مفردات ألفاظ القرآن الكريم

ر_رأى

رأى - رأى: (وقد أخذ المصنف جل هذا الباب من المسائل الحلبيات للفارسي ولخصه، انظر: المسائل الحلبيات ص 42 - 90) عينه همزة، ولامه ياء، لقولهم: رؤية، وقد قلبه الشاعر فقال: - 207 - وكل خليل راءني فهو قائل *** من أجلك: هذا هامة اليوم أو غد (البيت لكثير غزة من قصيدة له مطلعها: تظل ابنة الضمري في ظل نعمة *** إذا ما مشت من فوق صرح ممرد وهو في ديوانه ص 435، واللسان: (رأى) ؛ والأغاني 15/111؛ والأضداد لابن الأنباري ص 325؛ والمسائل الحلبيات ص 47) وتحذف الهمزة من مستقبله (قال سيبويه: ومما حذف في التخفيف لأن ما قبله ساكن قوله: أرى وترى ونرى. انظر: الكتاب 2/165)، فيقال: ترى ويرى ونرى، قال: { فإما ترين من البشر أحدا } [مريم/26]، وقال: { أرنا اللذين أضلانا من الجن والأنس } [فصلت/29]، وقرئ: { أرنا } (وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو بخلفه، وهشام وابن ذكوان وأبو بكر ويعقوب. الإتحاف 382). والرؤية: إدراك المرئي، وذلك أضرب بحسب قوى النفس: والأول: بالحاسة وما يجري مجراها، نحو: { لترون الجحيم *** ثم لترونها عين اليقين } [التكاثر/6 - 7]، { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله } [الزمر/60]، وقوله: { قسيرى الله عملكم } [التوبة/105] فإنه مما أجري مجرى الرؤية الحاسة، فإن الحاسة لا تصح على الله، تعالى عن ذلك، وقوله: { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } [الأعراف/27].

والثاني: بالوهم والتخيل، نحو: أرى أن زيدا منطلق، ونحو قوله: { ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا } [الأنفال/50].

والثالث: بالتفكر، نحو: { أني أرى ما لا ترون } [الأنفال/48].

والرابع: بالعقل، وعلى ذلك قوله: { وماكذب الفؤاد ما رأى } [النجم/11]، وعلى ذلك حمل قوله: { ولقد رآه نزلة أخرى } [النجم/13].

ورأى إذا عدي إلى مفعولين اقتضى معنى العلم، نحو: { ويرى الذين أوتوا العلم } [سبأ/6]، وقال: { إن ترن أنا أقل منك } [الكهف/39]، ويجري (أرأيت) مجرى أخبرني، فيدخل عليه الكاف، ويترك التاء على حالته في التثنية، والجمع، والتأنيث، ويسلط التغيير على الكاف دون التاء، قال: { أرأيتك هذا الذي } [الإسراء/62]، { قل أرأيتكم } [الأنعام/40]، وقوله: { أرأيت الذي ينهى } [العلق/9]، { قل أرأيتم ما تدعون } [الأحقاف/4]، { قل أرأيتم إن جعل الله } [القصص/71]، { قل أرأيتم إن كان } [الأحقاف/10]، { أرأيت إذ أوينا } [الكهف/63]، كل ذلك فيه معنى التنبيه.

والرأي: اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة الظن، وعلى هذا قوله: { يرونهم مثليهم رأي العين } [آل عمران/13]، أي: يظنونهم بحسب مقتضى مشاهدة العين مثليهم، تقول: فعل ذلك رأي عيني، وقيل: راءة عيني. والروية والتروية: التفكر في الشيء، والإمالة بين خواطر النفس في تحصيل الرأي، والمرتئي والمروي: والمتفكر، وإذا عدي رأيت بإلى اقتضى معنى النظر المؤدي إلى الاعتبار، نحو: { ألم تر إلى ربك } [الفرقان/45]، وقوله: { بما أراك الله } [النساء/105]، أي: بما علمك. والراية: العلامة المنصوبة للرؤية. ومع فلان رئي من الجن، وأرأت الناقة فهي مرء: إذا أظهرت الحمل حتى يرى صدق حملها. والرؤيا: ما يرى في المنام، وهو فعلى، وقد يخفف فيه الهمزة فيقال بالواو، وروي: (لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا) (الحديث تقدم في مادة (بشر) ). قال: { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق } [الفتح/27]، { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك } [الإسراء/60]، وقوله: { فلما تراءى الجمعان } [الشعراء/61]، أي: تقاربا وتقابلا حتى صار كل واحد منهما بحيث يتمكن من رؤية الآخر، ويتمكن الآخر من رؤيته. ومنه قوله: (لا تتراءى نارهما) (الحديث عن قيس بن أبي حازم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى قوم من خثعم، فاستعصموا بالسجود فقتلوا، فقضى رسول الله بنصف العقل، وقال: (إني بريء من كل مسلم مع مشرك)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا لا تراءى نارهما). أخرجه النسائي 8/36.

وأخرجه أبو داود في الجهاد برقم (2645) ولفظه: (أنا بريء من كل مسلم مقيم بين أظهر المشركين، لا تتراءى نارهما) والترمذي في أبواب السير. انظر: عارضة الأحوذي 8/104، والحديث صحيح لكن اختلف في وصله وإرساله. وانظر: شرح السنة 10/373). ومنازلهم رئاء، أي: متقابلة. وفعل ذلك رئاء الناس، أي: مراءاة وتشيعا. والمرآة ما يرى فيه صورة الأشياء، وهي مفعلة من: رأيت، نحو: المصحف من صحفت، وجمعها مرائي، والرئة: العضو المنتشر عن القلب، وجمعه من لفظه رؤون، وأنشد (أبو زيد) : - 208 - فغظناهمو حتى أتى الغيظ منهمو *** قلوبا وأكبادا لهم ورئينا (البيت في اللسان (رأى)، دون نسبة؛ وهو في نوادر أبي زيد ص 195.

والبيت للأسود بن يعفر في ديوانه ص 63، والمسائل الحلبيات للفارسي ص 61؛ والتكملة له ص 428) ورئته: إذا ضربت رئته.