مفردات ألفاظ القرآن الكريم

ش_شرع

شرع - الشرع: نهج الطريق الواضح.

يقال: شرعت له طريقا، والشرع: مصدر، ثم جعل اسما للطريق النهج فقيل له: شرع، وشرع، وشريعة، واستعير ذلك للطريقة الإلهية. قال تعالى: { لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا } [المائدة/48]، فذلك إشارة إلى أمرين: أحدهما: ما سخر الله تعالى عليه كل إنسان من طريق يتحراه مما يعود إلى مصالح العباد وعمارة البلاد، وذلك المشار إليه بقوله: { ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } [الزخرف/32].

والثاني: ما قيض له من الدين وأمره به ليتحراه اختيارا مما تختلف فيه الشرائع، ويعترضه النسخ، ودل عليه قوله: { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } [الجاثية/18]. قال ابن عباس: الشرعة: ما ورد به القرآن، والمنهاج ما ورد به السنة (انظر: البصائر 3/309؛ وتفسير الماوردي 1/51)، وقوله تعالى: { شرع لكم من الدين ما وصى بها نوحا } [الشورى/ 13]. فإشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها الملل، فلا يصح عليها النسخ كمعرفة الله تعالى: ونحو ذلك من نحو ما دل عليه قوله: { ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر } [النساء/136]. قال بعضهم: سميت الشريعة تشبيها بشريعة الماء (وهذا قول الليث بن المظفر، وهو الذي نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين، وقيل: هو أكمله. انظر: اللسان (شرع) ؛ والعين 1/252) من حيث إن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة روي وتطهر، قال: وأعني بالري ما قال بعض الحكماء: كنت أشرب فلا أروى، فلما عرفت الله تعالى رويت بلا شرب. وبالتطهر ما قال تعالى: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب/33]، وقوله تعالى: { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا } [الأعراف/163]، جمع شارع. وشارعة الطريق جمعها: شوارع، وأشرعت الرمح قبله، وقيل: شرعته فهو مشروع، وشرعت السفينة: جعلت لها شراعا ينقذها، وهم في هذا الأمر شرع، أي: سواء. أي: يشرعون فيه شروعا واحدا. و (شرعك) من رجل زيد، كقولك: حسبك. أي: هو الذي تشرع في أمره، أو تشرع به في أمرك، والشرع خص بما يشرع من الأوتار على العود.