نتيجة البحث: تفسير الآية و صورتها و تلاوتها


سورة الأنفال آية 5
كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ

التفسير الميسر كما أنكم لما اختلفتم في المغانم فانتزعها الله منكم، وجعلها إلى قَسْمه وقَسْم رسوله صلى الله عليه وسلم، كذلك أمرك ربك -أيها النبي- بالخروج من "المدينة" للقاء عِيْر قريش، وذلك بالوحي الذي أتاك به جبريل مع كراهة فريق من المؤمنين للخروج.

تفسير الجلالين
5 - (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) متعلقٌ بأخرج (وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون) الخروج والجملة حالٌ من كافِ أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجك في حال كراهتهم وقد كان خيراً لهم فكذلك أيضاً وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلو مكة ليذبوا عنها وهم النفير وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت فقيل لأبي جهل ارجع فأبى وسار إلى بدر فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال إن الله وعدني إحدى الطائفتين فوافقوه على قتال النفير وكره بعضهم ذلك وقالوا لم نستعد له كما قال تعالى

تفسير القرطبي
قوله تعالى: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} قال الزجاج : الكاف في موضع نصب؛ أي الأنفال ثابتة لك كما أخرجك ربك من بيتك بالحق.
أي مثل إخراجك ربك من بيتك بالحق.
والمعنى : امض لأمرك في الغنائم ونفل من شئت وإن كرهوا؛ لأن بعض الصحابة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين جعل لكل من أتى بأسير شيئا قال : يبقى أكثر الناس بغير شيء.
فموضع الكاف في {كما} نصب كما ذكرنا.
وقال الفراء أيضا.
قال أبو عبيدة : هو قسم، أي والذي أخرجك؛ فالكاف بمعنى الواو، وما بمعنى الذي.
وقال سعيد بن مسعدة : المعنى أولئك هم المؤمنون حقا كما أخرجك ربك من بيتك بالحق.
قال وقال بعض العلماء {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق} فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.
وقال عكرمة : المعنى أطيعوا الله ورسوله كما أخرجك.
وقيل {كما أخرجك} متعلق بقوله {لهم درجات} المعنى : لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.
أي هذا الوعد للمؤمنين حق في الآخرة كما أخرجك ربك من بيتك بالحق الواجب له؛ فأنجزك وعدك.
وأظفرك بعدوك وأوفى لك؛ لأنه قال عز وجل {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} [الأنفال : 7].
فكما أنجز هذا الوعد في الدنيا كذا ينجزكم ما وعدكم به في الآخرة.
وهذا قول حسن ذكره النحاس واختاره.
وقيل : الكاف في {كما} كاف التشبيه، ومخرجه على سبيل، المجازاة؛ كقول القائل لعبده : كما وجهتك إلى أعدائي فاستضعفوك وسألت مددا فأمددتك وقويتك وأزحت علتك، فخذهم الآن فعاقبهم بكذا.
وكما كسوتك وأجريت عليك الرزق فاعمل كذا وكذا.
وكما أحسنت إليك فاشكرني عليه.
فقال : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وغشاكم النعاس أمنة منه - يعني به إياه ومن معه - وأنزل من السماء ماء ليطهركم به، وأنزل عليكم من السماء ملائكة مردفين؛ فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان.
كأنه يقول : قد أزحت عللكم، وأمددتكم بالملائكة فاضربوا منهم هذه المواضع، وهو المقتل؛ لتبلغوا مراد الله في إحقاق الحق وإبطال الباطل.
والله أعلم.
{وإن فريقا من المؤمنين لكارهون} أي لكارهون ترك مكة وترك أموالهم وديارهم.

تفسير ابن كثير روى ابن أبي حاتم قال: خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى بدر، حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: (كيف ترون؟) فقال أبو بكر: يا رسول اللّه بلغنا أنهم بمكان كذا وكذا، قال: ثم خطب الناس فقال: (كيف ترون؟) فقال عمر: مثل قول أبي بكر، ثم خطب الناس فقال: (كيف ترون؟) فقال سعد بن معاذ: يا رسول اللّه إيانا تريد؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم، ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لنسيرن معك، ولا نكون كالذين قالوا لموسى: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر، وأحدث اللّه إليك غيره، فانظر الذي أحدث اللّه إليك فامض له، فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، فنزل القرآن على قول سعد: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون} ""أخرجه ابن أبي حاتم من حديث محمد بن عمرو بن علقمة بن أبي وقاص الليثي عن أبيه عن جده""الآيات، وقال ابن عباس: لما شاور النبي صلى اللّه عليه وسلم في لقاء العدو، وقال له سعد بن عبادة ما قال، وذلك يوم بدر أمر الناس أن يتهيأوا للقتال وأمرهم بالشوكة، فكره ذلك أهل الإيمان، فأنزل اللّه: {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون}، وقال مجاهد: يجادلونك في الحق: في القتال للقاء المشركين. عن عكرمة عن ابن عباس قال، قيل لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين فرغ من بدر: عليك بالعير ليس دونها شيء. فناداه العباس بن عبد المطلب وهو أسير في وثاقه: إنه لا يصلح لك، قال: ولم؟ قال: لأن اللّه عزَّ وجلَّ إنما وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك اللّه ما وعدك ""أخرجه الإمام أحمد قال ابن كثير: إسناده جيد ولم يخرجه أحد من أهل الكتب الستة"". ومعنى قوله تعالى: {وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم} أي يحبون أن الطائفة التي لا منعة ولا قتال تكون لكم وهي العير، {ويريد اللّه أن يحق الحق بكلماته} أي هو يريد أن يجمع بينكم وبين الطائفة التي لها الشوكة والقتال ليظفركم بهم وينصركم عليهم، ويظهر دينه، ويرفع كلمة الإسلام، ويجعله غالبا على الأديان، وهو أعلم بعواقب الأمور، وهو الذي يدبركم بحسن تدبيره، وإن كان العباد يحبون خلاف ذلك فيما يظهر لهم. وقال محمد بن إسحاق رحمه اللّه: لما سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأبي سفيان مقبلا من الشام ندب المسلمين إليهم، وقال: هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل اللّه أن ينفلكموها، فانتدب الناس فخف بعضهم، وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يلقى حربا، وكان أبو سفيان قد استنفر حين دنا من الحجاز، يتجسس الأخبار، ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه إلى أهل مكة وأمره أن يأتي قريشا، فسيتنفرهم إلى أموالهم، ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة، وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أصحابه حتى بلغ واديا يقال له ذفران، فخرح منه، حتى إذا كان ببعضه نزل، وأتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الناس، وأخبرهم عن قريش، فقام أبو بكر رضي اللّه عنه فقال فأحسن، ثم قام عمر رضي اللّه عنه، فقال فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول اللّه امض لما أمرك اللّه به فنحن معك، واللّه لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد - يعني مدينة الحبشة - لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خيرا، ودعا له بخير، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (أشيروا علي أيها الناس) وإنما يريد الأنصار، وذلك أنهم كانوا عدد الناس، وذلك أنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا: يا رسول اللّه، إنا براء من ذمامك حتى تصل إلى دارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمامنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا، ونساءنا وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتخوف أن لا تكون الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم، فلما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك، قال له سعد بن معاذ: واللّه لكأنك تريدنا يا رسول اللّه؟ قال: (أجل)، فقال: فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول اللّه لما أمرك اللّه، فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما يتخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، ولعل اللّه يريك، ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة اللّه، فسر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقول سعد، ونشطه ذلك، ثم قال: (سيروا على بركة اللّه وأبشروا فإن اللّه قد وعدني إحدى الطائفتين، واللّه لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)، وروى العوفي عن ابن عباس نحو هذا، وكذلك قال السدي وقتادة وعبد الرحمن بن أسلم وغير واحد من علماء السلف والخلف، اختصرنا أقوالهم اكتفاء بسياق محمد بن إسحاق.

ِترجمة معني الآية

ِاردو | Espanol | Française | English | Malaysian | Indonesian | বাঙালি