى المعنى، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم.
وحكى الكسائي {أو لم تأتيهم بينة ما في الصحف الأولى} قال : ويجوز على هذا {بينة ما في الصحف الأولى}.
قال النحاس إذا نونت {بينة} ورفعت جعلت {ما} بدلا منها وإذا نصبتها فعلى الحال؛ والمعنى أو لم يأتهم ما في الصحف الأولى مبينا.
قوله تعالى{ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله} أي من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن {لقالوا} أي يوم القيامة {ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا} أي هلا أرسلت إلينا رسولا {فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى} وقرئ {نذل ونخزى} على ما لم يسم فاعله.
وروى أبو سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهالك في الفترة والمعتوه والمولود قال : (يقول الهالك في الفترة لم يأتني كتاب ولا رسول ثم تلا {ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا} الآية ويقول المعتوه رب لم تجعل لي عقلا أعقل به خيرا ولا شرا ويقول المولود رب لم أدرك العمل فترفع لهم نار فيقول لهم ردوها وادخلوها قال فيردها أو يدخلها من كان في علم الله سعيدا لو أدرك العمل ويمسك عنها من كان في علم الله شقيا لو أدرك العمل فيقول الله تبارك وتعالى إياي عصيتم فكيف رسلي لو أتتكم).
ويروى موقوفا عن أبي سعيد قوله فيه نظر وقد بيناه في كتاب {التذكرة} وبه احتج من قال : إن الأطفال وغيرهم يمتحنون في الآخرة.
{فنتبع} نصب بجواب التخصيص.
{آياتك} يريد ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم {من قبل أن نذل} أي في العذاب {ونخزي} في جهنم؛ قاله ابن عباس.
وقيل{من قبل أن نذل} في الدنيا بالعذاب {ونخزى} في الآخرة بعذابها.
قوله تعالى{قل كل متربص} أي قل لهم يا محمد كل متربص؛ أي كل المؤمنين والكافرين منتظرين دوائر الزمان ولمن يكون النصر.
{فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} يريد الدين المستقيم والهدى والمعنى فستعلمون بالنصر من اهتدى إلى دين الحق.
وقيل : فستعلمون يوم القيامة من اهتدى إلى طريق الجنة.
وفي هذا ضرب من الوعيد والتخويف والتهديد ختم به السورة.
وقرئ {فسوف تعلمون}.
قال أبو رافع : حفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ذكره الزمخشري.
و{من} في موضع رفع عند الزجاج.
وقال الفراء يجوز أن يكون في موضع نصب مثل {والله يعلم المفسد من المصلح}.
قال أبو إسحاق : هذا خطأ، لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله، و{من} ها هنا استفهام في موضع رفع بالابتداء؛ والمعنى : فستعلمون أصحاب الصراط السوي نحن أم أنتم؟.
قال النحاس والفراء يذهب إلى أن معنى {من أصحاب الصراط السوي} من لم يضل وإلى أن معنى {ومن اهتدى} من ضل ثم اهتدى.
وقرأ يحيى بن يعمر وعاصم الجحدري {فسيعلمون من أصحاب الصراط السوي} بتشديد الواو بعدها ألف التأنيث على فُعْلَى بغير همزة؛ وتأنيث الصراط شاذ قليل، قال الله وتعالى{اهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة : 6] فجاء مذكرا في هذا وفي غيره، وقد رد هذا أبو حاتم قال : إن كان من السوء وجب أن يقال السوءى وإن كان من السواء وجب أن يقال : السيا بكسر السين والأصل السويا.
قال الزمخشري : وقرئ {السواء} بمعنى الوسط والعدل؛ أو المستوي.
النحاس وجواز قراءة يحيى بن يعمر والجحدري أن يكون الأصل {السوءى} والساكن ليس بحاجز حصين، فكأنه قلب الهمزة ضمة فأبدل منها واوا كما يبدل منها ألف إذا انفتح ما قبلها.
تمت والحمد لله وحده.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن الكفار في قولهم {لولا} أي هلا يأتينا محمد بآية من ربه؟ أي بعلامة دالة على صدقه في أنه رسول اللّه. قال اللّه تعالى: {أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى} يعني القرآن العظيم الذي أنزله عليه اللّه وهو أمي لا يحسن الكتابة ولم يدارس أهل الكتاب، وهذه الآية كقوله تعالى: {أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}. وفي الصحيحين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه اللّه تعالى إليّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة) ""أخرجه البخاري ومسلم""، وإنما ذكر ههنا أعظم الآيات التي أعطيها عليه السلام وهو القرآن، وإلا فله من المعجزات ما لا يحد ولا يحصر، ثم قال تعالى: {ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا} أي لو أنا أهلكنا هؤلاء المكذبين قبل أن نرسل إليهم هذا الرسول الكريم وننزل عليهم هذا الكتاب العظيم لكانوا قالوا {ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا} قبل أن تهلكنا حتى نؤمن به ونتبعه، كما قال: {فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى}، يبيّن تعالىأن هؤلاء المكذبين متعنتون معاندون لا يؤمنون {ولو جاءتهم كل آية حتى يرواالعذاب الأليم}، كما قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون}، وقال: {وأقسموا باللّه جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها} الآيتين؛ ثم قال تعالى: {قل} أي يا محمد لمن كذبك وخالفك واستمر على كفره وعناده {كل متربص} أي منا ومنكم، {فتربصوا} أي فانتظروا، فستعلمون من أصحاب الصراط السوي} أي الطريق المستقيم، {ومن اهتدى} إلى الحق وسبيل الرشاد، وهذا كقوله تعالى: {وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا}، وقال: {سيعلمون غدا من الكذاب الأشر}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি