نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة هود آية 15
مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ

التفسير الميسر من كان يريد بعمله الحياة الدنيا ومُتَعها نعطهم ما قُسِم لهم من ثواب أعمالهم في الحياة الدنيا كاملا غير منقوص.

تفسير الجلالين
15 - (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها) بأن أصر على الشرك وقيل هي في المرائين (نوفِّ إليهم أعمالهم) أي جزاء ما عملوه من خير كصدقة وصلة رحم (فيها) بأن نوسِّع عليهم رزقهم (وهم فيها) أي الدنيا (لا يبخسون) ينقصون شيئاً

تفسير القرطبي
فيه ثلاث مسائل الأولى: قوله تعالى ‏{‏من كان‏}‏ كان زائدة، ولهذا جزم بالجواب فقال‏ {‏نوف إليهم‏}‏ قاله الفراء‏.
‏ وقال الزجاج‏ {‏من كان‏}‏ في موضع جزم بالشرط، وجوابه ‏{‏نوف إليهم‏}‏ أي من يكن يريد؛ والأول في اللفظ ماضي والثاني مستقبل، كما قال زهير‏:‏ ومن هاب أسباب المنية يلقها ** ولو رام أسباب السماء بسلم واختلف العلماء في تأويل هذه الآية؛ فقيل‏:‏ نزلت في الكفار؛ قال الضحاك، واختاره النحاس؛ بدليل الآية التي بعدها {الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار‏}‏ [هود‏:‏ 16‏]‏ أي من أتى منهم بصلة رحم أو صدقة نكافئه بها في الدنيا، بصحة الجسم، وكثرة الرزق، لكن لا حسنة له في الآخرة‏.
‏ وقد تقدم هذا المعنى في {‏براءة‏}‏ مستوفى‏.
‏ وقيل‏:‏ المراد بالآية المؤمنون؛ أي من أراد بعمله ثواب الدنيا عجل له الثواب ولم ينقص شيئا في الدنيا، وله في الآخرة العذاب لأنه جرد قصده إلى الدنيا، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات‏)‏ فالعبد إنما يعطي على وجه قصده، وبحكم ضميره؛ وهذا أمر متفق عليه في الأمم بين كل ملة‏.
‏ وقيل‏:‏ هو لأهل الرياء؛ وفي الخبر أنه يقال لأهل الرياء‏:‏ ‏[صمتم وصليتم وتصدقتم وجاهدتم وقرأتم ليقال ذلك فقد قيل ذلك‏]‏ ثم قال‏:‏ ‏(‏إن هؤلاء أول من تسعر بهم النار‏)‏‏.
‏ رواه أبو هريرة، ثم بكى بكاء شديدا وقال‏:‏ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، {‏من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها‏}‏ وقرأ الآيتين، خرجه مسلم ‏[‏في صحيحه‏]‏ بمعناه والترمذي أيضا‏.
‏ وقيل‏:‏ الآية عامة في كل من ينوي بعمله غير الله تعالى، كان معه أصل إيمان أو لم يكن؛ قال مجاهد وميمون بن مهران، وإليه ذهب معاوية رحمه الله تعالى‏.
‏ وقال ميمون بن مهران‏:‏ ليس أحد يعمل حسنة إلا وفي ثوابها؛ فإن كان مسلما مخلصا وفي في الدنيا والآخرة، وإن كان كافرا وفي في الدنيا‏.
‏ وقيل‏:‏ من كان يريد ‏[‏الدنيا‏]‏ بغزوه مع النبي صلى الله عليه وسلم وفِّيْهَا، أي وفي أجر الغزاة ولم ينقص منها؛ وهذا خصوص والصحيح العموم‏.
‏ الثانية: قال بعض العلماء‏:‏ معنى هذه الآية قوله عليه السلام‏:‏ ‏(‏إنما الأعمال بالنيات‏)‏ وتدلك هذه الآية على أن من صام في رمضان لا عن رمضان لا يقع عن رمضان، وتدل على أن من توضأ للتبرد والتنظف لا يقع قربة عن جهة الصلاة، وهكذا كل ما كان في معناه‏.
‏ الثالثة: ذهب أكثر العلماء إلى أن هذه الآية مطلقة؛ وكذلك الآية التي في ‏{‏الشورى‏}‏ ‏}‏من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها‏} [‏الشورى‏:‏ 20‏]‏ الآية‏.
‏ وكذلك ‏{‏ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها‏} [‏آل عمران‏:‏ 145‏]‏ قيدها وفسرها التي في ‏(سبحان‏) {‏من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد‏}‏ الإسراء‏:‏ 18‏]‏ إلى قوله‏{‏محظورا‏}‏ [الإسراء‏:‏ 20‏]‏ فأخبر سبحانه أن العبد ينوي ويريد والله سبحانه يحكم ما يريد، وروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏‏في قوله ‏{‏من كان يريد الحياة الدنيا‏}‏ أنها منسوخة بقوله ‏{‏من كان يريد العاجلة‏}‏‏‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 18‏]‏‏.
‏ والصحيح ما ذكرناه؛ وأنه من باب الإطلاق والتقييد؛ ومثله قوله ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏} [‏البقرة‏:‏ 186‏]‏ فهذا ظاهره خبر عن إجابة كل داع دائما على كل حال، وليس كذلك؛ لقوله تعالى‏ {‏فيكشف ما تدعون إليه إن شاء‏} [‏الأنعام‏:‏ 41‏]‏ والنسخ في الأخبار لا يجوز؛ لاستحالة تبدل الواجبات العقلية، ولاستحالة الكذب على الله تعالى فأما الإخبار عن الأحكام الشرعية فيجوز نسخها على خلاف فيه، على ما هو مذكور في الأصول؛ ويأتي في ‏{‏النحل‏}‏ بيانه إن شاء الله تعالى‏.

تفسير ابن كثير قال ابن عباس: إن أهل الرياء يعطون بحسناتهم في الدنيا، وذلك أنهم لا يظلمون نقيراً، يقول: من عمل صالحاً التماس الدنيا صوماً أو صلاة لا يعمله إلا التماس الدنيا، أوفيّه الذي التمس في الدنيا من المثابة وحبط عمله الذي كان يعمله وهو في الآخرة من الخاسرين، وقال أنَس والحسن: نزلت في اليهود والنصارى، وقال مجاهد: نزلت في أهل الرياء، وقال قتادة: من كانت الدنيا همه ونيته وطلبته، جازاه اللّه بحسناته في الدنيا، ثم يفضي إلى الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء؛ وأما المؤمن فيجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة، كما قال تعالى: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا}، وقال تعالى: {من كان يرد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি