نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة طه آية 16
فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ

التفسير الميسر فلا يصرفنَّك - يا موسى - عن الإيمان بها والاستعداد لها مَن لا يصدق بوقوعها ولا يعمل لها، واتبع هوى نفسه، فكذَّب بها، فتهلك.

تفسير الجلالين
16 - (فلا يصدنك) يصرفنك (عنها) أي عن الإيمان بها (من لا يؤمن بها واتبع هواه) في إنكارها (فتردى) أي فتهلك إن صددت عنها

تفسير القرطبي
قوله تعالى{وهل أتاك حديث موسى} قال أهل المعاني هو استفهام وإثبات وإيجاب معناه؛ أليس قد أتاك؟ وقيل : معناه وقد أتاك؛ قاله ابن عباس.
وقال الكلبي : لم يكن أتاه حديثه بعد ثم أخبره.
{إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى} قال ابن عباس وغيره : هذا حين قضي الأجل وسار بأهله وهو مقبل من مدين يريد مصر، وكان قد أخطأ الطريق، وكان موسى عليه السلام رجلا غيورا، يصحب الناس بالليل ويفارقهم بالنهار غيرة منه، لئلا يروا امرأته فأخطأ الرفقة - لما سبق في علم الله تعالى - وكانت ليلة مظلمة.
وقال مقاتل : وكان ليلة الجمعة في الشتاء.
وهب بن منبه : استأذن موسى شعيبا في الرجوع إلى والدته فأذن له فخرج بأهله بغنمه، وولد له في الطريق في ليلة شاتية باردة مثلجة، وقد حاد عن الطريق وتفرقت ماشيته، فقدح موسى النار فلم تور المقدحة شيئا، إذ بصر بنار من بعيد على يسار الطريق {فقال لأهله امكثوا} أي أقيموا بمكانكم {إني آنست نارا} أي أبصرت.
قال ابن عباس فلما توجه نحو النار فإذا النار في شجرة عناب، فوقف متعجبا من حسن ذلك الضوء؛ وشدة خضرة تلك الشجرة، فلا شدة حر النار تغير حسن خضرة الشجرة، ولا كثرة ماء الشجرة ولا نعمة الخضرة تغيران حسن ضوء النار.
وذكر المهدوي : فرأى النار - فيما روي - وهي في شجرة من العليق، فقصدها فتأخرت عنه، فرجع وأوجس في نفسه خيفة، ثم دنت منه وكلمه الله عز وجل من الشجرة.
الماوردي : كانت عند موسى نارا، وكانت عند الله تعالى نورا.
وقرأ حمزة {لأهله امكثوا} بضم الهاء، وكذا في {القصص}.
قال النحاس هذا على لغة من قال : مررت به يا رجل؛ فجاء به على الأصل، وهو جائز إلا أن حمزة خالف أصله في هذين الموضعين خاصة.
وقال{امكثوا} ولم يقل أقيموا، لأن الإقامة تقتضي الدوام، والمكث ليس كذلك {وآنست} أبصرت، قاله ابن العربي.
ومنه قوله {فإن آنستم منهم رشدا}[النساء : 6] أي علمتم.
وآنست الصوت سمعته، والقبس شعلة من نار، وكذلك المقياس.
يقال قبست منه نارا أقبس قبسا فأقبسني أي أعطاني منه قبسا، وكذلك اقتبست منه نارا واقتبست منه علما أيضا أي استفدته، قال اليزيدي : أقبست الرجل علما وقبسته نارا؛ فإن كنت طلبتها له قلت أقبسته.
وقال الكسائي : أقبسته نارا أو علما سواء.
وقال : وقبسته أيضا فيهما.
{هدى} أي هاديا.

تفسير ابن كثير يقول تعالى {فلما أتاها} أي النار واقترب منها {نودي يا موسى}، وفي الآية الأخرى: {نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله}، وقال ههنا: {إني أنا ربك} أي الذي يكلمك ويخاطبك {فاخلع نعليك} قيل: كانتا من جلد حمار غير ذكي قاله علي بن أبي طالب وغير واحد من السلف ، وقيل إنما أمره بخلع نعليه تعظيماً للبقعة، قال سعيد بن جبير: كما يؤمر الرجل أن يخلع نعليه إذا أراد أن يدخل الكعبة، وقيل ليطأ الأرض المقدسة بقدميه حافياً غير منتعل، وقيل غير ذلك، واللّه أعلم. وقوله: {طوى} قال ابن عباس: هو اسم للوادي، وكذا قال غير واحد، وقيل: عبارة عن الأمر بالوطء بقدميه، والأول أصح كقوله {إذ ناده ربه بالوادي المقدس طوى}، وقوله: {وأنا اخترتك}، كقوله: {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي} أي على جميع الناس من الموجودين في زمانه، وقد قيل: إن اللّه تعالى قال: يا موسى أتدري لم اختصصتك بالتكليم من بين الناس؟ قال: لا، قال: لأني لم يتواضع إليَّ أحد تواضعك، وقوله: {فاستمع لما يوحى} أي واستمع الآن ما أقول لك، وأوحيه إليك {إنني أنا اللّه لا إله إلا أنا}، هذا أول واجب على المكلفين أن يعلموا أنه لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وقوله: {فاعبدني} أي وحدّني وقم بعبادتي من غير شريك، {وأقم الصلاة لذكري} قيل معناه: صلّ لتذكرني، وقيل معناه: وأقم الصلاة عند ذكرك لي، ويشهد لهذا الثاني ما روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن اللّه تعالى قد قال: وأقم الصلاة لذكري) ""أخرجه الإمام أحمد عن أنَس بن مالك"". وفي الصحيحين عن أنَس قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك) ""أخرجه الشيخان عن أنَسٍ أيضاً"". وقوله تعالى: {إن الساعة آتية} أي قائمة لا محالة وكائنة لا بد منها. وقوله {أكاد أخفيها} قال ابن عباس: أي لا أطلع عليها أحداً غيري، وقال السدي: ليس أحد من أهل السماوات والأرض إلا قد أخفى اللّه تعالى عنه علم الساعة؛ وهي في قراءة ابن مسعود: إني أكاد أخفيها من نفسي، يقول: كتمتها من الخلائق، حتى لو استطعت أن أكتمها من نفسي لفعلت. قال قتادة: لقد أخفاها اللّه من الملائكة المقربين ومن الأنبياء والمرسلين، قلت وهذا كقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، وقال: {ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة} أي ثقل علمها على أهل السماوات والأرض. وقوله سبحانه وتعالى: {لتجزى كل نفس بما تسعى} أي أقيمها لا محالة؛ لأجزي كل عامل بعمله {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}، {وإنما تجزون ما كنتم تعملون}، وقوله: {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها} الآية. المراد بهذا الخطاب آحاد المكلفين، أي لا تتبعوا سبيل من كذب بالساعة، وأقبل على ملاذه في دنياه، وعصى مولاه، واتبع هواه، فمن وافقهم على ذلك فقد خاب وخسر {فتردى} أي تهلك وتعطب، قال اللّه تعالى: {وما يغني عنه ماله إذا تردّى}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি