نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 119
وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ

التفسير الميسر وأن لك ألا تعطش في هذه الجنة ولا يصيبك حر الشمس.

تفسير الجلالين
119 - (وأنك) بفتح الهمزة وكسرها عطف على اسم إن وجملتها (لا تظمأ فيها) تعطش (ولا تضحى) لا يحصل لك حر شمس الضحى لانتقاء شمس الضحى في الجنة

تفسير القرطبي
قوله تعالى{وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى} تقدم.
{فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما} نهي؛ ومجازه : لا تقبلا منه فيكون ذلك سببا لخروجكما {من الجنة} {فتشقى} يعني أنت وزوجك لأنهما في استواء العلة واحد؛ وليقل : فتشقيا لأن المعنى معروف، وآدم عليه السلام هو المخاطب، وهو المقصود.
وأيضا لما كان الكاد عليها والكاسب لها كان بالشقاء أخص.
وقيل : الإخراج واقع عليهما والشقاوة على آدم وحده، وهو شقاوة البدن؛ ألا ترى أنه عقبه بقوله {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى} أي في الجنة {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} فأعلمه أن له في الجنة هذا كله : الكسوة والطعام والشراب والمسكن؛ وأنك إن ضيعت الوصية، وأطعت العدو أخرجكما من الجنة فشقيت تعبا ونصبا، أي جعت وعريت وظمئت وأصابتك الشمس؛ لأنك ترد إلى الأرض إذا أخرجت من الجنة.
وإنما خصه بذكر الشقاء ولم يقل فتشقيان : يعلمنا أن نفقة الزوجة على الزوج؛ فمن يومئذ جرت نفقة النساء على الأزواج، فلما كانت نفقة حواء على آدم كذلك نفقات بناتها على بني آدم بحق الزوجية.
وأعلمنا في هذه الآية أن النفقة التي تجب للمرأة على زوجها هذه الأربعة : الطعام والشراب والكسوة والمسكن؛ فإذا أعطاها هذه الأربعة فقد خرج إليها من نفقتها؛ فإن تفضل بعد ذلك فهو مأجور، فأما هذه الأربعة فلا بد لها منها؛ لأن بها إقامة المهجة.
قال الحسن المراد بقول{فتشقى} شقاء الدنيا، لا يرى ابن آدم إلا ناصبا.
وقال الفراء هو أن يأكل من كد يديه.
وقال سعيد بن جبير : أهبط إلى آدم ثور أحمر فكان يحرث عليه، ويمسح العرق عن جبينه، فهو شقاؤه الذي قال الله تبارك وتعالى.
وقيل : لما أهبط من الجنة كان من أول شقائه أن جبريل أنزل عليه حبات من الجنة؛ فقال يا آدم ازرع هذا، فحرث وزرع، ثم حصد ثم درس ثم نقى ثم طحن ثم عجن ثم خبز، ثم جلس ليأكل بعد التعب؛ فتدحرج رغيفه من يده حتى صار أسفل الجبل، وجرى وراءه آدم حتى تعب وقد عرق جبينه، قال : يا آدم فكذلك رزقك بالتعب والشقاء، ورزق ولدك من بعدك ما كنت في الدنيا.
قوله تعالى{إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}فيه مسألتان: الأولى:قوله تعالى{إن لك ألا تجوع فيها} أي في الجنة {ولا تعرى}.
{وأنك لا تظمأ فيها} أي لا تعطش.
والظمأ العطش.
{ولا تضحى} أي تبرز للشمس فتجد حرها.
إذ ليس في الجنة شمس، إنما هو ظل ممدود، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
قال أبو العالية : نهار الجنة هكذا : وأشار إلى ساعة المصلين صلاة الفجر.
قال أبو زيد : ضحا الطريق يضحو ضحوا إذا بدا لك وظهر.
وضحيت وضحيت {بالكسر} ضحا عرقت.
وضحيت أيضا للشمس ضحاء ممدود برزت وضحيت {بالفتح} مثله، والمستقبل أضحى في اللغتين جميعا؛ قال عمر بن أبي ربيعة رأت رجلا أيما إذا الشمس عارضت ** فيضحى وأما بالعشي فيخصر في الحديث أن ابن عمر رأى رجلا محرما قد استظل، فقال : أضح لمن أحرمت له.
هكذا يرويه المحدثون بفتح الألف وكسر الحاء من أضحيت.
وقال الأصمعي : إنما هو أضح لمن أحرمت له؛ بكسر الألف وفتح الحاء من ضحيت أضحى؛ لأنه أمره بالبروز للشمس؛ ومنه قوله تعالى{وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} وأنشد : ضحيت له كي أستظل بظله ** إذا الظل أضحى في القيامة قالصا وقرأ أبو عمرو والكوفيون إلا عاصما في رواية أبو بكر عنه {وأنك} بفتح الهمزة عطفا على {ألا تجوع}.
ويجوز أن يكون في موضع رفع عطفا على الموضع، والمعنى : ولك أنك لا تظمأ فيها.
الباقون بالكسر على الاستئناف، أو على العطف على {إن لك}.

تفسير ابن كثير عن ابن عباس قال: إنما سمي الإنسان لأنه عهد إليه فنسي "أخرجه ابن أبي حاتم" وقال مجاهد والحسن: ترك. وقوله: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم} يذكر تعالى تشريف آدم وتكريمه وما فضله به على كثير ممن خلق تفضيلاً، {فسجدوا إلا إبليس أبى} أي امتنع واستكبر، {فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك} يعني حواء عليهما السلام، {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} أي إياك أن تسعى في إخراجك منها، فتتعب وتعنى وتشقى في طلب رزقك، فإنك ههنا في عيش رغيد هنيء بلا كلفة ولا مشقة، {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى} إنما قرن بين الجوع والعري لأن الجوع ذل الباطن والعري ذل الظاهر، {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} وهذان أيضاً متقابلان، فالظمأ حر الباطن وهو العطش، والضحى حر الظاهر. وقوله: {فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى} قد تقدم أنه دلاَّهما بغرور {وقاسمها إني لكما من الناصحين}، وقد تقدم أن اللّه تعالى عهد إلى آدم وزوجه أن يأكلا من كل الثمار ولا يقربا هذه الشجرة المعينة في الجنة، فلم يزل بهما إبليس حتى أكلا منها. وقوله: {فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما}، روي أن اللّه خلق آدم رجلاً طوالاً كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق، فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه، فأول ما بدا منه عورته، فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة، فناداه الرحمن: يا آدم مني تفر؟ فلما سمع كلام الرحمن قال: يا رب لا ولكن استحياء، أرأيت إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة؟ قال: نعم، فذلك قوله: {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} "رواه ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب مرفوعاً، قال ابن كثير: وهو منقطع وفي رفعه نظر". وقوله تعالى: {وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة}، قال مجاهد: يرقعان كهيئة الثوب، وروى ابن أبي حاتم، عن ابن عباس: ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوآتهما، وقوله: {وعصى آدم ربه فغوى. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}، روى البخاري، عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (حاجَّ موسى آدم فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك اللّه برسالاته وبكلامه؟ أتلومني على أمر كتبه اللّه عليّ قبل أن يخلقني، أو قدره اللّه عليَّ قبل أن يخلقني؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فحج آدم موسى)، وفي رواية لابن أبي حاتم: (احتج آدم وموسى عند ربهما، فحج آدم موسى. قال موسى: أنت الذي خلقك اللّه بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك! قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك اللّه برسالته وكلامه، وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجيًّا، فكم وجدت اللّه كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاماً، قال آدم: فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى؟ قال: نعم، قال: أفتلومني على أن عملت عملاً كتب اللّه عليّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: فحجَّ آدم موسى) "الحديث له طرق في الصحيحين والمسانيد، وهذه الرواية لابن أبي حاتم عن أبي هريرة".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি