نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 96
قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي

التفسير الميسر قال السامري: رأيت ما لم يروه - وهو جبريل عليه السلام - على فرس، وقت خروجهم من البحر وغرق فرعون وجنوده، فأخذتُ بكفي ترابا من أثر حافر فرس جبريل، فألقيته على الحليِّ الذي صنعت منه العجل، فكان عجلا جسدًا له خوار؛ بلاء وفتنة، وكذلك زيَّنت لي نفسي الأمَّارة بالسوء هذا الصنيع.

تفسير الجلالين
96 - (قال بصرت بما لم يبصروا به) بالياء والتاء أي علمت بما لم يعلموه (فقبضت قبضة من) تراب (أثر) حافر فرس (الرسول) جبريل (فنبذتها) القيتها في صورة العجل المصاغ (وكذلك سولت) زينت (لي نفسي) والقي فيها أن آخذ قبضة من تراب ما ذكر والقيها على ما لا روح له يصير له روح ورأيت قومك طلبوا منك أن تجعل لهم إلها فحدثتني نفسي أن يكون ذلك العجل إلاههم

تفسير القرطبي
قوله تعالى{قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي} ابن عباس : أخذ شعره بيمينه ولحيته بيساره؛ لأن الغيرة في الله ملكته؛ أي لا تفعل هذا فيتوهموا أنه منك استخفاف أو عقوبة.
وقد وقيل : إن موسى عليه السلام إنما فعل هذا على غيرا ولا عقوبة كما يأخذ الإنسان بلحية نفسه.
وقد مضى هذا في {الأعراف} مستوفى.
{إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل} أي خشيت أن أخرج وأتركهم وقد أمرتني أن أخرج معهم فلو خرجت لاتبعني قوم ويتخلف مع العجل قوم؛ وربما أدى الأمر إلى سفك الدماء؛ وخشيت إن زجرتهم أن يقع قتال فتلومني على ذلك.
وهذا جواب هارون لموسى عليه السلام عن قوله {أفعصيت أمري} وفي الأعراف {إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء}[الأعراف : 150] لأنك أمرتني أن أكون معهم.
وقد تقدم.
ومعنى {ولم ترقب قولي} لم تعمل بوصيتي في حفظه؛ قاله مقاتل.
وقال أبو عبيدة : لم تنظر عهدي وقدومي.
فتركه موسى ثم أقبل على السامري فـ {قال فما خطبك يا سامري} أي، ما أمرك وشأنك، وما الذي حملك على ما صنعت؟ قال قتادة : كان السامري عظيما في بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة ولكن عدو الله نافق بعد ما قطع البحر مع موسى، فلما مرت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم {قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}[الأعراف : 138] فاغتنمها السامري وعلم أنهم يميلون إلى عبادة العجل فاتخذ العجل.
فـ {قال بصرت بما لم يبصروا به} {قال} السامري مجيبا لموسى {قال بصرت بما لم يبصروا به} يعني : رأيت ما لم يروا؛ رأيت جبريل عليه السلام على فرس الحياة، فألقى في نفسي أن أقبض من أثره قبضة، فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ولحم؛ ودم فلما سألوك أن تجعل لهم إلها زينت لي نفسي ذلك.
وقال علي رضي الله عنه : لما نزل جبريل ليصعد بموسى عليه السلام، إلى السماء، وأبصره السامري من بين الناس فقبض قبضة من أثر الفرس.
وقيل قال السامري رأيت جبريل على الفرس وهى تلقي خطوها مد البصر فألقي في نفسي أن أقبض من أثرها فما ألقيته على شيء إلا صار له روح ودم.
وقيل : رأى جبريل يوم نزل على رمكة وديق، فتقدم خيل فرعون في ورود البحر.
ويقال : إن أم السامري جعلته حين وضعته في غار خوفا من أن يقتله فرعون؛ فجاءه جبريل عليه السلام، فجعل كف السامري في فم السامري، فرضع العسل واللبن فاختلف إليه فعرفه من حينئذ.
وقد تقدم هذا المعنى في {الأعراف}.
ويقال : إن السامري سمع كلام موسى عليه السلام، حيث عمل تمثالين من شمع أحدهما ثور والآخر فرس فألقاهما في النيل طلب قبر يوسف عليه السلام وكان في تابوت من حجر في النيل فأتى به الثور على قرنه، فتكلم السامري بذلك الكلام الذي سمعه من موسى، وألقى القبضة في جوف العجل فخار.
وقرأ حمزة والكسائي والأعمش وخلف {بما لم تبصروا} بالتاء على الخطاب.
الباقون بالياء على الخبر.
قوله تعالى{فقبضت قبضة من أثر الرسول} وقرأ أبي بن كعب وابن مسعود والحسن وقتادة {فقبصت قبصة} بصاد غير معجمة.
وروي عن الحسن ضم القاف من {قبصة} والصاد غير معجمة.
الباقون : بالضاد المعجمة.
والفرق بينهما أن القبض بجميع الكف، والقبص بأطراف الأصابع، ونحوهما الخضم والقضم، والقبضة بضم القاف القدر المقبوض؛ ذكره المهدوي.
ولم يذكر الجوهري {قبصة} بضم القاف والصاد غير معجمة، وإنما ذكر {القبضة} بضم القاف والضاد المعجمة وهو ما قبضت عليه من شيء؛ يقال : أعطاه قبضة من سويق أو تمر أي كفا منه، وربما جاء بالفتح.
قال : والقبض بكسر القاف والصاد غير المعجمة العدد الكثير من الناس؛ قال الكميت لكم مسجدا الله المزوران والحصى ** لكم قبصه من بين أثرى وأقترى {فنبذتها} أي طرحتها في العجل.
{وكذلك سولت لي نفسي} أي زينته؛ قاله الأخفش.
وقال ابن زيد : حدثتني نفسي.
والمعنى متقارب.

تفسير ابن كثير يقول موسى عليه السلام للسامري: ما حملك على ما صنعت؟ وما الذي عرض لك حتى فعلت ما فعلت؟ عن ابن عباس قال: كان السامري رجلاً من أهل باجر، وكان من قوم يعبدون البقر وكان حب عبادة البقر في نفسه، وكان قد أظهر الإسلام مع بني إسرائيل، وكان اسمه موسى بن ظفر، وفي رواية عن ابن عباس أنه كان من كرمان، وقال قتادة: كان من قرية سامرا، {قال بصرت بما لم يبصروا به} أي رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون {فقبضت قبضة من أثر الرسول} أي من أثر فرسه، هذا هو المشهور عند كثير من المفسرين أو أكثرهم، وقال مجاهد: من تحت حافر فرس جبريل، قال والقبضة ملء الكف، والقبضة بأطراف الأصابع، قال مجاهد: نبذ السامري، أي ألقى ما في يده على حلية بني إسرائيل، فانسبك عجلاً جسداً له خوار، حفيف الريح فيه خواره. وقال ابن أبي حاتم، عن عكرمة: أن السامري رأى الرسول فألقى في روعه أنك إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها في شيء فقلت له: كن، كان، فقبض قبضة من أثر الرسول فيبست أصابعه على القبضة، فلما ذهب موسى للميقات، وكان بنو إسرائيل قد استعاروا حلي آل فرعون، فقال لهم السامري: إن ما أصابكم من أجل هذا الحلي، فاجمعوه فجمعوه، فأوقدوا عليه فذاب، فرآه السامري، فألقي في روعة: أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه، فقلت كن فكان، فقذف القبضة وقال: كن فكان عجلاً جسداً له خوار، فقال: {هذا إلهكم وإله موسى}، ولهذا قال {فنبذتها} أي ألقيتها مع من ألقى، {وكذلك سولت لي نفسي} أي حسنته وأعجبها إذ ذاك {قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس} أي كما أخذت ومسست ما لم يكن لك أخذه ومسه من أثر الرسول، فعقوبتك في الدنيا أن تقول لا مساس، أي لا تماس الناس ولا يمسونك، {وإن لك موعدا} أي يوم القيامة {لن تخلفه} أي لا محيد لك عنه. وقال قتادة {أن تقول لا مساس} قال: عقوبة لهم، وبقاياهم اليوم يقولون لا مساس وقوله: {وإن لك موعدا لن تخلفه} قال الحسن: لن تغيب عنه. وقوله: {وانظر إلى إلهك} أي معبودك {الذي ظلت عليه عاكفا} أي أقمت على عبادته يعني العجل، {لنحرقنه} قال السدي: سحله بالمبارد وألقاه على النار، وقال قتادة: استحال العجل من الذهب لحماً ودماً، فحرقه بالنار، ثم ألقى رماده في البحر، ولهذا قال: {ثم لننسفنه في اليم نسفا}. وقوله تعالى: {إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما} يقول لهم موسى عليه السلام: ليس هذا إلهكم إنما إلهكم اللّه الذي لا يستحق ذلك على العباد إلا هو، ولا تنبغي العبادة إلا له، فإن كل شيء فقير إليه عبد له، وقوله: {وسع كل شيء علما} أي هو عالم بكل شيء، أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل شيء عدداً، فلا يعزب عنه مثقال ذرة، كما قال تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على اللّه رزقها، ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} والآيات في هذا كثيرة جداً.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি