نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 58
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى

التفسير الميسر فسوف نأتيك بسحر مثل سحرك، فاجعل بيننا وبينك موعدًا محددًا، لا نخلفه نحن ولا تخلفه أنت، في مكان مستوٍ معتدل بيننا وبينك.

تفسير الجلالين
58 - (فلنأتينك بسحر مثله) يعارضه (فاجعل بيننا وبينك موعدا) لذلك (لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا) منصوب بنزع الخافض في (سوى) بكسر أوله وضمه أي وسطا تستوي إليه مسافة الجائي من الطرفين

تفسير القرطبي
قوله تعالى{ولقد أريناه آياتنا كلها} أي المعجزات الدالة على نبوة موسى وقيل حجج الله الدالة على توحيده {فكذب وأبى} أي لم يؤمن وهذا يدل على أنه كفر عنادا لأنه رأى الآيات عيانا لا خبرا نظيره {وجحدوا واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}[النمل : 14].
{قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى} لما رأى الآيات التي أتاه بها موسى قال : إنها سحر؛ والمعنى : جئت لتوهم الناس أنك جئت بآية توجب اتباعك والإيمان بك، حتى تغلب على أرضنا وعلينا.
{فلنأتينك بسحر مثله} أي لنعارضنك بمثل ما جئت به ليتبين للناس أن ما أتيت به ليس من عند الله.
{فاجعل بيننا وبينك موعدا} هو مصدر؛ أي وعدا.
وقيل : الموعد اسم لمكان الوعد؛ كما قال تعالى{وإن جهنم لموعدهم أجمعين}[الحجر : 43] فالموعد ها هنا مكان.
وقيل : الموعد اسم لزمان الوعد؛ كقوله تعالى{إن موعدهم الصبح}[هود : 81] فالمعنى : اجعل لنا يوما معلوما، أو مكانا معروفا.
قال القشيري : والأظهر أنه مصدر ولهذا قال{لا نخلفه نحن ولا أنت} أي لا نخلف ذلك الوعد، والإخلاف أن يعد شيئا ولا ينجزه.
وقال الجوهري والميعاد المواعدة والوقت والموضع وكذلك الموعد.
وقرأ أبو جعفر بن القعقاع وشيبة والأعرج {لا نخلفه} بالجزم جوابا لقوله {اجعل} ومن رفع فهو نعت لـ {موعد} والتقدير.
موعدا غير مخلف.
{مكانا سوى} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة {سوى} بضم السين.
الباقون بكسرها؛ وهما لغتان مثل عدا وعدا وطوى وطوى.
واختار أبو عبيد وأبو حاتم كسر السين لأنها اللغة العالية الفصيحة.
وقال النحاس والكسر أعرف وأشهر.
وكلهم نونوا الواو، وقد روي عن الحسن، واختلف عنه ضم السين بغير تنوين.
واختلف في معناه فقيل : سوى هذا المكان؛ قال الكلبي.
وقيل مكانا مستويا يتبين للناس ما بينا فيه؛ قال ابن زيد.
ابن عباس : نصفا.
مجاهد : منصفا؛ وعنه أيضا وقتادة عدلا بيننا بينك.
قال النحاس : وأهل التفسير على أن معنى {سوى} نصف وعدل وهو قول حسن؛ قال سيبويه يقال : سوى وسوى أي عدل؛ يعني مكانا عدل؛ بين المكانين فيه النصفة؛ وأصله من قولك : جلس في سواء الدار بالمد أي في وسطها؛ ووسط كل شيء أعدله؛ وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم{وكذلك جعلناكم أمة وسطا}[البقرة : 143] أي عدلا، وقال زهير : أرونا خطة لا ضيم فيها ** يسوي بيننا فيها السواء وقال أبو عبيدة والقتبي : وسطا بين الفريقين؛ وأنشد أبو عبيدة لموسى بن جابر الحنفي وإن أبانا كان حل ببلدة ** سوى بين قيس قيس عيلان والفزر والفزر : سعد بن زيد مناة بن تميم.
وقال الأخفش{سوى} إذا كان بمعنى غير أو بمعنى العدل يكون فيه ثلاث لغات : إن ضممت السين أو كسرت قصرت فيهما جميعا.
وإن فتحت مددت، تقول : مكان سوى وسوى وسواء؛ أي عدل ووسط فيما بين الفريقين.
قال موسى بن جابر : وجدنا أبانا كان حل ببلدة البيت.
وقيل{مكانا سوى} أي قصدا؛ وأنشد صاحب هذا القول : لو تمنت حبيبتي ما عدتني ** أو تمنيت ما عدوت سواها وتقول : مررت برجل سواك وسواك وسوائك أي غيرك.
وهما في هذا الأمر سواء وإن شئت سواءان.
وهم سواء للجمع وهم أسواء؛ وهم سواسية مثل ثمانية على غير قياس.
وانتصب {مكانا} على المفعول الثاني لـ {جعل}.
ولا يحسن انتصابه بالموعد على أنه مفعول أو ظرف له؛ لأن الموعد قد وصف، والأسماء التي تعمل عمل الأفعال إذا وصفت أو صغرت لم يسغ أن تعمل لخروجها عن شبه الفعل، ولم يحسن حمله على أنه ظرف وقع موقع المفعول الثاني؛ لأن الموعد إذا وقع بعده ظرف لم تجره العرب مجرى المصادر مع الظروف، لكنهم يتسعون فيه كقوله تعالى{إن موعدهم الصبح}[هود : 81]

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن فرعون: أنه قال لموسى حين أراه الآية الكبرى وهي إلقاء عصاه فصارت ثعباناً عظيماً، ونزع يده من تحت جناحه فخرجت بيضاء من غير سوء، فقال: هذا سحر جئت به لتسحرنا وتستولي به على الناس فيتبعونك وتكاثرنا بهم، ولا يتم هذا معك، فإن عندنا سحراً مثل سحرك فلا يغرنك ما أنت فيه {فاجعل بيننا وبينك موعدا} أي يوماً نجتمع نحن وأنت فيه، فنعارض ما جئت به بما عندنا من السحر، في مكان معين ووقت معين، فعند ذلك {قال} لهم موسى {موعدكم يوم الزينة} ""روي عن ابن عباس أنه يوم عاشوراء، أخرجه ابن أبي حاتم}، وهو يوم عيدهم وتفرغهم من أعمالهم، واجتماع جميعهم، ليشاهد الناس قدرة اللّه على ما يشاء، ومعجزات الأنبياء، وبطلان معارضة السحر لخوارق العادات النبوية، ولهذا قال: {وأن يحشر الناس} أي جميعهم {ضحى} أي ضحوة من النهار ليكون أظهر وأجلى وأبين وأوضح، وهكذا شأن الأنبياء، كل أمرهم بيّن واضح ليس فيه خفاء ولا ترويج، ولهذا لم يقل: ليلاً، ولكن نهاراً، ضحى، قال ابن عباس: وكان يوم الزينة، يوم عاشوراء، وقال السدي: كان يوم عيدهم. قلت: وفي مثله أهلك اللّه فرعون وجنوده. كما ثبت في الصحيح، وقال وهب بن منبه، قال فرعون: يا موسى اجعل بيننا وبينك أجلاً ننظر فيه، قال موسى: لم أؤمر بهذا، إنما أمرت بمناجزتك إن أنت لم تخرج دخلت إليك، فأوحى اللّه إلى موسى: أن اجعل بينك وبينه أجلاً، وقل له أن يجعل هو، قال فرعون اجعله إلى أربعين يوماً ففعل، وقال مجاهد وقتادة {مكانا سوى} منصفاً، وقال السدي عدلاً، وقال عبد الرحمن بن زيد: مستوٍ بين الناس، وما فيه لا يكون صوت ولا شيء، يتغيب بعض ذلك عن بعض، مستوٍ حين يرى.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি