نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 84
قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ

التفسير الميسر قال: إنهم خلفي سوف يلحقون بي، وسبقتُهم إليك - يا ربي - لتزداد عني رضا.

تفسير الجلالين
84 - (قال هم أولاء) أي بالقرب مني يأتون (على أثري وعجلت إليك رب لترضى) عني أي زيادة على رضاك وقبل الجواب أتى بالاعتذار بحسب ظنه وتخلف المظنون لما

تفسير القرطبي
قوله تعالى{وما أعجلك عن قومك يا موسى} أي ما حملك على أن تسبقهم.
قيل : عنى بالقوم جميع بني إسرائيل؛ فعلى هذا قيل : استخلف هارون على بني إسرائيل، وخرج معه بسبعين رجلا للميقات فقوله{قال هم أولاء على أثري} ليس يريد أنهم يسيرون خلفه متوجهين إليه، بل أراد أنهم بالقرب مني ينتظرون عودي إليهم.
وقيل : لا بل كان أمر هارون بأن يتبع في بني إسرائيل أثره ويلتحقوا به.
وقال قوم : أراد بالقوم السبعين الذين اختارهم، وكان موسى لما قرب من الطور سبقهم شوقا إلى سماع كلام الله.
وقيل : لما وفد إلى طور سينا بالوعد اشتاق إلى ربه وطالت عليه المسافة من شدة الشوق إلى الله تعالى، فضاق به الأمر شق قميصه، ثم لم يصبر حتى خلفهم ومضى وحده؛ فلما وقف في مقامه قال الله تبارك وتعالى{ما أعجلك عن قومك يا موسى} فبقي صلى الله عليه وسلم متحيرا عن الجواب وكنى عنه بقوله{هم أولاء على أثري} وإنما سأله السبب الذي أعجله يقوله {ما} فأخبر عن مجيئهم بالأثر.
{وعجلت إليك رب لترضى} فكنى عن ذكر الشوق وصدقه إلى ابتغاء الرضا.
ذكر عبدالرزاق عن معمر عن قتادة في قوله{وعجلت إليك رب لترضى} قال : شوقا.
وكانت عائشة رضي الله عنها إذا آوت إلى فراشها تقول : هاتوا المجيد.
فتؤتى بالمصحف فتأخذه في صدرها وتنام معه تتسلى بذلك؛ رواه سفيان عن معمر عن عائشة رضي الله عنها.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا أمطرت السماء خلع ثيابه وتجرد حتى يصيبه المطر ويقول{إنه حديث عهد بربي} فهذا من الرسول صلى الله عليه وسلم وممن بعده من قبيل الشوق؛ ولذلك قال الله تبارك اسمه فيما يروى عنه{طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشوق}.
قال ابن عباس : كان الله عالما ولكن قال {وما أعجلك عن قومك} رحمة لموسى، وإكراما له بهذا القول، وتسكينا لقلبه، ورقة عليه؛ فقال مجيبا لربه{هم أولاء على أثري}.
قال أبو حاتم قال عيسى : بنو تميم يقولون{هم أولى} مقصورة مرسلة، وأهل الحجاز يقولون {أولاء} ممدودة.
وحكى الفراء {هم أولاء على أثري} وزعم أبو إسحاق الزجاج : أن هذا لا وجه له.
قال النحاس وهو كما قال : لأن هذا ليس مما يضاف فيكون مثل هداي.
ولا يخلو من إحدى جهتين : إما أن يكون اسما مبهما فإضافته محال؛ وإما أن يكون بمعنى الذين فلا يضاف أيضا؛ لأن ما بعده من تمامه وهو معرفة.
وقرأ ابن أبي إسحاق ونصر ورويس عن يعقوب {على إثري} بكسر الهمزة وإسكان الثاء وهو بمعنى أثر، لغتان.
{وعجلت إليك رب لترضى} أعجلت إلى الموضع الذي أمرتني بالمصير إليه لترضى عني.
يقال : رجل عجل وعجل وعجول وعجلان بين العجلة؛ والعجلة خلاف البطء.

تفسير ابن كثير لما سار موسى عليه السلام ببني إسرائيل بعد هلاك فرعون، وواعد ربه ثلاثين ليلة ثم أتبعها عشراً فتمت أربعين ليلة، أي يصومها ليلاً ونهاراً، وقد تقدم في حديث الفتون بيان ذلك، فسارع موسى عليه السلام مبادراً إلى الطور، واستخلف على بني إسرائيل أخاه هارون، ولهذا قال تعالى: {وما أعجلك عن قومك يا موسى . قال هم أولاء على أثري} أي قادمون ينزلون قريباً من الطور، {وعجلت إليك رب لترضى} أي لتزداد عني رضا، {قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري}، أخبر تعالى نبيّه موسى بما كان بعده من الحدث في بني إسرائيل، وعبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك السامري، وقوله: {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} أي رجع بعدما أخبره تعالى بذلك في غاية الغضب والحنق عليهم، والأسف: شدة الغضب، وقال مجاهد {غضبان أسفا}، أي جزعاً، وقال قتادة والسدي: أسفاً حزيناً على ما صنع قومه من بعده، {قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا} أي أما وعدكم على لساني كل خير في الدنيا والآخرة وحسن العاقبة كما شاهدتم من نصرته إياكم على عدوكم وإظهاركم عليه، وغير ذلك من أيادي اللّه، {أفطال عليكم العهد} أي في انتظار ما وعدكم اللّه ونسيان ما سلف من نعمه {أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم} أم ههنا بمعنى بل، هي للإضراب عن الكلام الأول، وعدول إلى الثاني، كأنه يقول: بل أردتم بصنيعكم هذا أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي، قالوا - أي بنو إسرائيل، في جواب ما أنبهم موسى وقرّعهم - {ما أخلفنا موعدك بملكنا} أي عن قدرتنا واختيارنا، ثم شرعوا يعتذرون بالعذر البارد، يخبرونه عن تورعهم عما كان بأيديهم من حلي القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم حين خرجوا من مصر، {فقذفناها} أي ألقيناها عنا، ودعا السامري أن يكون عجلاً، فكان عجلاً {له خوار} أي صوت، استدراجاً وإمهالاً ومحنة واختباراً ولهذا قال: {فكذلك ألقى السامري . فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار}. عن ابن عباس، أن هارون مر بالسامري وهو ينحت العجل، فقال له: ما تصنع؟ فقال: اصنع ما يضر ولا ينفع، فقال هارون: اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه، ومضى هارون وقال السامري: اللهم إني أسألك أن يخور، فخار، فكان إذا خار سجدوا له، وإذا خار رفعوا رءوسهم، وقال السدي: كان يخور ويمشي، فقالوا: أي الضُلاّل منهم الذين افتتنوا بالعجل وعبدوه {هذا إلهكم وإله موسى فنسي} أي نسيه ههنا وذهب يتطلبه، وعن ابن عباس {فنسي} أي نسي أن يذكركم أن هذا إلهكم، فعكفوا عليه وأحبوه حباً لم يحبوا شيئاً قط، قال اللّه تعالى رداً عليهم وتقريعاً لهم وبياناً لفضحيتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا إليه: {أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا} أي العجل، فلا يرون أنه لا يجيبهم إذا سألوه، ولا إذا خاطبوه، ولا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، أي في دنياهم ولا في أخراهم، قال ابن عباس: لا واللّه ما كان خواره إلا أن يدخل الريح في دبره فيخرج من فمه فيسمع له صوت، وحاصل ما أعتذر به هؤلاء الجهلة أنهم تورعوا عن زينة القبط فألقوها عنهم، وعبدوا العجل فتورعوا عن الحقير وفعلوا الأمر الكبير، كما جاء في الحديث الصحيح عن عبد اللّه بن عمر، أنه سأله رجل من أهل العراق عن دم البعوض إذا أصاب الثوب، يعني هل يصلي فيه أم لا؟ فقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: انظروا إلى أهل العراق! قتلوا ابن بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يعني الحسين، وهم يسألون عن دم البعوضة.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি