نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة مريم آية 55
وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا

التفسير الميسر وكان يأمر أهله بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وكان عند ربه عز وجل مرضيًا عنه.

تفسير الجلالين
55 - (وكان يأمر أهله) أي قومه (بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) اصله مرضو وأقبلت الواوان ياءين والضمة كسرة

تفسير القرطبي
فيه ست مسائل: الأولى :قوله تعالى{واذكر في الكتاب إسماعيل} اختلف فيه؛ فقيل : هو إسماعيل بن حزقيل، بعثه الله إلى قومه فسلخوا جلدة رأسه، فخيره الله تعالى فيما شاء من عذابهم، فاستعفاه ورضي بثوابه، وفوض أمرهم إليه في عفوه وعقوبته.
والجمهور أنه إسماعيل الذبيح أبو العرب بن إبراهيم.
وقد قيل : إن الذبيح إسحاق؛ والأول أظهر على ما تقدم ويأتي في [الصافات] إن شاء الله تعالى.
وخصه الله تعالى بصدق الوعد وإن كان موجودا في غيره من الأنبياء تشريفا له إكراما، كالتقليب بنحو الحليم والأواه والصديق؛ ولأنه المشهور المتواصف من خصاله.
الثانية: صدق الوعد محمود وهو من خلق النبيين والمرسلين، وضده وهو الخلف مذموم، وذلك من أخلاق الفاسقين والمنافقين ما تقدم بيانه في [براءة].
وقد أثنى الله تعالى على نبيه إسماعيل فوصفه بصدق الوعد.
واختلف في ذلك؛ فقيل : إنه وعد من نفسه بالصبر على الذبح فصبر حتى فدى.
هذا في قول من يرى أنه الذبيح.
وقيل : وعد رجلا أن يلقاه في موضع فجاء إسماعيل وانتظر الرجل يومه وليلته، فلما كان في اليوم الآخر جاء؛ فقال له : ما زلت ها هنا في انتظارك منذ أمس.
وقيل : انتظره ثلاثة أيام.
وقيل فعل مثله نبينا صلى الله عليه وسلم قبل بعثه؛ ذكره النقاش وخرجه الترمذي وغيره عن عبدالله بن أبى الحسماء قال : بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه بها في مكانه فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاثة أيام، فجئت فإذا هو في مكانه؛ فقال : (يا فتى لقد شققت علي أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك) لفظ أبي داود.
وقال يزيد الرقاشي : انتظره إسماعيل اثنين وعشرين يوما؛ ذكره الماوردي.
وفي كتاب ابن سلام أنه انتظره سنة.
وذكره الزمخشري عن ابن عباس أنه وعد صاحبا له أن ينتظره في مكان فانتظره سنة.
وذكره القشيري قال : فلم يبرح من مكانه سنة حتى أتاه جبريل عليه السلام فقال إن التاجر الذي سألك أن تقعد له حتى يعود هو إبليس فلا تقعد ولا كرامة له.
وهذا بعيد ولا يصح.
وقد قيل : إن إسماعيل لم يعد شيئا إلا وفى به، وهذا قول صحيح، وهو الذي يقتضيه ظاهر الآية؛ والله أعلم.
الثالثة: من هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم (العدة دين).
وفي الأثر (وأي المؤمن واجب) أي في أخلاق المؤمنين.
وإنما قلنا أن ذلك ليس بواجب فرضا لإجماع العلماء على ما حكاه أبو عمر أن من وعد بمال ما كان ليضرب به مع الغرماء؛ فلذلك قلنا إيجاب الوفاء به حسن مع المروءة، ولا يقضى به والعرب تمتدح بالوفاء، وتذم بالخلف والغدر، وكذلك سائر الأمم، ولقد أحسن القائل : متى ما يقل حر لصاحب حاجة ** نعم يقضها والحر للوأي ضامن ولا خلاف أن الوفاء يستحق صاحبه الحمد والشكر، وعلى الخلف الذم.
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على من صدق وعده، ووفّى بنذره؛ وكفى بهذا مدحا وثناء، وبما خالفه ذما.
قال مالك : إذا سأل الرجل الرجل أن يهب له الهبة فيقول له نعم، ثم يبدو له ألا يفعل فما أرى يلزمه.
الرابعة: قال مالك : ولو كان ذلك في قضاء دين فسأله أن يقضيه عنه فقال نعم، وثم رجال يشهدون عليه فما أحراه أن يلزمه إذا شهد عليه اثنان.
وقال أبو حنيفة وأصحابه والأوزاعي والشافعي وسائر الفقهاء : إن العدة لا يلزم منها شيء لأنها منافع لم يقبضها في العارية لأنها طارئة، وفي غير العارية هي أشخاص وأعيان موهوبة لم تقبض فلصاحبها الرجوع فيها.
وفي البخاري {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد}؛ وقضى ابن أشوع بالوعد وذكر ذلك عن سمرة بن جندب.
قال البخاري : ورأيت إسحاق بن إبراهيم يحتج بحديث ابن أشوع.
الخامسة: {وكان رسولا نبيا} قيل : أرسل إسماعيل إلى جرهم.
وكل الأنبياء كانوا إذا وعدوا صدقوا، وخص إسماعيل بالذكر تشريفا له.
والله أعلم.
السادسة: قوله تعالى{وكان يأمر أهله} قال الحسن : يعني أمته.
وفي حرف ابن مسعود {وكان يأمر أهله جرهم وولده بالصلاة والزكاة}.
{وكان عند ربه مرضيا} أي رضيا زاكيا صالحا.
قال الكسائي والفراء : من قال مرضي بناه على رضيت قالا : وأهل الحجاز يقولون : مرضو.
وقال الكسائي والفراء : من العرب من يقول رضوان ورضيان فرضوان على مرضو، ورضيان على مرضي ولا يجيز البصريون أن يقولوا إلا رضوان وربوان.
قال أبو جعفر النحاس : سمعت أبا إسحاق الزجاج يقول : يخطئون في الخط فيكتبون ربا بالياء ثم يخطئون فيما هو أشد من هذا فيقولون ربيان ولا يجوز إلا ربوان ورضوان قال الله تعالى{وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس}.

تفسير ابن كثير هذا ثناء من اللّه تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام، وهو والد عرب الحجاز كلهم بأنه كان صادق الوعد. قال ابن جريج لم يعد ربه عدة إلا أنجزها، يعني ما التزم عبادة قط بنذر إلا قام بها، ووفاها حقها. وقال ابن جرير، عن سهل بن عقيل، إن إسماعيل النبي عليه السلام وعد رجلاً مكاناً أن يأتيه فيه، فجاء ونسي الرجل فظل به إسماعيل، وبات حتى جاء الرجل من الغد، فقال: ما برحت من ههنا؟ قال: لا، قال: إني نسيت، قال: لم أكن لأبرح حتى تأتيني، فلذلك {كان صادق الوعد}، وقد روى أبو داود في سننه، عن عبد اللّه بن أبي الحمساء قال: بايعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل أن يبعث فبقيت له عليَّ بقية، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك، قال فنسيت يومي والغد، فأتيته في اليوم الثالث وهو في مكانه ذلك، فقال لي: (يا فتى لقد شققت عليّ أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك)، وقال بعضهم: إنما قيل له {صادق الوعد} لأنه قال لأبيه {ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين} فصدق في ذلك، فصدقُ الوعد من الصفات الحميدة، كما أن خلفه من الصفات الذميمة، قال اللّه تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) ""الحديث أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي عن أبي هريرة""، ولما كانت هذه صفات المنافقين، كان التلبس بضدها من صفات المؤمنين، ولهذا أثنى اللّه على عبده ورسوله إسماعيل بصدق الوعد، وكذلك كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صادق الوعد أيضاً، لا يعد أحداً شيئاً إلا وفى له به، وقد أثنى على أبي العاص بن الربيع زوج ابنته زينب فقال: (حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي). وقوله تعالى: {وكان رسولا نبيا} في هذا دلالة على شرف إسماعيل على أخيه إسحاق لأنه إنما وصف بالنبوة فقط، وإسماعيل وصف بالنبوة والرسالة، وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (إن اللّه اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل) وذكر تمام الحديث، فدل على صحة ما قلناه، وقوله: {وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا}، هذا أيضاً من الثناء الجميل والصفة الحميدة والخلة السديدة، حيث كان صابراً على طاعة ربه عزّ وجلّ، آمراً بها لأهله، كما قال تعالى لرسوله: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} الآية. وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (رحم اللّه رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللّه امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء) ""أخرجه أبو داود وابن ماجه"". وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي اللّه عنهما عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: (إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين اللّه كثيراً والذكرات) ""رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه واللفظ له"".

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি