نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة مريم آية 74
وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا

التفسير الميسر وكثيرًا أهلكنا قبل كفار قومك - أيها الرسول - من الأمم كانوا أحسن متاعًا منهم وأجمل منظرًا.

تفسير الجلالين
74 - (وكم) أي كثيرا (أهلكنا قبلهم من قرن) أي امة من الأمم الماضية (هم أحسن أثاثا) مالا ومتاعا (ورئيا) منظرا من الرؤية فكما أهلكناهم لكفرهم نهلك هؤلاء

تفسير القرطبي
قوله تعالى{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات} أي على الكفار الذين سبق ذكرهم في قوله تعالى {أئذا ما مت لسوف أخرج حيا}[مريم : 66] وقال فيهم {ونذر الظالمين فيها جثيا} أي هؤلاء إذا قرئ عليهم القرآن تعززوا بالدنيا، وقالوا : فما بالنا إن كنا على باطل أكثر أموالا وأعز نفرا وغرضهم إدخال الشبهة على المستضعفين وإيهامهم أن من كثر ماله دل ذلك على أنه المحق في دينه وكأنهم لم يروا فيهم فقيرا ولا في المسلمين غنيا ولم يعلموا أن الله تعالى نحى أولياءه عن الاغترار بالدنيا وفرط الميل إليها.
و{بينات} معناه مرتلات الألفاظ ملخصة المعاني، مبينات المقاصد؛ إما محكمات، أو متشابهات قد تبعها البيان بالمحكمات، أو تبيين الرسول صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو ظاهرات الإعجاز تحدى بها فلم يقدر على معارضتها.
أو حججا وبراهين.
والوجه أن تكون حالا مؤكدة كقوله تعالى {وهو الحق مصدقا} لأن آيات الله تعالى لا تكون إلا واضحة.
{قال الذين كفروا} يريد مشركي قريش النضر بن الحرث وأصحابه.
{للذين آمنوا} يعني فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانت فيهم قشافة، وفي عيشهم خشونة وفي ثيابهم رثاثة وكان المشركون يرجلون شعورهم ويدهنون رؤوسهم ويلبسون خير ثيابهم، فقالوا للمؤمنين {أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا} قرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد وشبل بن عباد {مقاما} بضم الميم وهو موضع الإقامة.
ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى الإقامة الباقون {مقاما} بالفتح؛ أي منزلا ومسكنا.
وقيل : المقام الموضع الذي يقام فيه بالأمور الجليلة؛ أي أي الفريقين أكثر جاها وأنصارا.
{وأحسن نديا} أي مجلسا؛ عن ابن عباس وعنه أيضا المنظر وهو المجلس في اللغة وهو النادي ومنه دار الندوة لأن المشركين كانوا يتشاورون فيها في أمورهم وناداه جالسه في النادي قال أنادي به آل الوليد وجعفرا والندي على فعيل مجلس القوم ومتحدثهم، وكذلك الندوة والنادي [والمنتدى] والمتندى، فإن تفرق القوم فليس بندي قاله الجوهري.
قوله تعالى{وكم أهلكنا قبلهم من قرن} أي من أمة وجماعة.
{هم أحسن أثاثا} أي متاعا كثيرا؛ قال : وفرع يزين المتن أسود فاحم ** أثيث كقنو النخلة المتعثكل والأثاث متاع البيت.
وقيل : هو ماجد الجراثي والخرثي ما لبس منها وأنشد الحسن بن علي الطوسي فقال : تقادم العهد من أم الوليد بنا ** دهرا وصار أثاث البيت خرثيا وقال ابن عباس : هيئة مقاتل ثيابا {ورئيا} أي منظرا حسنا.
وفيه خمس قراءات قرأ أهل المدينة {وريا} بغير همز.
وقرأ أهل الكوفة {ورئيا} بالهمز.
وحكى يعقوب أن طلحة قرأ {وريا} بياء واحدة مخففة.
وروى سفيان عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس {هم أحسن أثاثا وزيا} بالزاي؛ فهذه أربع قراءات قال أبو إسحاق ويجوز {هم أحسن أثاثا وريئا} بياء بعدها همزة.
النحاس : وقراءة أهل المدينة في هذا حسنة وفيها تقريران : أحدهما : أن تكون من رأيت ثم خففت الهمزة فأبدل منها ياء وأدغمت الياء في الياء.
وكان هذا حسنا لتتفق رؤوس الآيات لأنها غير مهموزات.
وعلى هذا قال ابن عباس : (الرئي المنظر) فالمعنى : هم أحسن أثاثا ولباسا.
والوجه الثاني : أن جلودهم مرتوية من النعمة؛ فلا يجوز الهمز على هذا.
وفي رواية ورش عن نافع وابن ذكوان عن ابن عامر {ورئيا} بالهمز تكون على الوجه الأول.
وهي قراءة أهل الكوفة وأبي عمرو من رأيت على الأصل.
وقراءة طلحة بن مصرف (وريا) بياء واحدة مخففة أحسبها غلطا.
وقد زعم بعض النحويين أنه كان أصلها الهمز فقلبت الهمزة ياء، ثم حذفت إحدى اليائين.
المهدوي : ويجوز أن يكون {ريئا} فقلبت ياء فصارت رييا ثم نقلت حركة الهمزة على الياء وحذفت.
وقد قرأ بعضهم {وريا} على القلب وهي القراءة الخامسة.
وحكى سيبويه راء بمعنى رأى.
الجوهري : من همزه جعله من المنظر من رأيت، وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة وأنشد أبو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفي فقال : أشاقتك الظعائن يوم بانوا ** بذي الرئي الجميل من الأثاث ومن لم يهمز إما أن يكون على تخفيف الهمزة أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريا؛ أي امتلأت وحسنت.
وأما قراءة ابن عباس وأبي بن كعب وسعيد بن جبير والأعسم المكي ويزيد البربري {وزيا} بالزاي فهو الهيئة والحسن.
ويجوز أن يكون من زويت أي جمعت؛ فيكون أصلها زيا فقلبت الواو ياء.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (زويت لي الأرض) أي جمعت؛ أي فلم يغن ذلك عنهم شيئا من عذاب الله تعالى؛ فليعش هؤلاء ما شاؤوا فمصيرهم إلى الموت والعذاب وإن عُمِّروا؛ أو العذاب العاجل يأخذهم الله تعالى به.

تفسير ابن كثير يخبر تعالى عن الكفار حين تتلى عليهم آيات اللّه ظاهرة الدلالة بينة الحجة واضحة البرهان، أنهم يصدون ويعرضون عن ذلك، ويقولون عن الذين آمنوا مفتخرين عليهم ومحتجين على صحة ما هم عليه من الدين الباطل بأنهم {خير مقاما وأحسن نديا} أي أحسن منازل، وأرفع دوراً، وأحسن ندياً، وهو مجتمع الرجال للحديث، أي ناديهم أعمر وأكثر وارداً وطارقاً، يعنون فكيف نكون نحن بهذه المثابة على باطل؟ كما قال تعالى مخبراً عنهم {وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيراً ما سبقونا إليه}، وقال قوم نوح، {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} وقال تعالى: {وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء منَّ اللّه عليهم من بيننا أليس اللّه بأعلم بالشاكرين}؟ ولهذا قال تعالى، راداً عليهم شبهتهم: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن}: أي وكم من أمة وقرن من المكذبين، وقد أهلكناهم بكفرهم {هم أحسن أثاثا ورئيا} أي كانوا أحسن من هؤلاء أموالاً وأمتعة ومناظر وأشكالاً. قال ابن عباس {خير مقاما وأحسن نديا} المقام: المنزل، والنديُّ: المجلس، والأثاث: المتاع، والرئي: المنظر، وهو كما قال اللّه تعالى: {كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم} فالمقام المسكن والنعيم، والندي: المجلس، والمجمع، الذي كانوا يجتمعون فيه، وقال تعالى فيما قص على رسوله من أمر قوم لوط {وتأتون في ناديكم المنكر} والعرب تسمي المجلس النادي، وقال قتادة: لما رأوا أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم في عيشهم خشونة وفيهم قشافة، فعرض أهل الشرك ما تسمعون {أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا}، ومنهم من قال في الأثاث هو المال، ومنهم من قال الثياب، ومنهم من قال المتاع، والرئي المنظر كما قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري يعني الصوَر، وكذا قال مالك {أثاثا ورئيا} أكثر أموالاً وأحسن صوراً، والكل متقارب صحيح.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি