نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة النحل آية 1
أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ

التفسير الميسر قَرُب قيام الساعة وقضاء الله بعذابكم -أيها الكفار- فلا تستعجلوا العذاب استهزاء بوعيد الرسول لكم. تنزَّه الله سبحانه وتعالى عن الشرك والشركاء.

تفسير الجلالين
سورة النحل 1 - لما استبطأ المشركون العذاب نزل (أتى أمر الله) أي الساعة وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب (فلا تستعجلوه) تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة (سبحانه) تنزيها له (وتعالى عما يشركون) به غيره

تفسير القرطبي
قوله تعالى {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} قيل {أتى} بمعنى يأتي؛ فهو كقولك : إن أكرمتني أكرمتك.
وقد تقدم أن أخبار الله تعالى في الماضي والمستقبل سواء؛ لأنه آت لا محالة، كقوله {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار} [الأعراف : 44].
و{أمر الله} عقابه لمن أقام على الشرك وتكذيب رسوله.
قال الحسن وابن جريج والضحاك : إنه ما جاء به القرآن من فرائضه وأحكامه.
وفيه بعد؛ لأنه لم ينقل أن أحدا من الصحابة استعجل فرائض الله من قبل أن تفرض عليهم، وأما مستعجلو العذاب والعقاب فذلك منقول عن كثير من كفار قريش وغيرهم، حتى قال النضر بن الحارث {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} الآية، فاستعجل العذاب.
قلت : قد يستدل الضحاك بقول عمر رضي الله عنه : وافقت ربي في ثلاث : في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر؛ خرجه مسلم والبخاري.
وقال الزجاج : هو ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم، وهو كقوله {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} [هود : 40].
وقيل : هو يوم القيامة أو ما يدل على قربها من أشراطها.
قال ابن عباس : لما نزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر : 1] قال الكفار : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون، فأمسكوا وانتظروا فلم يروا شيئا، فقالوا : ما نرى شيئا فنزلت {اقترب للناس حسابهم} [الأنبياء : 1] الآية.
فأشفقوا وانتظروا قرب الساعة، فامتدت الأيام فقالوا : ما نرى شيئا فنزلت {أتى أمر الله} فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون وخافوا؛ فنزلت {فلا تستعجلوه} فاطمأنوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار بأصبعيه : السبابة والتي تليها.
يقول : (إن كادت لتسبقني فسبقتها).
وقال ابن عباس : كان بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، وأن جبريل لما أمر بأهل السماوات مبعوثا إلى محمد صلى الله عليه وسلم قالوا الله أكبر، قد قامت الساعة.
قوله تعالى {سبحانه وتعالى عما يشركون} أي تنزيها له عما يصفونه به من أنه لا يقدر على قيام الساعة، وذلك أنهم يقولون : لا يقدر أحد على بعث الأموات، فوصفوه بالعجز الذي لا يوصف به إلا المخلوق، وذلك شرك.
وقيل {عما يشركون} أي عن إشراكهم.
وقيل {ما} بمعنى الذي أي ارتفع عن الذين أشركوا به.

تفسير ابن كثير {أتى} يخبر تعالى عن اقتراب الساعة ودنوها، معبّرا بصيغة الماضي الدال على التحقق والوقوع لا محالة، كقوله: {اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون}، وقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر}، وقوله: {فلا تستعجلوه} أي قرب ما تباعد فلا تستعجلوه، والضمير يعود على العذاب، كقوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون}، فإنهم استعجلوا العذاب قبل كونه استبعادا وتكذيبا، ثم إنه تعالى نزه نفسه عن شركهم به غيره، وعبادتهم معه ما سواه من الأوثان والأنداد، تعالى وتقدس علوا كبيرا، وهؤلاء هم المكذبون بالساعة ""في اللباب: أخرج ابن مردويه: لما نزلت {أتى أمر الله} وغمر أصحاب رسول اللّه حتى نزلت {فلا تستعجلوه} فسكتوا - وأخرج عبد اللّه بن الإمام أحمد: لما نزلت {أتى أمر اللّه} قاموا، فنزلت: {فلا تستعجلوه}""، فقال: {سبحانه وتعالى عما يشركون}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি