باب ذكر جملة عدد كلم القرآن وحروفه واختلاف الآيات عن السلف وبالله التوفيق

باب ذكر جملة عدد كلم القرآن وحروفه واختلاف الآيات عن السلف وبالله التوفيق
أخبرنا فارس بن أحمد المقرىء قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل بن شاذان قال جميع كلم القرآن في قول عطاء بن يسار سبعة وسبعون ألفا وأربع مئة وتسع وثلاثون كلمة وحروفه ثلاث مئة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا
قال الفضل وأخبرنا أبو عبد الله يعني محمد بن أيوب قال أنا نعيم بن حماد قال أنا محمد بن ثور عن ابن جريج قال حسبوا حروف القرآن وفيهم حميد بن قيس فعرضوه على مجاهد وسعيد بن جبير فلم يخطئوهم فبلغ ما عدوا ثلاث مئة ألف حرف وثلاثة وعشرين ألف حرف وست مئة حرف وأحدا وسبعين حرفا
قال الفضل وأخبرنا الحلواني قال أنا عبد الله بن ذكوان قال أنا أيوب بن تميم القارىء عن يحيى بن الحارث الذماري جميع حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف وخمس مئة وثلاثة وثلاثون حرفا
قال الفضل وأخبرنا أحمد بن يزيد قال أنا عبد الرحمن بن صالح عن يحيى بن آدم قال أنا يزيد بن سحيم عن حمزة الزيات أنه أملى من كتابه جميع حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومئتا حرف وخمسون حرفا

قال الفضل وأخبرنا أحمد قال أنا يزيد بن النضر قال أنا شهاب بن شرنفة المجاشعي عن راشد أبي محمد الحماني أنهم عدوا حروف القرآن فوجدوه ثلاث مئة ألف حرف وستين ألف حرف وثلاثة وعشرين حرفا
قال الحافظ حدثنا إبراهيم بن خطاب اللمائي قال أنا أحمد بن خالد قال أنا سليم بن الفضل قال أنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال أنا عمر بن شيبة قال حدثني أبو بكر العليمي قال أنا عبد الله بن بكر السهمي قال أنا عمرو ابن المنخل السدوسي عن مطهر بن خالد الربعي عن سلام أبي محمد الحماني أن الحجاج بن يوسف جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال أخبروني عن القرآن كله كم من حرف فيه قال وكنت فيهم فحسبنا جميعنا على أن القرآن ثلاث مئة ألف حرف وأربعون ألف حرف وسبع مئة حرف ونيف وأربعون حرفا
قال الحافظ اخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن عثمان قال أنا الفضل قال أنا محمد بن يحيى القطعي عن محمد بن عمر الرومي قال عدد كلام القرآن ستة وسبعون ألف كلمة وست مئة وإحدى وأربعون كلمة وعدد حروفه ثلاث مئة ألف حرف وثلاث وستون ألف حرف وثلاثة وعشرون حرفا
قال الحافظ أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد قال أنا أبو بكر قال أنا الفضل قال أنا أبو عبد الله محمد بن حميد قال أنا عمر بن هارون عن عثمان ابن عطاء عن أبيه عن ابن عباس قال وجميع حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وست مئة حرف وأحد وسبعون حرفا

قال الحافظ أخبرنا فارس بن أحمد قال أنا أحمد قال أنا أبو بكر قال أنا الفضل قال حدثت عن ابن أبي بزة قال أنا عكرمة بن سليمان عن إسماعيل بن عبد الله عن عبد الله بن كثير عن مجاهد هذا ما أحصينا من القرآن وهو ثلاث مئة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومئة وثمانية وثمانون حرفا النصف من ذلك مئة ألف حرف وستون ألفا وخمس مئة وأربعة وتسعون حرفا وثلثه مئة ألف حرف وسبعة آلاف حرف وثمانية وستون حرفا وربعه ثمانون ألفا ومئتان وسبعة وتسعون حرفا وخمسه أربعة وستون ألفا ومئتان وسبعة وثلاثون حرفا وسدسه ثلاثة وخمسون ألفا وخمس مئة وأحد وثلاثون حرفا وسبعه خمسه وأربعون ألفا وثماني مئة وأربعة وثمانون حرفا وثمنه أربعون ألفا ومئة وتسعة وأربعون حرفا وتسعه خمسة وثلاثون ألفا وست مئة وثمانية وثمانون حرفا وعشره اثنان وثلاثون ألفا ومئة وتسعة عشر حرفا
قال الحافظ رحمه الله تعالى وقد تناول بعض علمائنا من المتأخرين عد حروف القرآن مجملا ومفصلا إذ رأى الآثار تضطرب في جملة عددها وعدد ما في السور منها ولم يدر السبب الموجب لذلك وبنى على حال استقرارها في التلاوة دون حال صورتها في الكتابة وحصل ذلك بزعمه في الجملة والتفصيل على مذهب كل واحد من أئمة القراء السبعة فذكر تفاوتا عظيما في جملة العدد وفي السور على ما ذكره المتقدمون وأحصاه السابقون وذلك من حيث كانت الكلمة قد تزيد أحرفها في اللفظ على ما هي عليه في الرسم فأتعب نفسه فيما تناوله وأجهد خاطره فيما قصده إذ كان ذلك خلافا لما ذهب إليه السلف وعدولا عما قصدوا إليه من عدد الحروف وتحصيلها على حال صور الكلم في الرسم دون استقرارهن في اللفظ وكان الذي دعاهم إلى ذلك مع ما فيه من تعظيم القرآن وتبجيله وحياطته من مدخل الزيادة والنقصان فيه التعريف بما لقارىء القرآن إذا هو تلاه كله أو بعضه من الحسنات إذ كان له بكل حرف منه عشر حسنات
قال الحافظ رحمه الله تعالى ومن الدليل على صحة ما قلناه من أنهم عدوا الحروف على حال الرسم دون اللفظ بخلاف ما ذهب إليه من تقدم ذكره ما حدثناه محمد بن خليفة الإمام قال أنا محمد بن الحسين بن عبد الجبار قال أنا شجاع بن مخلد

قال أنا حجاج بن المنهال قال أنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص وأبي البختري
ح وحدثنا خلف بن إبراهيم قال أنا أحمد بن محمد المكي قال أنا علي بن عبد العزيز قال أنا القاسم بن سلام قال أنا حجاج عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أن عاصم بن بهدلة أخبره عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال تعلموا القرآن واتلوه فإنكم تؤجرون فيه بكل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف ولام وميم ثلاثون حسنة هذا لفظ حديث عاصم وفي حديث عطاء بن السائب ولكن بالألف عشرا وباللام عشرا وبالميم عشرا
ألا ترى أن صورة الميم في الكتابة ثلاثة أحرف ألف ولام وميم وهي في التلاوة تسعة أحرف ألف ولام وفاء ولام وألف وميم وميم وياء وميم فلو كانت الكلمة إنما تعد حروفها على حال استقرارها في اللفظ دون الرسم لوجب ان يكون لقارىء ألم تسعون حسنة إذ هي في اللفظ تسعة أحرف فلما قال الصحابي وبعضهم يرفعه إنها ثلاثة احرف وإن لقارئها ثلاثين حسنة لكل حرف منها عشر حسنات ثبت أن حروف الكلم إنما تعد على حال صورهن في الكتابة دون اللفظ فإن الثواب جار على ذلك وإذا ثبت ذلك بطل ما ذهب إليه من تقدمنا بذكره
قال الحافظ رحمه الله تعالى فإن قال قائل إذا كان الأمر على ما بينته وأوضحت صحته فما سبب اختلاف الروايات واضطرابها عن السلف في جملة عدد الكلم والحروف
قلت سبب اختلافها واضطرابها واقع عندنا من جهة مرسوم الكلم في المصاحف

الموجه بها إلى الأمصار من عثمان رضي الله عنه إذ كن يختلفن فيه بالزيادة والنقصان والحذف والإتمام والقطع والوصل كثيرا ألا ترى أن قوله ( / كلما جاء أمة رسولها / ) و ( ) أين ما تكونوا ( ) و ( ) أن لا إله إلا أنت ( ) و ( / لكيلا تأسوا / ) وشبه ذلك قد جاء في بعضها مقطوعا وفي بعضها موصولا فمن قطعه عده كلمتين ومن وصله عده كلمة واحدة وهكذا رسموا في بعضها في سورة البقرة إبراهيم جميع ما فيها بغير ياء ورسموا ذلك في بعضها بالياء ورسموا في بعضها في سورة الرحمن تكذبان من أولها إلى آخرها بغير ألف وفي بعضها بالألف إلى غير ذلك مما يكثر تعداده ويتعذر إحصاؤه فمن أثبت الياء والألف في ذلك عدها ومن لم يثبتها لم يعدها فلهذا وقع الاختلاف وتفاوت العدد في جملة الكلم والحروف والله أعلم
فإن قال قائل فإذا كان اختلاف مرسوم المصاحف هو السبب الموجب لورود الاختلاف عن السلف في ذلك فلم اختلفوا في كلم فاتحة الكتاب وحروفها والمصاحف متفقة على مرسومها قلت ذلك فيها من قبل المرسوم بل من قبل اختلافهم في التسمية في أولها هل هي منها أم ليست منها فمن قال منهم هي منها وعدها آية فاصلة لذلك عد كلمها تسعا وعشرين وحروفها مئة وأحدا وأربعين ومن قال ليست منها ولم يعدها آية عد كلمها خمسا وعشرين وحروفها مئة واثنتين وعشرين
فإن قال فلم عد حروفها عطاء بن يسار المدني مئة وعشرين وعدها غيره

منهم مئة واثنين وعشرين قلت من قبل الألف في قوله ( ) الصراط ( و ) صراط ( ) ثابتة رسما في بعض مصاحفهم في الكلمات وساقطة رسما في بعضها ولمثل ذلك من اختلاف مرسوم المصاحف ورد الاختلاف في كثير من السور وحروفها وكل ذلك على اختلافه غير مدفوع صحته ولا مردود على ناقله من الأئمة والموقوف عليه من السلف إذ سببه ما ذكرناه وبينا صحته
فإن قال فما الفرق بين الكلمة والحرف قلت الفرق بينهما أن الكلمة هي الصورة القائمة بجميع ما يختلط بها من الشبهات والحرف هو الشبهة وحدها وقد تسمى الكلمة حرفا ويسمى الحرف كلمة على طريق المجاز والاتساع وفي الخبر الذي ذكرناه عن ابن مسعود في (