نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الإسراء آية 31
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا

التفسير الميسر وإذا علمتم أن الرزق بيد الله سبحانه فلا تقتلوا -أيها الناس- أولادكم خوفًا من الفقر؛ فإنه -سبحانه- هو الرزاق لعباده، يرزق الأبناء كما يرزق الآباء، إنَّ قَتْلَ الأولاد ذنب عظيم.

تفسير الجلالين
31 - (ولا تقتلوا أولادكم) بالوأد (خشية) مخافة (إملاق) فقر (نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ) إثما (كبيرا) عظيما

تفسير القرطبي
فيه مسألتان: الأولى: قد مضى الكلام في هذه الآية في الأنعام، والحمد لله.
والإملاق : الفقر وعدم الملك.
أملق الرجل أي لم يبق له إلا الملقات؛ وهي الحجارة العظام الملس.
قال الهذلي يصف صائدا : أتيح لها أقيدر ذو حَشيف ** إذا سامت على الملقات ساما الواحدة ملقة.
والأقيدر تصغير الأقدر، وهو الرجل القصير.
والحشيف من الثياب : الخلق.
وسامت مرت.
وقال شمر : أملق لازم ومتعد، أملق إذا افتقر، وأملق الدهر ما بيده.
قال أوس : وأملق ما عندي خطوب تَنَبَّل الثانية: قوله تعالى {خطئا} قراءة الجمهور بكسر الخاء وسكون الطاء وبالهمزة والقصر.
وقرأ ابن عامر {خطأ} بفتح الخاء والطاء والهمزة مقصورة، وهي قراءة أبي جعفر يزيد.
وهاتان قراءتان مأخوذتان من {خطئ} إذا أتى الذنب على عمد.
قال ابن عرفة : يقال خطئ في ذنبه خطأ إذا أثم فيه، وأخطأ إذا سلك سبيل خطأ عامدا أو غير عامد.
قال : ويقال خطئ في معنى أخطأ.
وقال الأزهري : يقال خطئ يخطأ خطئا إذا تعمد الخطأ؛ مثل أثم يأثم إثما.
وأخطأ إذا لم يتعمد إخطاء وخطأ.
قال الشاعر : دعيني إنما خطئي وصوبي ** علي وإن ما أهلكت مال والخطأ الاسم يقوم مقام الإخطاء، وهو ضد الصواب.
وفيه لغتان : القصر وهو الجيد، والمد وهو قليل، وروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما {خطأ} بفتح الخاء وسكون الطاء وهمزة.
وقرأ ابن كثير بكسر الخاء وفتح الطاء ومد الهمزة.
قال النحاس : ولا أعرف لهذه القراءة وجها، ولذلك جعلها أبو حاتم غلطا.
قال أبو علي : هي مصدر من خاطأ يخاطئ، وإن كنا لا نجد خاطأ، ولكن وجدنا تخاطأ، وهو مطاوع خاطأ، فدلنا عليه؛ ومنه قول الشاعر : تخاطأت النبل أحشاءه ** وأخر يومي فلم أعجل وقول الآخر في وصف مهاة : تخاطأه القناص حتى وجدته ** وخرطومه في منقع الماء راسب الجوهري : تخاطأه أي أخطأه؛ وقال أوفى بن مطر المازني : ألا أبلغا خلتي جابرا ** بأن خليلك لم يقتل تخاطأت النبل أحشاءه ** وأخر يومي فلم يعجل وقرأ الحسن {خطاء} بفتح الخاء والطاء والمد في الهمزة.
قال أبو حاتم : لا يعرف هذا في اللغة وهي غلط غير جائز.
وقال أبو الفتح : الخطأ من أخطأت بمنزلة العطاء من أعطيت، هو اسم بمعنى المصدر، وعن الحسن أيضا {خطى} بفتح الخاء والطاء منونة من غير همز.

تفسير ابن كثير هذه الآية الكريمة دالة على أن اللّه تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده، لأنه نهى عن قتل الأولاد، كما أوصى الآباء بالأولاد في الميراث، وكان أهل الجاهلية لا يورثون البنات، بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئلا تكثر عيلته، فنهى اللّه تعالى عن ذلك وقال: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق} أي خوف أن تفتقروا في ثاني الحال، ولهذا قدم الاهتمام برزقهم فقال: {نحن نرزقهم وإياكم}. وفي الأنعام: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق}: أي من فقر {نحن نرزقكم وإياهم}، وقوله: {إن قتلهم كان خطئا كبيرا}: أي ذنباً عظيماً، وفي الصحيحين عن عبد اللّه بن مسعود، قلت: يا رسول اللّه أي الذنب أعظم؟ قال: (أن تجعل للّه نداً وهو خلقك)، قلت: ثم أي؟ قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك)، قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني بحليلة جارك)

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি