نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة إبراهيم آية 19
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ

التفسير الميسر ألم تعلم أيها المخاطب -والمراد عموم الناس- أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته، وأنه لم يخلقهما عبثًا، بل للاستدلال بهما على وحدانيته، وكمال قدرته، فيعبدوه وحده، ولا يشركوا به شيئًا؟ إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله.

تفسير الجلالين
19 - (ألم تر) تنظر يا مخاطب استفهام تقرير (أن الله خلق السماوات والأرض بالحق) متعلق بخلق (إن يشأ يذهبكم) أيها الناس (ويأت بخلق جديد) بدلكم

تفسير القرطبي
قوله تعالى {مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد} اختلف النحويون في رفع {مثل} فقال سيبويه : ارتفع بالابتداء والخبر مضمر؛ التقدير : وفيما يتلى عليكم أو يقص {مثل الذين كفروا بربهم} ثم ابتدأ فقال {أعمالهم كرماد} أي كمثل رماد {اشتدت به الريح}.
وقال الزجاج : أي مثل الذين كفروا فيما يتلى عليكم أعمالهم كرماد، وهو عند الفراء على إلغاء المثل، التقدير : والذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد.
وعنه أيضا أنه على حذف مضاف؛ التقدير : مثل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد؛ وذكر الأول عنه المهدوي، والثاني القشيري والثعلبي ويجوز أن يكون مبتدأ كما يقال : صفة فلان أسمر؛ فـ{مثل} بمعنى صفة.
ويجوز في الكلام جر {أعمالهم} على بدل الاشتمال من {الذين} واتصل هذا بقوله {وخاب جبار عنيد} والمعنى : أعمالهم محبطة غير مقبولة.
والرماد ما بقي بعد احتراق الشيء؛ فضرب الله هذه الآية مثلا لأعمال الكفار في أنه يمحقها كما تمحق الريح الشديدة الرماد في يوم عاصف.
والعصف شدة الريح؛ وإنما كان ذلك لأنهم أشركوا فيها غير الله تعالى.
وفي وصف اليوم بالعصوف ثلاثة أقاويل : أحدها : أن العصوف وإن كان للريح فإن اليوم قد يوصف به؛ لأن الريح تكون فيه، فجاز أن يقال : يوم عاصف، كما يقال : يوم حار ويوم بارد، والبرد والحر فيهما.
والثاني : أن يريد {في يوم عاصف} الريح؛ لأنها ذكرت في أول الكلمة، كما قال الشاعر : إذا جاء يوم مظلم الشمس كاسف ** يريد كاسف الشمس فحذف؛ لأنه قد مر ذكره؛ ذكرهما الهروي.
والثالث : أنه من نعت الريح؛ غير أنه لما جاء بعد اليوم أتبع إعرابه كما قيل : جحر ضب خرب؛ ذكره الثعلبي والماوردي.
وقرأ ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن أبي بكر {في يوم عاصف}.
{لا يقدرون} يعني الكفار.
{مما كسبوا على شيء} يريد في الآخرة؛ أي من ثواب ما عملوا من البر في الدنيا، لإحباطه بالكفر.
{ذلك هو الضلال البعيد} أي الخسران الكبير؛ وإنما جعله كبيرا بعيدا لفوات استدراكه بالموت.
قوله تعالى‏ {‏ألم تر أن الله خلق السماوات والأرض بالحق‏}‏ الرؤية هنا رؤية القلب؛ لأن المعنى‏:‏ ألم ينته علمك إليه.
‏ وقرأ حمزة والكسائي - ‏{‏خالق السماوات والأرض‏}‏‏.
‏ ومعنى {‏بالحق‏}‏ ليستدل بها على قدرته‏.
‏ ‏{‏إن يشأ يذهبكم‏}‏ أيها الناس؛ أي هو قادر على الإفناء كما قدر على إيجاد الأشياء؛ فلا تعصوه فإنكم إن عصيتموه ‏{‏يذهبكم ويأت بخلق جديد‏}‏ أفضل وأطوع منكم؛ إذ لو كانوا مثل الأولين فلا فائدة في الإبدال‏.
‏ ‏{‏وما ذلك على الله بعزيز‏}‏ أي منيع متعذر‏.

تفسير ابن كثير يقول تعالى مخبراً عن قدرته على معاد الأبدان يوم القيامة، بأنه خلق السماوات والأرض التي هي أكبر من خلق الناس، أفليس الذي قدر على خلق هذه السماوات في ارتفاعها واتساعها وعظمتها، وما فيها من الكواكب الثوابت والسيارات والآيات الباهرات، وهذه الأرض بما فيها من مهاد ووهاد، وأوتاد وبراري وصحارى وقفار وبحار وأشجار، ونبات وحيوان {أولم يرو أن اللّه الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى، بلى إنه على كل شيء قدير}، وقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على اللّه بعزيز} أي بعظيم ولا ممتنع، بل هو سهل عليه إذا خالفتم أمره أن يذهبكم ويأت بآخرين على غير صفتكم.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি