نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 23
لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى

التفسير الميسر فعلنا ذلك؛ لكي نريك - يا موسى - من أدلتنا الكبرى ما يدلُّ على قدرتنا، وعظيم سلطاننا، وصحة رسالتك.

تفسير الجلالين
23 - (لنريك) بها إذا فعلت ذلك لإظهارها (من آياتنا) الآية (الكبرى) أي العظمى على رسالتك وإذا أراد عودها إلى حالتها الأولى ضمها إلى جناحه كما تقدم وأخرجها

تفسير القرطبي
قوله تعالى {قال ألقها يا موسى} لما أراد الله تعالى أن يدربه في تلقي النبوة وتكاليفها أمره بإلقاء العصا {فألقاها} موسى فقلب الله أوصافها وأعراضها.
وكانت عصا ذات شعبتين فصارت الشعبتان لها فما وصارت حية تسعى أي تنتقل، وتمشي وتلتقم الحجارة فلما رآها موسى عليه السلام رأى عبرة فـ {ولى مدبرا ولم يعقب}[النمل : 10].
فقال الله له {خذها ولا تخف} سنعيدها سيرتها الأولى { وذلك أنه }أوجس في نفسه خيفة[طه : 67] أي لحقه ما يلحق البشر.
وروي أن موسى تناولها بكمي جبته فنهي عن ذلك، فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة وهى سيرتها الأولى، وإنما أظهر له هذه الآية لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون.
ويقال : إن العصا بعد ذلك كانت تماشيه وتحادثه ويعلق عليها أحماله، وتضيء له الشعبتان بالليل كالشمع؛ وإذا أراد الاستقاء انقلبت الشعبتان كالدلو وإذا اشتهى ثمرة ركزها في الأرض فأثمرت تلك الثمرة.
وقيل : إنها كانت من آس الجنة.
وقيل : أتاه جبريل بها.
وقيل : ملك.
وقيل قال له شعيب : خذ عصا من ذلك البيت فوقعت بيده تلك العصا، وكانت عصا آدم عليه السلام هبط بها من الجنة.
والله أعلم.
قوله تعالى {فإذا هي حية تسعى} النحاس : ويجوز {حية} يقال : خرجت فإذا زيد جالس وجالسا.
والوقف {حيه} بالهاء.
والسعي المشي بسرعة وخفة.
وعن ابن عباس : انقلبت ثعبانا ذكرا يبتلع الصخر والشجر، فلما رآه يبتلع كل شيء خافه ونفر منه.
وعن بعضهم : إنما خاف منه لأنه عرف ما لقي آدم منها.
وقيل لما قال له ربه {لا تخف} بلغ من ذهاب خوفه وطمأنينة نفسه أن أدخل يده في فمها وأخذ بلحييها.
{سنعيدها سيرتها الأولى} سمعت علي بن سليمان يقول : التقدير إلى سيرتها، مثل {واختار موسى قومه}[الأعراف : 155] قال : ويجوز أن يكون مصدرا لأن معنى سنعيدها سنسيرها.
قوله تعالى {واضمم يدك إلى جناحك} يجوز في غير القرآن ضم بفتح الميم وكسرها لالتقاء الساكنين، والفتح أجود لخفته، والكسر على الأصل ويجوز الضم على الإتباع ويد أصلها يدي على فعل؛ يدل على ذلك أيد وتصغيرها يدية.
والجناح العضد؛ قاله مجاهد.
وقال {إلى} بمعنى تحت.
قطرب {إلى جناحك} إلى جيبك؛ ومنه قول الراجز : أضمه للصدر والجناح وقيل : إلى جنبك فعبر عن الجنب بالجناح لأنه مائل في محل الجناح.
وقيل إلى عندك.
وقال مقاتل {إلى} بمعنى مع أي مع جناحك.
{تخرج بيضاء من غير سوء} من غير برص نورا ساطعا، يضيء بالليل والنهار كضوء الشمس والقمر وأشد ضوءا.
عن ابن عباس وغيره : فخرجت نورا مخالفة للونه.
و{بيضاء} نصب على الحال، ولا ينصرف لأن فيها ألفي التأنيث لا يزايلانها فكأن لزومهما علة ثانية، فلم ينصرف في النكرة، وخالفتا الهاء لأن الهاء تفارق الاسم.
و{من غير سوء} {من} صلة {بيضاء} كما تقول : ابيضت من غير سوء.
{آية أخرى} سوى العصا.
فأخرج يده من مدرعة له مصرية لها شعاع مثل شعاع الشمس يعشي البصر.
و{آية} منصوبة على البدل من بيضاء؛ قاله الأخفش.
النحاس : وهو قول حسن.
وقال الزجاج : المعنى آتيناك آية أخرى أو نؤتيك؛ لأنه لما قال {تخرج بيضاء من غير سوء} دل على أنه قد آتاه آية أخرى.
{لنريك من آياتنا الكبرى} يريد العظمى.
وكان حقه أن يقول الكبيرة وإنما قال {الكبرى} لوفاق رؤوس الآي.
وقيل : فيه إضمار؛ معناه لنريك من آياتنا الآية الكبرى دليله قول ابن عباس يد موسى أكبر آياته.

تفسير ابن كثير وهذا برهان ثان لموسى عليه السلام، وهو أن اللّه أمره أن يدخل يده في جيبه، كما صرح به في الآية الأخرى. وههنا عبر عن ذلك بقوله: {واضمم يدك إلى جناحك}، وقال في مكان آخر: {واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه}، وقال مجاهد: {واضمم يدك إلى جناحك} كفك تحت عضدك؛ وذلك أن موسى عليه السلام كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها، تخرج تتلألأ كأنها فلقة قمر، وقوله: {تخرج بيضاء من غير سوء} أي من غير برص ولا أذى، ومن غير شين قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة والضحاك وغيرهم ، وقال الحسن البصري: أخرجها واللّه كأنها مصباح، فعلم موسى أنه قد لقي ربه عزَّ وجلَّ، ولهذا قال تعالى: {لنريك من آياتنا الكبرى}، وقال وهب، قال له ربه: أدنه، فلم يزل يدنيه حتى أسند ظهره بجذع الشجرة فاستقر، وذهبت عنه الرعدة، وجمع يده في العصا وخضع برأسه وعنقه. وقوله {اذهب إلى فرعون إنه طغى} أي اذهب إلى فرعون ملك مصر، الذي خرجت فارًّا منه وهارباً، فادعه إلى عبادة اللّه وحده لا شريك له، ومره فليحسن إلى بني إسرائيل ولا يعذبهم، فإنه قد طغى وبغى وآثر الحياة الدنيا ونسي الرب الأعلى. قال وهب بن منبه: قال اللّه لموسى: انطلق برسالتي فإنك بسمعي وعيني، وقد ألبستك جنة من سلطاني لتستكمل بها القوة في أمري، فأنت جند عظيم من جندي، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي، بطر نعمتي وأمن مكري، وغرته الدنيا عني، حتى جحد حقي وأنكر ربوبيتي، وزعم أنه لا يعرفني فإني أقسم بعزتي لولا القدر الذي وضعت بيني وبين خلقي، لبطشت به بطشة جبار، يغضب لغضبه السماوات والأرض والجبال والبحار، فإن أمرت السماء حصبته، وإن أمرت الأرض ابتلعته، وإن أمرت الجبال دمرته، وإن أمرت البحار غرقته، ولكنه هان عليّ وسقط من عيني، ووسعه حلمي واستغنيت بما عندي وحقي، إني أنا الغني لا غني غيري، فبلغه رسالتي، وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاصي، وذكره أيامي، وحذره من نقمتي وبأسي، وقل له فيما بين ذلك قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى، وأخبره أني إلى العفو والمغفرة أسرع مني إلى الغضب والعقوبة، ولا يروعنك ما ألبسته من لباس الدنيا، فإن ناصيته بيدي، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي، أم يظن الذي يعاديني أن يعجزني، أم يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني ""أخرجه ابن أبي حاتم من كلام وهب بن منبه، وهو طويل اقتصرنا على بعضه"". {قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري} هذا سؤال من موسى عليه السلام لربه عزّ وجلّ، أن يشرح له صدره فيما بعثه به، فإنه قد أمره بأمر عظيم، وخطب جسيم، بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك، وأجبرهم وأشدهم كفراً وأكثرهم جنوداً، وأبلغهم تمرداً، هذا وقد مكث موسى في داره مدة وليداً عندهم في حجر فرعون على فراشه، ثم قتل منهم نفساً فخافهم أن يقتلوه فهرب منهم، هذه المدة بكمالها، ثم بعد هذا بعثه ربه عزَّ وجلَّ إليهم نذيراً يدعوهم إلى اللّه عزَّ وجلَّ أن يعبدوه وحده لا شريك له، ولهذا قال: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري} أي إن لم تكن أنت عوني ونصيري وعضدي وظهيري وإلا فلا طاقة لي بذلك {واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}. وما سأل أن يزول ذلك بالكلية، بل بحيث يزول العي ويحصل لهم فهم ما يريد منه، وهو قدر الحاجة، ولو سأل الجميع لزال ولكن الأنبياء لا يسألون إلا بحسب الحاجة، ولهذا بقيت. قال اللّه تعالى إخباراً عن فرعون أنه قال {أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} أي يفصح بالكلام، وقال الحسن البصري {واحلل عقدة من لساني} قال: حلّ عقدة واحدة، ولو سأل أكثر من ذلك أعطي، وقال ابن عباس: شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل، وعقدة لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير الكلام، وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون، يكون له ردءاً ويتكلم عنه بكثير مما يفصح به لسانه، فآتاه سؤله، فحل عقدة من لسانه. وقوله تعالى: {واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي}، وهذا أيضاً سؤال من موسى عليه السلام في أمر خارجي عنه، وهو مساعدة أخيه هارون له، قال ابن عباس: نبئ هارون ساعتئذ وحين نبئ موسى عليهما السلام. روي عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر، فنزلت ببعض الأعراب فسمعت رجلاً يقول: أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه؟ قالوا: لا ندري، قال أنا واللّه أدري! قالت، فقلت في نفسي في حلفه لا يستثني، إنه ليعلم أي أخ كان في الدنيا أنفع لأخيه، قال: موسى حين سأل لأخيه النبوة، فقلت: صدق واللّه ""أخرجه ابن أبي حاتم"". وقوله: {اشدد به أزري} قال مجاهد: ظهري، {وأشركه في أمري} أي في مشاورتي، {كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا} قال مجاهد: لا يكون العبد من الذاكرين اللّه كثيراً حتى يذكر اللّه قائماً ومضطجعاً، وقوله: {إنك كنت بنا بصيرا} أي في اصطفائك لنا وإعطائك إيانا النبوة وبعثك لنا إلى عدوك فرعون، فلك الحمد على ذلك.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি