مفردات ألفاظ القرآن الكريم

غ_غبر

غبر - الغابر: الماكث بعد مضي ما هو معه. قال: { إلا عجوزا في الغابرين } [الشعراء/171]، يعني: فيمن طال أعمارهم، وقيل: فيمن بقي ولم يسر مع لوط. وقيل: فيمن بقي بعد في العذاب، وفي آخر: { إلا امرأتك كانت من الغابرين } [العنكبوت/33]، وفي آخر: { قدرنا إنها لمن الغابرين } [الحجر/ 60]، ومنه: الغبرة: البقية في الضرع من اللبن، وجمعه: أغبار، وغبر الحيض، وغبر الليل. والغبار: ما يبقى من التراب المثار، وجعل على بناء الدخان والعثار ونحوهما من البقايا، وقد غبر الغبار، أي: ارتفع، وقيل: للماضي غابر، وللباقي غابر (قال ابن الأنباري: الغابر حرف من الأضداد. يقال: غابر للماضي، وغابر للباقي.

انظر: الأضداد ص 129)، فإن يك ذلك صحيحا، فإنما قيل للماضي غابر تصورا بمضي الغبار عن الأرض، وقيل للباقي غابر تصورا بتخلف الغبار عن الذي يعدو فيخلفه، ومن الغبار اشتق الغبرة: وهو ما يعلق بالشيء من الغبار وما كان على لونه، قال: { ووجوه يومئذ عليها غبرة } [عبس/40]، كناية عن تغير الوجه للغم، كقوله: { ظل وجهه مسودا } [النحل/58]، يقال: غبر غبرة، واغبر واغبار، قال طرفة: - 337 - رأيت بني غبراء لا ينكرونني (شطر بيت من معلقته، وعجزه: ولا أهل هذاك الطرف الممدد وهو في ديوانه ص 31؛ وشرح القصائد المشهورات 1/79) أي: بني المفازة المغبرة، وذلك كقولهم: بنو السبيل. وداهية غبراء؛ إما من قولهم: غبر الشيء. وقع في الغبار كأنها تغبر الإنسان، أو من الغبر، أي: البقية، والمعنى: داهية باقية لا تنقضي، أو من غبرة اللون فهو كقولهم: داهية زباء (يقال: داهية دهواء، وزباء، وشعراء، وغبراء) أو من غبرة اللبن فكلها الداهية التي إذا انقضت بقي لها أثر، أو من قولهم: عرق غبر، أي ينتفض مرة بعد أخرى، وقد غبر العرق، والغبيراء: نبت معروف، وثمر على هيئته ولونه.