نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة النحل آية 31
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ

التفسير الميسر جنات إقامة لهم، يستقرون فيها، لا يخرجون منها أبدًا، تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار، لهم فيها كل ما تشتهيه أنفسهم، بمثل هذا الجزاء الطيب يجزي الله أهل خشيته وتقواه الذين تقبض الملائكةُ أرواحَهم، وقلوبُهم طاهرة من الكفر، تقول الملائكة لهم: سلام عليكم، تحية خاصة لكم وسلامة من كل آفة، ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون من الإيمان بالله والانقياد لأمره.

تفسير الجلالين
31 - (جنات عدن) إقامة مبتدأ خبره (يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك) الجزاء (يجزي الله المتقين)

تفسير القرطبي
قوله تعالى {وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا} أي قالوا : أنزل خيرا؛ وتم الكلام.
و {ماذا} على هذا اسم واحد.
وكان يرد الرجل من العرب مكة في أيام الموسم فيسأل المشركين عن محمد عليه السلام فيقولون : ساحر أو شاعر أو كاهن أو مجنون.
ويسأل المؤمنين فيقولون : أنزل الله عليه الخير والهدى، والمراد القرآن.
وقيل : إن هذا يقال لأهل الإيمان يوم القيامة.
قال الثعلبي : فإن قيل : لم ارتفع الجواب في قوله{أساطير الأولين} [النحل : 24] وانتصب في قوله {خيرا} فالجواب أن المشركين لم يؤمنوا بالتنزيل، فكأنهم قالوا : الذي يقوله محمد هو أساطير الأولين.
والمؤمنين آمنوا بالنزول فقالوا : أنزل خيرا، وهذا مفهوم معناه من الإعراب، والحمد لله.
قوله تعالى {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة} قيل : هو من كلام الله عز وجل.
وقيل : هو من جملة كلام الذين اتقوا.
والحسنة هنا : الجنة؛ أي من أطاع الله فله الجنة غدا.
وقيل {للذين أحسنوا} اليوم حسنة في الدنيا من النصر والفتح والغنيمة {ولدار الآخرة خير} أي ما ينالون في الآخرة من ثواب الجنة خير وأعظم من دار الدنيا؛ لفنائها وبقاء الآخرة.
{ولنعم دار المتقين} فيه وجهان : قال الحسن : المعنى ولنعم دار المتقين الدنيا؛ لأنهم نالوا بالعمل فيها ثواب الآخرة ودخول الجنة.
وقيل : المعنى ولنعم دار المتقين الآخرة؛ وهذا قول الجمهور.
وعلى هذا تكون {جنات عدن} بدلا من الدار فلذلك ارتفع.
{جنات عدن} بدلا من الدار فلذلك ارتفع.
وقيل : ارتفع على تقدير هي جنات، فهي مبينة لقوله {دار المتقين}.
أو تكون مرفوعة بالابتداء، التقدير : جنات عدن نعم دار المتقين.
{يدخلونها} في موضع الصفة، أي مدخولة.
وقيل {جنات} رفع بالابتداء، وخبره {يدخلونها} وعليه يخرج قول الحسن.
والله أعلم.
{تجري من تحتها الأنهار} تقدم.
{لهم فيها ما يشاءون} أي مما تمنوه وأرادوه.
{كذلك يجزي الله المتقين} أي مثل هذا الجزاء يجزي الله المتقين.

تفسير ابن كثير هذا خبر عن السعداء بخلاف ما أخبر به عن الأشقياء، فإن أولئك قيل لهم: {ماذا أنزل ربكم} قالوا: معرضين عن الجواب، لم ينزل شيئا إنما هذا أساطير الأولين، وهؤلاء قالوا: خيرا أي أنزل خيرا، أي رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به، ثم أخبر عما وعد اللّه عباده فيما أنزله على رسله، فقال: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة} الآية، كقوله تعالى: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} أي من أحسن عمله في الدنيا أحسن اللّه إليه عمله في الدنيا والآخرة، ثم أخبر بأن دار الآخرة خير، أي من الحياة الدنيا والجزاء فيها أتم من الجزاء في الدنيا، كقوله: {وما عند اللّه خير للأبرار}، وقال تعالى: {والآخرة خير وأبقى}، وقال لرسوله صلى اللّه عليه وسلم: {وللآخرة خير لك من الأولى}، ثم وصف الدار الآخرة فقال: {ولنعم دار المتقين}، وقوله: {جنات عدن} بدل من دار المتقين، أي لهم في الآخرة جنات عدن أي مقام يدخلونها، {تجري من تحتها الأنهار} أي بين أشجارها وقصورها، {لهم فيها ما يشاءون}، كقوله تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون}، وفي الحديث: (إن السحابة لتمر بالملأ من أهل الجنة وهم جلوس على شرابهم، فلا يشتهي أحد منهم شيئا إلا أمطرته عليه، حتى إن منهم ليقول: أمطرينا كواعب أترابا فيكون ذلك)، {كذلك يجزي اللّه المتقين}، أي كذلك يجزي اللّه كل من آمن به واتقاه وأحسن عمله. ثم أخبر تعالى عن حالهم عند الاحتضار أنهم طيبون، أي مخلصون من الشرك والدنس وكل سوء، وأن الملائكة تسلم عليهم وتبشرهم بالجنة، كقوله تعالى: {إن الذين قالوا ربنا اللّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}. وقد قدمنا الأحاديث الواردة في قبض روح المؤمن وروح الكافر عند قوله تعالى: {يثبت اللّه الذين آمنوا بالقول الثابت}. الآية.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি