- الاسلامية
- بحث القرآن الكريم بمختلف اللغات
- الدعاء من الكتاب والسنة
- مشكل إعراب القرآن
- مفردات ألفاظ القرآن الكريم
- تلاوة القرآن الكريم
- كتاب عدد آي القرآن وكلمه وحروفه ومعرفة خموسه وعشوره ومكيه ومدنيه
- ألف سؤال وجواب في القرآن
- مشروع القرآن الكريم
- أذكار وأدعيـة الصلاة
- كيف تحفظ القرآن
- حفظ سورة البقرة
- كتاب فقه السنة
- صحيح البخاري
- تغريدات #السيرة_النبوية
- قصص اﻷنبياء
- تاريخ الخلفاء للسيوطي
- العلاج بالأغذية والأعشاب
- منتخب الكلام في تفسير الأحلام
- ملاحظاتكم - الشبكة الاسلامية
- أدعية مختارة باللغتين العربية والانجليزية
- الثقافية
- الجغرافية
- الاجتماعية
- آراء
- وظائف
- خريطة الموقع
- اتصل بنا
- التسجيل
نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها
سورة إبراهيم آية 46
وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ
التفسير الميسر
وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله، وعند الله مكرهم فهو محيط به، وقد عاد مكرهم عليهم، وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه، ولم يضرُّوا الله شيئًا، وإنما ضرُّوا أنفسهم.تفسير الجلالين
46 - (وقد مكروا) بالنبي صلى الله عليه وسلم (مكرهم) حيث أرادوا قتله أو تقييده أو إخراجه (وعند الله مكرهم) أي علمه أو جزاؤه (وإن) ما (كان مكرهم) وإن عظم (لتزول منه الجبال) الامعنى لا يعبأ به ولا يضر إلا أنفسهم والمراد بالجبال هنا قيل حقيقتها وقيل شرائع الإسلام المشبهة بها في القرار والثبات وفي قراءة بفتح لام لتزول ورفع الفعل فإن مخففة والمراد تعظيم مكرهم وقيل المراد بالمكر كفرهم ويناسبه على الثانية تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا وعلى الأول ما قرىء وما كان
تفسير القرطبي
قوله تعالى {وقد مكروا مكرهم} أي بالشرك بالله وتكذيب الرسل والمعاندة؛ عن ابن عباس وغيره.
{وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} {إن} بمعنى {ما} أي ما كان مكرهم لتزول منه الجبال لضعفه ووهنه؛ {وإن} بمعنى {ما} في القرآن في مواضع خمسة : أحدها هذا.
الثاني {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} [يونس : 94].
الثالث {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا} [الأنبياء : 17] أي ما كنا.
الرابع{قل إن كان للرحمن ولد} [الزخرف : 81].
الخامس {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه}[الأحقاف : 26].
وقرأ الجماعة {وإن كان} بالنون.
وقرأ عمرو بن علي وابن مسعود وأبي {وإن كاد} بالدال.
والعامة على كسر اللام في {لتزول} على أنها لام الجحود وفتح اللام الثانية نصبا.
وقرأ ابن محيصن وابن جريج والكسائي {لتزول} بفتح اللام الأول على أنها لام الابتداء ورفع الثانية {وإن} مخففة من الثقيلة، ومعنى هذه القراءة استعظام مكرهم؛ أي ولقد عظم مكرهم حتى كادت الجبال تزول منه؛ قال الطبري : الاختيار القراءة الأولى؛ لأنها لو كانت زالت لم تكن ثابتة؛ قال أبو بكر الأنباري : ولا حجة على مصحف المسلمين في الحديث الذي حدثناه أحمد بن الحسين : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن دانيل قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : إن جبارا من الجبابرة قال لا أنتهي حتى أعلم من في السماوات، فعمد إلى فراخ نسور، فأمر أن تطعم اللحم، حتى اشتدت وعضلت واستعلجت أمر بأن يتخذ تابوت يسع فيه رجلين؛ وأن يجعل فيه عصا في رأسها لحم شديد حمرته، وأن يستوثق من أرجل النسور بالأوتاد؛ وتشد إلى قوائم التابوت، ثم جلس هو وصاحب له من التابوت وأثار النسور، فلما رأت اللحم طلبته، فجعلت ترفع التابوت حتى بلغت به ما شاء الله؛ فقال الجبار لصاحبه : افتح الباب فانظر ما ترى؟ فقال : أرى الجبال كأنها ذباب، فقال : أغلق الباب؛ ثم صعدت بالتابوت ما شاء الله أن تصعد، فقال الجبار لصاحبه : افتح الباب فانظر ما ترى؟ فقال : ما أرى إلا السماء وما تزداد منا إلا بعدا، فقال : نكس العصا فنكسها، فانقضت النسور.
فلما وقع التابوت على الأرض سمعت له هدة كادت الجبال تزول عن مراتبها منها؛ قال : فسمعت عليا رضي الله عنه يقرأ {وإن كان مكرهم لتزول} بفتح اللام الأولى من {لتزول} وضم الثانية.
وقد ذكر الثعلبي هذا الخبر بمعناه، وأن الجبار هو النمرود الذي حاجّ إبراهيم في ربه، وقال عكرمة : كان معه في التابوت غلام أمرد، وقد حمل القوس والنبل فرمى بهما فعاد إليه ملطخا بالدماء وقال : كفيت نفسك إله السماء.
قال عكرمة : تلطخ بدم سمكة من السماء، قذفت نفسها إليه من بحر في الهواء معلق.
وقيل : طائر من الطير أصابه السهم ثم أمر نمرود صاحبه أن يضرب العصا وأن ينكس اللحم، فهبطت النسور بالتابوت، فسمعت الجبال حفيف التابوت والنسور ففزعت، وظنت أنه قد حدث بها حدث من السماء، وأن الساعة قد قامت، فذلك قوله {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}.
قال القشيري : وهذا جائز بتقدير خلق الحياة في الجبال.
وذكر الماوردي عن ابن عباس : أن النمرود بن كنعان بنى الصرح في قرية الرس من سواد الكوفة، وجعل طوله خمسة آلاف ذراع وخمسين ذراعا، وعرضه ثلاثة آلاف ذراع وخمسة وعشرين ذراعا، وصعد منه مع النسور، فلما علم أنه لا سبيل له إلى السماء اتخذه حصنا، وجمع فيه أهله وولده ليتحصن فيه.
فأتى الله بنيانه من القواعد، فتداعي الصرح عليهم فهلكوا جميعا، فهذا معنى {وقد مكروا مكرهم} وفي الجبال التي عني زوالها بمكرهم وجهان : أحدهما : جبال الأرض.
الثاني : الإسلام والقرآن، لأنه لثبوته ورسوخه كالجبال.
وقال القشيري{وعند الله مكرهم} أي هو عالم بذلك فيجازيهم أو عند الله جزاء مكرهم فحذف المضاف.
{وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} بكسر اللام؛ أي ما كان مكرهم مكرا يكون له أثر وخطر عند الله تعالى، فالجبال مثل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل {وإن كان مكرهم} في تقديرهم {لتزول منه الجبال} وتؤثر في إبطال الإسلام.
وقرئ {لتزول منه الجبال} بفتح اللام الأولى وضم الثانية؛ أي كان مكرا عظيما تزول منه الجبال، ولكن الله حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو كقوله تعالى {ومكروا مكرا كبارا} [نوح : 22] والجبال لا تزول ولكن العبارة عن تعظيم الشيء هكذا تكون.