نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الحجر آية 20
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ

التفسير الميسر وجعلنا لكم فيها ما به تعيشون من الحَرْث، ومن الماشية، ومن أنواع المكاسب وغيرها، وخلقنا لكم من الذرية والخدم والدوابِّ ما تنتفعون به، وليس رزقهم عليكم، وإنما هو على الله رب العالمين تفضلا منه وتكرمًا.

تفسير الجلالين
20 - (وجعلنا لكم فيها معايش) بالياء من الثمار والحبوب وجعلنا لكم (ومن لستم له برازقين) من العبيد والدواب والأنعام فإنما يرزقهم الله

تفسير القرطبي
قوله تعالى {والأرض مددناها} هذا من نعمه أيضا، ومما يدل على كمال قدرته.
قال ابن عباس : بسطناها على وجه الماء؛ كما قال {والأرض بعد ذلك دحاها} [النازعات : 30] أي بسطها.
وقال {والأرض فرشناها فنعم الماهدون} [الذاريات : 48].
وهو يرد على من زعم أنها كالكرة.
وقد تقدم.
{وألقينا فيها رواسي} جبالا ثابتة لئلا تتحرك بأهلها.
{وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} أي مقدر معلوم؛ قاله ابن عباس وسعيد بن جبير.
وإنما قال {موزون} لأن الوزن يعرف به مقدار الشيء.
قال الشاعر : قد كنت قبل لقائكم ذا مِرَّة ** عندي لكل مخاصم ميزانه وقال قتادة : موزون يعني مقسوم.
وقال مجاهد : موزون معدود؛ ويقال : هذا كلام موزون؛ أي منظوم غير منتثر.
فعلى هذا أي أنبتنا في الأرض ما يوزن من الجواهر والحيوانات والمعادن.
وقد قال الله عز وجل في الحيوان {وأنبتها نباتا حسنا} [آل عمران : 37].
والمقصود من الإنبات الإنشاء والإيجاد.
وقيل {أنبتنا فيها} أي في الجبال {من كل شيء موزون} من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والقصدير، حتى الزرنيخ والكحل، كل ذلك يوزن وزنا.
روي معناه عن الحسن وابن زيد.
وقيل : أنبتنا في الأرض الثمار مما يكال ويوزن.
وقيل : ما يوزن فيه الأثمان لأنه أجل قدرا وأعم نفعا مما لا ثمن له.
{وجعلنا لكم فيها معايش} يعني المطاعم والمشارب التي يعيشون بها؛ واحدها معيشة (بسكون الياء).
ومنه قول جرير : تكلفني معيشة آل زيد ** ومن لي بالمرقق والصناب والأصل معيشة على مفعلة (بتحريك الياء).
وقد تقدم في الأعراف.
وقيل : إنها الملابس؛ قاله الحسن.
وقيل : إنها التصرف في أسباب الرزق مدة الحياة.
قال الماوردي : وهو الظاهر.
{ومن لستم له برازقين} يريد الدواب والأنعام؛ قاله مجاهد.
وعنده أيضا هم العبيد والأولاد الذين قال الله فيهم {نحن نرزقهم وإياكم} [الإسراء : 31] ولفظ {من} يجوز أن يتناول العبيد والدواب إذا اجتمعوا؛ لأنه إذا اجتمع من يعقل وما لا يعقل، غلب من يعقل.
أي جعلنا لكم فيها معايش وعبيدا وإماء ودواب وأولادا نرزقهم ولا ترزقونهم.
فـ {من} على هذا التأويل في موضع نصب؛ قال معناه مجاهد وغيره.
وقيل : أراد به الوحش.
قال سعيد : قرأ علينا منصور {ومن لستم له برازقين} قال : الوحش.
فـ {من} على هذا تكون لما لا يعقل؛ مثل {فمنهم من يمشي على بطنه} [النور : 45] الآية.
وهي في محل خفض عطفا على الكاف والميم في قوله {لكم}.
وفيه قبح عند البصريين؛ فإنه لا يجوز عندهم عطف الظاهر على المضمر إلا بإعادة حرف الجر؛ مثل مررت به ويزيد.
ولا يجوز مررت به وزيد إلا في الشعر.
كما قال : فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ** فاذهب فما بك والأيام من عجب وقد مضى هذا المعنى في [البقرة] وسورة [النساء].

تفسير ابن كثير يذكر تعالى خلقه السماء في ارتفاعها، وما زينها به من الكواكب الثوابت والسيارات، لمن تأمل وكرر النظر فيما يرى من العجائب والآيات الباهرات، ما يحار نظره فيه، ولهذا قال مجاهد وقتادة: البروج ههنا هي الكواكب وهذا كقوله تعالى: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} الآية، ومنهم من قال: البروج هي منازل الشمس والقمر، ثم ذكر تعالى خلقه الأرض ومده إياها وتوسيعها وبسطها، وما جعل فيها من الجبال الرواسي والأودية والأراضي والرمال، وما أنبت فيها من الزروع والثمار المتناسبة، وقال ابن عباس: {من كل شيء موزون}: أي معلوم وكذلك قال عكرمة ومجاهد والحسن وقتادة ، ومنهم من يقول: مقدر بقدر، وقال ابن زيد: من كل شيء يوزن ويقدر بقدر، وقوله: {وجعلنا لكم فيها معايش} المعايش وهي جمع معيشة، وقوله: {ومن لستم له برازقين}، قال مجاهد: هي الدواب والأنعام. وقال ابن جرير: هم العبيد والإماء والدواب والأنعام، والقصد أنه تعالى يمتن عليهم بما يسّر لهم من أسباب المكاسب ووجوه الأسباب وصنوف المعايش، وبما سخر لهم من الدواب التي يركبونها، والأنعام التي يأكلونها، والعبيد والإماء التي يستخدمونها، ورزقهم على خالقهم لا عليهم، فلهم هم المنفعة، والرزق على اللّه تعالى.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি