مشكل إعراب القرآن

7 - تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف

من جعل {المص} فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ كَانَ كتاب خَبره وَيجوز أَن تضمر الْخَبَر وترفع كتابا على إِضْمَار مُبْتَدأ

قَوْله {وذكرى} فِي مَوضِع رفع على الْعَطف على كتاب وَإِن شِئْت على إِضْمَار مُبْتَدأ وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب على الْمصدر أَو على أَن تعطفها على مَوضِع الْهَاء فِي بِهِ وَقيل ذكرى فِي مَوضِع خفض عطف على لتنذر لِأَن مَعْنَاهُ الْإِنْذَار فتعطف على الْمَعْنى

قَوْله {قَلِيلا مَا تذكرُونَ} و {قَلِيلا مَا تؤمنون} وَنَحْوه هُوَ مَنْصُوب بِالْفِعْلِ الَّذِي بعده وَمَا زَائِدَة وَتَقْدِير النصب أَنه نعت لمصدر مَحْذُوف أَو لظرف مَحْذُوف تَقْدِيره تذكرا قَلِيلا تذكرُونَ أَو وقتا قَلِيلا تذكرُونَ فَإِن جعلت مَا وَالْفِعْل مصدرا لم يحسن أَن تنصب قَلِيلا بِالْفِعْلِ الَّذِي بعده لِأَنَّك تقدم الصِّلَة على الْمَوْصُول

قَوْله {وَكم من قَرْيَة} كم فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ لاشتغال الْفِعْل بالضمير وَهُوَ أهلكناها وَمَا بعْدهَا خَبَرهَا وَهِي خبر وَيجوز أَن تكون فِي مَوضِع نصب بإضمار فعل بعْدهَا تَقْدِيره وَكم أهلكنا من قَرْيَة أهلكناها وَلَا يجوز أَن تقدر الْفِعْل الْمُضمر قبلهَا لِأَنَّهَا لَا يعْمل فِيهَا مَا قبلهَا لمضارعتها كم فِي الِاسْتِفْهَام وَلِأَن لَهَا صدر الْكَلَام إِذْ هِيَ نقيضة رب الَّتِي لَهَا صدر الْكَلَام أَيْضا وَتَقْدِير الْآيَة وَكم من قَرْيَة أردنَا إهلاكها فَجَاءَهَا بأسنا كَمَا قَالَ فَإِذا قَرَأت الْقُرْآن فاستعذ بِاللَّه أَي فَإِذا أردْت قِرَاءَة الْقُرْآن فاستعذ بِاللَّه

قَوْله {بياتا} مصدر فِي مَوضِع الْحَال

وَقَوله {أَو هم قَائِلُونَ} ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال من الْقرْيَة

قَوْله {إِلَّا أَن قَالُوا} أَن فِي مَوضِع نصب خبر كَانَ ودعواهم الِاسْم وَيجوز أَن تكون أَن فِي مَوضِع رفع على اسْم كَانَ ودعواهم الْخَبَر مقدما

قَوْله {وَالْوَزْن يَوْمئِذٍ الْحق} الْحق نعت للوزن وَالْوَزْن مُبْتَدأ ويومئذ خَبره وَإِن شِئْت جعلت الْحق خَبرا عَن الْوَزْن ويومئذ ظرف ملغى تنصبه بِالْوَزْنِ وَيجوز نصب الْحق على الْمصدر ويومئذ خبر الْوَزْن فَإِذا جعلت الْحق خَبرا للوزن نصبت يَوْمئِذٍ على الظّرْف للوزن فَهُوَ عَامل فِيهِ وَإِن شِئْت على الْمَفْعُول على السعَة ويومئذ فِي صلَة الْمصدر فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَإِذا جعلت يَوْمئِذٍ خَبرا عَن الْوَزْن لم يكن فِي الصِّلَة وانتصب بِمَحْذُوف قَامَ يَوْمئِذٍ مقَامه تَقْدِيره وَالْوَزْن الْحق ثَابت يَوْمئِذٍ أَو مُسْتَقر يَوْمئِذٍ وَنَحْوه وَيحسن أَن يكون الْحق على هَذَا الْوَجْه بَدَلا من الْمُضمر الَّذِي فِي الظّرْف فَلَا يحسن تَقْدِيمه على الظّرْف وَإِن جعلت الْحق نعتا للوزن والظرف خَبرا للوزن جَازَ تَقْدِيم الْحق على الظّرْف وَلَا يجوز تَقْدِيم الْحق على الْوَزْن فِي الْوَجْهَيْنِ فَإِن جعلت الْحق خَبرا للوزن جَازَ تَقْدِيمه على الْوَزْن وَلَا يجوز تَقْدِيمه على الظّرْف لِأَن الظّرْف فِي صلَة الْوَزْن وَلَيْسَ الْحق الَّذِي هُوَ خبر الْوَزْن فِي صلته فَلَا يفرق بَين الصِّلَة والموصول بِخَبَر الِابْتِدَاء

قَوْله {معايش} جمع معيشة ووزنه مفاعل وَوزن معيشة مفعلة وَأَصلهَا معيشة ثمَّ ألقيت حَرَكَة الْيَاء على الْعين وَالْمِيم الزَّائِدَة لِأَنَّهَا من الْعَيْش فَلَا يحسن همزها لِأَنَّهَا أَصْلِيَّة كَانَ أَصْلهَا فِي الْوَاحِد الْحَرَكَة وَلَو كَانَت زَائِدَة أَصْلهَا فِي الْوَاحِد السّكُون لهمزتها فِي الْجمع نَحْو سفائن وَاحِدهَا سفينة على فعيلة فالياء زَائِدَة أَصْلهَا السّكُون وَكَذَلِكَ تهمز فِي الْجمع إِذا كَانَ مَوضِع الْيَاء ألفا أَو واوا زائدتين نَحْو عَجَائِز ورسائل لِأَن الْوَاحِد عَجُوز ورسالة وَقد روى خَارِجَة عَن نَافِع همز معايش ومجازه أَنه شبه الْيَاء الْأَصْلِيَّة بالزائدة فأجراها مجْراهَا وَفِيه بعد وَكثير من النَّحْوِيين لَا يُجِيزهُ

قَوْله {قَلِيلا مَا تشكرون} مثل قَلِيلا مَا تذكرُونَ

قَوْله {إِلَّا إِبْلِيس} نصب على الِاسْتِثْنَاء من غير الْجِنْس وَقيل هُوَ من الْجِنْس

قَوْله {مَا مَنعك أَلا تسْجد} مَا اسْتِفْهَام مَعْنَاهُ الْإِنْكَار وَهِي رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمَا بعْدهَا خَبَرهَا وَأَن فِي مَوضِع نصب بمنعك مفعول بهَا وَلَا زَائِدَة وَالتَّقْدِير أَي شَيْء مَنعك من السُّجُود فَفِي مَنعك ضمير الْفَاعِل يعود على مَا وَإِذ ظرف زمَان مَاض وَالْعَامِل فِيهِ تسْجد

قَوْله {لأقعدن لَهُم صراطك} أَي على صراطك بِمَنْزِلَة ضرب زيد الظّهْر والبطن أَي على الظّهْر والبطن

قَوْله {مذؤوما مَدْحُورًا} نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي اخْرُج

قَوْله {فتكونا} نصب على جَوَاب النَّهْي

قَوْله {إِلَّا أَن تَكُونَا} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض تَقْدِيره مَا نهاكما رَبكُمَا عَن هَذِه الشَّجَرَة إِلَّا كَرَاهَة أَن تَكُونَا أَو لِئَلَّا تَكُونَا وَالْهَاء فِي هَذِه بدل من يَاء وَهِي للتأنيث وَمن أجل أَنَّهَا بدل من يَاء انْكَسَرَ مَا قبلهَا وَبقيت بِلَفْظ الْهَاء فِي الْوَصْل وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب هَاء تَأْنِيث قبلهَا كسرة وَلَا هَاء تَأْنِيث تبقى بِلَفْظ الْهَاء فِي الْوَصْل غير هَذِه أَصْلهَا هاذي

قَوْله {لَكمَا لمن الناصحين} اللَّام فِي لَكمَا مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف تَقْدِيره اني نَاصح لَكمَا لمن الناصحين فَإِن جعلت الْألف وَاللَّام فِي الناصحين للتعريف وليستا بِمَعْنى الَّذِي جَازَ أَن تتَعَلَّق بالناصحين وَهُوَ قَول الْمَازِني ونداء الرب قد كثر حذف يَا مِنْهُ فِي الْقُرْآن وَعلة ذَلِك أَن فِي حذف يَا من نِدَاء الرب تَعَالَى معنى التَّعْظِيم لَهُ والتنزيه وَذَلِكَ أَن النداء فِيهِ طرف من معنى الْأَمر لِأَنَّك إِذا قلت يَا زيد فَمَعْنَاه تعال يَا زيد أَدْعُوك يَا زيد فحذفت يَا من نِدَاء الرب ليزول معنى الْأَمر وَينْقص لِأَن يَا تؤكده وَتظهر مَعْنَاهُ وَكَانَ فِي حذف يَاء التَّعْظِيم والإجلال والتنزيه للرب فَكثر حذفهَا فِي الْقُرْآن وَالْكَلَام فِي نِدَاء الرب لذَلِك الْمَعْنى

قَوْله {وَإِن لم تغْفر لنا} دخلت أَن على لم لِترد الْفِعْل إِلَى أَصله فِي لَفظه وَهُوَ الِاسْتِقْبَال لِأَن لم ترد الْمُسْتَقْبل إِلَى معنى الْمُضِيّ وَإِن ترد الْمَاضِي إِلَى معنى الِاسْتِقْبَال فَلَمَّا صَارَت لم وَلَفظ الْمُسْتَقْبل بعْدهَا بِمَعْنى الْمَاضِي ردتها إِن إِلَى الِاسْتِقْبَال لِأَن إِن ترد الْمَاضِي إِلَى معنى الِاسْتِقْبَال

قَوْله {جَمِيعًا} حَال من الْمُضمر فِي اهبطا

قَوْله {بَعْضكُم لبَعض عَدو} ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال أَيْضا وَكَذَلِكَ وَلكم فِي الأَرْض مُسْتَقر ومتاع إِلَى حِين

قَوْله {ولباس التَّقْوَى} من نَصبه عطفه على لِبَاس الْمَنْصُوب بأنزلنا وَمن رَفعه فعلى الِابْتِدَاء وَالْقطع مِمَّا قبله وَذَلِكَ نَعته أَو بدل مِنْهُ أَو عطف بَيَان عَلَيْهِ وَخير خَبره وَيجوز رفع لِبَاس على إِضْمَار مُبْتَدأ تَقْدِيره وَستر الْعَوْرَة لِبَاس التَّقْوَى أَي الْمُتَّقِينَ يُرِيد لِبَاس أهل التَّقْوَى ثمَّ حذف الْمُضَاف فَأَما من نصب لباسا فَإِن ذَلِك يكون إِشَارَة إِلَى اللبَاس أَو إِلَى كل مَا تقدم وَهِي مُبْتَدأ وَخير خَبره وَذَلِكَ إِذا نصبت لِبَاس التَّقْوَى وَيكون معنى الْآيَة فِي الرّفْع ولباس التَّقْوَى خير لكم عِنْد الله من لِبَاس الثِّيَاب الَّتِي هِيَ للزِّينَة وَقَالَ قد أنزلنَا عَلَيْكُم لباسا يَعْنِي مَا أنزلنَا من الْمَطَر فنبت بِهِ الْكَتَّان والقطن وَنبت بِهِ الْكلأ الَّذِي هُوَ سَبَب نَبَات الصُّوف والوبر وَالشعر على ظُهُور الْبَهَائِم وَهَذَا الْمَعْنى يُسمى التدريج لِأَنَّهُ تَعَالَى سمى الشَّيْء باسم مَا أندرج عَنهُ وَقد قيل فِي لِبَاس التَّقْوَى فِي قِرَاءَة من رفع انه لِبَاس الصُّوف والخشن مِمَّا يتواضع بِهِ لله تَعَالَى

قَوْله {لَا يفتننكم} مَعْنَاهُ اثبتوا على طَاعَة الله وَالرُّجُوع عَن مَعَاصيه مثل قَوْله فَلَا تموتن إِلَّا وَأَنْتُم مُسلمُونَ

قَوْله {ينْزع عَنْهُمَا} ينْزع فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي أخرج

قَوْله {من حَيْثُ} حَيْثُ مَبْنِيَّة وَإِنَّمَا بنيت لِأَنَّهَا لَا تدل على مَوضِع بِعَيْنِه وَلِأَن مَا بعْدهَا من تَمامهَا كالصلة والموصول وبنيت على حَرَكَة لِأَن قبل آخرهَا سَاكِنا وَكَانَ الضَّم أولى بحركتها لِأَنَّهَا غَايَة فَأعْطيت غَايَة الحركات وَهِي الضمة لِأَنَّهَا أقوى الحركات وَقيل بنيت على الضَّم لِأَن أَصْلهَا حوث فدلت الضمة على الْوَاو وَيجوز فتحهَا

قَوْله {مُخلصين} حَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي أَدْعُوهُ

قَوْله {كَمَا بَدَأَكُمْ} الْكَاف فِي مَوضِع نصب نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره تعودُونَ عودا مثل مَا بَدَأَكُمْ وَقيل تَقْدِيره تخرجُونَ خُرُوجًا مثل مَا بَدَأَكُمْ

قَوْله {فريقا هدى} نصب بهدى {وفريقا حق عَلَيْهِم الضَّلَالَة} نصب بإضمار فعل فِي معنى مَا بعده تَقْدِيره وأضل فريقا وتقف على تعودُونَ على هَذَا التَّقْدِير وان نصبت فريقا وفريقا على الْحَال من الْمُضمر فِي تعودُونَ لم تقف على تعودُونَ وتقف على الضَّلَالَة وَالتَّقْدِير كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ فِي هَذِه الْحَال وَقد قَرَأَ أبي بن كَعْب تعودُونَ فريقين فريقا هدى وفريقا حق عَلَيْهِم الضَّلَالَة فَهَذَا يبين أَنه نصب على الْحَال فَلَا تقف على تعودُونَ إِذا نصبت على الْحَال

قَوْله {فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا خَالِصَة} من رفع خَالِصَة وَهِي قِرَاءَة نَافِع وَحده رفع على خبر الْمُبْتَدَأ أَي هِيَ خَالِصَة وَيكون قَوْله للَّذين آمنُوا تبيينا للخلوص وَيجوز أَن يكون خَبرا ثَانِيًا لهي وَالْمعْنَى هِيَ تخلص للْمُؤْمِنين فِي يَوْم الْقِيَامَة وَمن نصب خَالِصَة نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي الَّذين وَالْعَامِل فِي الْحَال والاستقرار والثبات الَّذِي قَامَ للَّذين آمنُوا مقَامه فالظروف وحروف الْجَرّ تعْمل فِي الْأَحْوَال إِذا كَانَت أَخْبَارًا عَن الْمُبْتَدَأ لِأَن فِيهَا ضميرا يعود على الْمُبْتَدَأ وَلِأَنَّهَا قَامَت مقَام مَحْذُوف جَار على الْفِعْل هُوَ الْعَامِل فِي الْحَقِيقَة وَهُوَ الَّذِي فِيهِ الضَّمِير على الْحَقِيقَة أَلا ترى أَنَّك إِذا قلت زيد فِي الدَّار وثوب على زيد فتقديره زيد مُسْتَقر فِي الدَّار أَو ثَابت فِي الدَّار وثوب مُسْتَقر أَو ثَابت على زيد فَفِي ثَابت ومستقر ضمير مَرْفُوع يعود على الْمُبْتَدَأ فَإِذا حذفت ثَابتا أَو مُسْتَقرًّا وأقمت الظّرْف مقَامه أَو حرف الْجَرّ قَامَ مقَامه فِي الْعَمَل وانتقل الضَّمِير فَصَارَ مُقَدرا مُتَوَهمًا فِي الظّرْف وَفِي حرف الْجَرّ فأفهمه وَاللَّام فِي الَّذين وَفِي فِي قَوْلك فِي الدَّار وعَلى من قَوْلك على زيد متعلقات بذلك الْمَحْذُوف الَّذِي قَامَت مقَامه فالحال هِيَ من ذَلِك الضَّمِير الَّذِي انْتقل إِلَى حرف الْجَرّ والرافع لذَلِك الضَّمِير هُوَ الناصب للْحَال وَالتَّقْدِير قل هِيَ ثَابِتَة للَّذين آمنُوا فِي حَال خلوصها لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وَقد قَالَ الْأَخْفَش إِن قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مُتَعَلق بقوله أخرج لِعِبَادِهِ فَأخْرج هُوَ الْعَامِل فِي الظّرْف الَّذِي هُوَ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَقيل قَوْله فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مُتَعَلق بحرم فَهُوَ الْعَامِل فِيهِ فَالْمَعْنى على قَول الْأَخْفَش قل من حرم زِينَة الله الَّتِي أخرج لِعِبَادِهِ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وعَلى قَول غَيره قل من حرم زِينَة الله الَّتِي أخرج لِعِبَادِهِ وَلَا يحسن أَن يتَعَلَّق الظّرْف بزينة لِأَنَّهُ قد نعت وَلَا يعْمل الْمصدر وَلَا اسْم الْفَاعِل إِذا نعت لِأَنَّهُ يخرج عَن شبه الْفِعْل لِأَنَّهُ يَقع فِيهِ تَفْرِيق بَين الصِّلَة والموصول وَذَلِكَ أَن مَعْمُول الْمصدر فِي صلته ونعته لَيْسَ فِي صلته فَإِذا قدمت النَّعْت على الْمَعْمُول قدمت مَا لَيْسَ فِي الصِّلَة على مَا هُوَ فِي الصِّلَة وَفِي قَول الْأَخْفَش تَفْرِيق بَين الصِّلَة والموصول لِأَنَّهُ إِذا علق الظّرْف بأخرج صَار فِي صلَة الَّتِي وَقد فرق بَينه وَبَين الَّتِي بقوله والطيبات من الرزق قل هِيَ للَّذين آمنُوا لِأَن الْمَعْطُوف على مَا قبل الصِّلَة وعَلى الْمَوْصُول لَا يَأْتِي إِلَّا بعد تَمام الْمَوْصُول وَفِي الْحَيَاة الدُّنْيَا من تَمام الْمَوْصُول فقد فرق بَين بعض الِاسْم وَبَعض قَوْله والطيبات من الرزق قل هِيَ للَّذين آمنُوا وَيجوز أَن يكون فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا مُتَعَلقا بالطيبات من الرزق فَيكون التَّقْدِير وَمن حرم الطَّيِّبَات من الرزق فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَلَا يحسن تعلق فِي الْحَيَاة بالرزق لِأَنَّك قد فرقت بَينهمَا بقوله قل هِيَ للَّذين آمنُوا وَيجوز أَن يتَعَلَّق الظّرْف بآمنوا

قَوْله {مَا ظهر} مَا فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من الْفَوَاحِش

قَوْله {وَأَن تُشْرِكُوا} وَأَن تَقولُوا أَن فيهمَا فِي مَوضِع نصب عطف على الْفَوَاحِش

قَوْله {إِمَّا يَأْتينكُمْ} أما حرف للشّرط وَدخلت النُّون الْمُشَدّدَة لتأكيد الشَّرْط لِأَنَّهُ غير وَاجِب وَبني الْفِعْل مَعَ النُّون على الْفَتْح

قَوْله {كلما} نصب بلعنت وَفِيه معنى الشَّرْط

قَوْله {اداركوا} أَصْلهَا تداركوا على وزن تفاعلوا ثمَّ أدغمت التَّاء فِي الدَّال فسكن أول المدغم فاحتيج إِلَى ألف الْوَصْل فِي الِابْتِدَاء فثبتت الْألف فِي الْخط وَلَا يُسْتَطَاع على وَزنهَا مَعَ ألف الْوَصْل لِأَنَّك ترد الزَّائِد أَصْلِيًّا فَتَقول وَزنهَا افاعلوا فَتَصِير تَاء تفاعلوا فَاء الْفِعْل لادغامها فِي فَاء الْفِعْل وَذَلِكَ لَا يجوز فان وزنتها على الأَصْل جَازَ فَقلت تفاعلوا

قَوْله {جَمِيعًا} نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي اداركوا

قَوْله {وَمن فَوْقهم غواش} غواش مُبْتَدأ وَالْمَجْرُور خَبَرهَا وَأَصلهَا أَن لَا تَنْصَرِف لِأَنَّهَا على فواعل جمع غاشية إِلَّا أَن التَّنْوِين دَخلهَا عوضا من الْيَاء وَقيل عوضا من ذهَاب حَرَكَة الْيَاء وَهُوَ أصح فَلَمَّا التقى ساكنان الْيَاء سَاكِنة والتنوين سَاكن حذفت الْيَاء لالتقاء الساكنين فَصَارَ التَّنْوِين تَابعا للكسرة الَّتِي كَانَت قبل الْيَاء المحذوفة وَقيل بل حذفت حذفا فَلَمَّا نقص الْبناء عَن فواعل دخله التَّنْوِين فَصَارَ فواع مثل جوَار فَهَذَا إعرابه فِي الرّفْع والخفض وَإِذا كَانَ مَنْصُوبًا ثبتَتْ الْيَاء مَنْصُوبَة بِغَيْر تَنْوِين كَقَوْلِك رَأَيْت جواري غير منصرف

قَوْله {تجْرِي من تَحْتهم الْأَنْهَار} تجْرِي فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْهَاء وَالْمِيم فِي صُدُورهمْ

قَوْله {لَوْلَا أَن هدَانَا الله} أَن فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي لَوْلَا هِدَايَة الله لنا مَوْجُودَة أَو حَاضِرَة لهلكنا أَو لشقينا وَاللَّام وَمَا بعْدهَا جَوَاب لَوْلَا

قَوْله {أورثتموها} فِي مَوضِع نصب على الْحَال من تلكم أَعنِي من الْمُبْهم وَالْكَاف وَالْمِيم فِي تلكم للخطاب لَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وَقد تقدم الْكَلَام على الِاسْم من تِلْكَ وعَلى أَصْلهَا وَمَا حذف مِنْهَا وعَلى اللَّام عِنْد قَوْله تِلْكَ الرُّسُل فِي الْبَقَرَة

قَوْله {أَن قد وجدنَا} أَن فِي مَوضِع نصب بنادى على تَقْدِير حذف حرف الْجَرّ

قَوْله {أَن لعنة} من خفف أَن أَو شددها فموضعها نصب بأذن أَو بمؤذن على تَقْدِير حذف حرف الْجَرّ أَي بِأَن وَثمّ هَاء مضمرة إِذا خففت وَيجوز أَن تكون فِي حَال التَّخْفِيف بِمَعْنى أَي الَّتِي للتفسير فَلَا مَوضِع لَهَا من الْإِعْرَاب وَقد قَرَأَ الأ عمش بِالتَّشْدِيدِ وَالْكَسْر على إِضْمَار القَوْل أَي فَقَالَ أَن لعنة الله وَبينهمْ ظرف الْعَامِل فِيهِ مُؤذن أَو أذن فَإِن جعلت بَينهم نعتا لمؤذن جَازَ وَلَكِن لَا يعْمل فِي أَن مُؤذن إِذْ قد نَعته

قَوْله {يعْرفُونَ كلا} فِي مَوضِع رفع نعت لرجال

قَوْله {لم يدخلوها وهم يطمعون} إِن حملت الْمَعْنى على أَنهم دخلُوا كَانَ وهم يطمعون ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي يدخلوها مَعْنَاهُ أَنهم يئسوا من الدُّخُول وَلم يكن لَهُم طمع فِي الدُّخُول لَكِن دخلُوا وهم على يأس من ذَلِك أَي لم يدخلوها فِي حَال طمع مِنْهُم بِالدُّخُولِ بل دخلُوا وهم على يأس من الدُّخُول وَإِن جعلت مَعْنَاهُ أَنهم لم يدخلوها بعد وَلَكنهُمْ يطمعون فِي الدُّخُول لم يكن للجملة مَوضِع من الْإِعْرَاب وَتَقْدِيره لم يدخلوها وَلَكنهُمْ يطمعون فِي الدُّخُول برحمة الله وَقد رُوِيَ هَذَا التَّفْسِير عَن لصحابة وَالتَّابِعِينَ وَقيل إِن طمع هَا هُنَا بِمَعْنى علم أَي وهم يعلمُونَ أَنهم سيدخلون

قَوْله {تِلْقَاء} نصب على الظّرْف وَجمع تِلْقَاء تلاقي

قَوْله {وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا} مَا فِي مَوضِع خفض عطف على مَا الأولى

قَوْله {هدى وَرَحْمَة} حالان من الْهَاء فِي فصلناه تَقْدِيره هاديا وَذَا رَحْمَة وَأَجَازَ الْفراء وَالْكسَائِيّ هدى وَرَحْمَة بالخفض يجعلانه بَدَلا من علم وَهدى فِي مَوضِع خفض أَيْضا على هَذَا الْمَعْنى وَيجوز وَرَحْمَة بِالرَّفْع على تَقْدِير هُوَ هدى وَرَحْمَة

قَوْله {يَوْم يَأْتِي تَأْوِيله} يَوْم نصب بيقول

قَوْله {أَو نرد} مَرْفُوع عطف على الِاسْتِفْهَام على معنى أَو هَل نرد لِأَن معنى هَل لنا من شُفَعَاء هَل يشفع لنا أحد أَو هَل نرد فعطفته على الْمَعْنى

قَوْله {فنعمل} نصب لِأَنَّهُ جَوَاب التَّمَنِّي بِالْفَاءِ فَهُوَ نصب على إِضْمَار أَن حملا على مصدر مَا قبله فالفاء فِي الْمَعْنى تعطف مصدرا على مصدر

قَوْله {حثيثا} نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره طلبا حثيثا وَيجوز أَن نصبا على الْحَال أَي حاثا

قَوْله {وَالشَّمْس وَالْقَمَر} عطف على السَّمَوَات وَمن رفع فعلى الِابْتِدَاء ومسخرات الْخَبَر وَكَذَلِكَ من رفع والنجوم فِي النَّحْل رفع على الْقطع والابتداء ومسخرات الْخَبَر

قَوْله {تضرعا وخفية} نصب على الْمصدر أَو على الْحَال على معنى ذَوي تضرع

قَوْله {إِن رَحْمَة الله قريب} ذكر قَرِيبا لِأَن الرَّحْمَة وَالرحم سَوَاء فَحَمله على الْمَعْنى وَقَالَ الْفراء إِنَّمَا أَتَى قريب بِغَيْر هَاء ليفرق بَين قريب من النّسَب وَبَينه من الْقرب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة ذكر قَرِيبا على تذكير الْمَكَان أَي مَكَانا قَرِيبا وَقَالَ الْأَخْفَش الرَّحْمَة هُنَا الْمَطَر فَذكر على الْمَعْنى وَقيل إِنَّمَا ذكر على النّسَب أَي ذَات قرب

قَوْله {نشرا} من فتح النُّون جعله مصدرا فِي مَوضِع الْحَال وَمن ضم النُّون والشين جعله جمع نشور الَّذِي يُرَاد بِهِ فَاعل كطهور بِمَعْنى طَاهِر كَأَن الرّيح نَاشِرَة للْأَرْض أَي محيية لَهَا إِذْ تَأتي بالمطر وَيجوز أَن يكون جمع نشور بِمَعْنى مفعول كركوب وحلوب كَأَن الله أَحْيَاهَا لتأتي بالمطر وَقيل هُوَ جمع ناشر كقاتل وَقتل وَكَذَلِكَ القَوْل فِي قِرَاءَة من ضم النُّون وأسكن الشين تَخْفِيفًا وَقد قيل إِن من فتح النُّون وأسكن الشين إِنَّه مصدر بِمَنْزِلَة كتاب الله أعمل فِيهِ معنى الْكَلَام فَأَما من قَرَأَ بِالْبَاء مَضْمُومَة فَهُوَ جمع بشير على بشر ثمَّ أسكن الشين تَخْفِيفًا جمع فعيلا على فعل ونصبه على الْحَال أَيْضا

قَوْله {إِلَّا نكدا} حَال من الْمُضمر فِي يخرج وَيجوز نَصبه على الْمصدر على معنى ذَا نكد وَكَذَلِكَ هُوَ مصدر على قِرَاءَة أبي جَعْفَر بِفَتْح الْكَاف وَقَرَأَ طَلْحَة بِإِسْكَان الْكَاف تَخْفِيفًا كَمَا تخفف كَتفًا

قَوْله {من إِلَه غَيره} من رفع غيرا جعله نعتا لإله على الْموضع أَو جعل غيرا بِمَعْنى إِلَّا فأعربها مثل إِعْرَاب مَا يَقع بعد إِلَّا فِي هَذَا الْموضع وَهُوَ الرّفْع على الْبَدَل من اله على الْموضع كَمَا قَالَ وَمَا من إِلَه إِلَّا الله فَرفع على الْبَدَل من مَوضِع اله وَكَذَلِكَ لَا اله أَلا الله بدل من اله على الْموضع وَلكم الْخَبَر عَن اله وَيجوز أَن يضمر الْخَبَر تَقْدِيره مالكم من اله غَيره فِي الْوُجُود أَو فِي الْعَالم وَنَحْوه والخفض فِي غير على النَّعْت على اللَّفْظ وَلَا يجوز على الْبَدَل على اللَّفْظ كَمَا لَا يجوز دُخُول من لَو حذفت الْمُبدل مِنْهُ لِأَنَّهَا لَا تدخل فِي الْإِيجَاب

قَوْله {آلَاء الله} وَاحِد آلَاء إِلَى أَو ألى أَو الي أَو إِلَيّ بِمَنْزِلَة وَاحِد آنَاء اللَّيْل

قَوْله {وَإِلَى عَاد أَخَاهُم هودا} {وَإِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا} كُله عطف على أرسلنَا فِي قَوْله أرسلنَا نوحًا أَي وَأَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا وَإِلَى عَاد أَخَاهُم هودا وَإِلَى مَدين أَخَاهُم شعيبا وَكَذَلِكَ ولوطا تَقْدِيره وَأَرْسَلْنَا لوطا وان شِئْت نصبته على معنى وَاذْكُر لوطا

قَوْله {إِلَّا أَن يَشَاء الله} أَن فِي مَوضِع نصب على الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع وَقيل تَقْدِيره إِلَّا بِمَشِيئَة الله

قَوْله {أَن لَو نشَاء} أَن فِي مَوضِع رفع فَاعل يهد وَقَرَأَ مُجَاهِد نهد بالنُّون وَأَن على قِرَاءَته فِي مَوضِع نصب بنهد

قَوْله {وَإِن وجدنَا أَكْثَرهم لفاسقين} إِن عِنْد سِيبَوَيْهٍ مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة ولزمت اللَّام فِي خَبَرهَا عوضا من التَّشْدِيد وَقيل لَزِمت اللَّام لتفرق بَين أَن المخففة من الثَّقِيلَة وَبَين إِن إِذا كَانَت بِمَعْنى مَا وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ إِن بِمَعْنى مَا وَاللَّام بِمَعْنى إِلَّا تَقْدِيره وَمَا وجدنَا أَكْثَرهم إِلَّا فاسقين

قَوْله {أَن لَا أَقُول} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف حرف الْجَرّ تَقْدِيره بِأَن لَا أَو فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمَا قبله خَبره

قَوْله {فَإِذا هِيَ ثعبان} إِذا للمفاجأة بِمَنْزِلَة قَوْلك خرجت فَإِذا زيد قَائِم وَيجوز نصب ثعبان وقائم على الْحَال وَإِذا خبر الِابْتِدَاء وَإِذا الَّتِي للمفاجأة عِنْد الْمبرد ظرف مَكَان فَلذَلِك جَازَ أَن يكون خَبرا عَن الجثث وَقَالَ غَيره هِيَ ظرف زمَان على حَالهَا فِي سَائِر الْكَلَام لَكِن إِذا قلت خرجت فَإِذا زيد تَقْدِيره فَإِذا حُدُوث زيد وَوُجُود زيد وَنَحْوه من المصادر ثمَّ حذف الْمُضَاف وأقيم الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه كَمَا تَقول اللَّيْلَة الْهلَال أَي حُدُوث الْهلَال فِي اللَّيْلَة ثمَّ حذف على ذَلِك التَّقْدِير وظروف الزَّمَان تكون خَبرا عَن المصادر وَمثله فَإِذا هِيَ بَيْضَاء للناظرين

قَوْله {فَمَاذَا تأمرون} مَا اسْتِفْهَام فِي مَوضِع رفع بِالِابْتِدَاءِ وَذَا بِمَعْنى الَّذِي وَهُوَ خبر الِابْتِدَاء وَثمّ هَاء محذوفة من الصِّلَة تَقْدِيره فَأَي شَيْء الَّذِي تأمرون بِهِ وَيجوز أَن تجْعَل مَا وَذَا اسْما وَاحِدًا فِي مَوضِع نصب بتأمرون وَلَا تضمر محذوفا

قَوْله {إِمَّا أَن تلقي وَإِمَّا أَن نَكُون} أَن فِي مَوضِع نصب فيهمَا عِنْد الْكُوفِيّين كَأَنَّهُ قَالَ إِمَّا أَن تفعل إِلَّا لِقَاء كَمَا قَالَ الشَّاعِر ... قَالُوا الرّكُوب فَقُلْنَا تِلْكَ عادتنا ... أَو تَنْزِلُونَ فَإنَّا معشر نزل ...فنصب الرّكُوب وَأَجَازَ بعض النَّحْوِيين أَن تكون أَن فِي مَوضِع رفع على معنى إِمَّا هُوَ الا لِقَاء قَوْله أَن {ألق} أَن فِي مَوضِع نصب أَي بِأَن ألق وَيجوز أَن تكون تَفْسِيرا بِمَعْنى أَي فَلَا يكون لَهَا مَوضِع من الاعراب

قَوْله {مهما} هُوَ حرف للشّرط وَأَصله مَا مَا فَمَا الأولى للشّرط وَالثَّانيَِة تَأْكِيد فاستثقل حرفان بِلَفْظ وَاحِد فأبدلوا من ألف مَا الأولى هَاء وَقيل هِيَ مَه الَّتِي للزجر دخلت على مَا الَّتِي للشّرط وجعلتا كلمة وَاحِدَة وَحكى ابْن الأنبارى مهمن يكرمني أكْرمه وَقَالَ الأَصْل من من يكرمني من الثَّانِيَة تَأْكِيد بِمَنْزِلَة مَا فأبدل من نون من الأولى هَاء كَمَا أبدلوا من ألف مَا الأولى هَاء فِي مهما وَذَلِكَ لمؤاخاة مَا من فِي أَشْيَاء وَأَن افْتَرقَا فِي شَيْء وَاحِد فكره اجْتِمَاع لفظ من مرَّتَيْنِ كَمَا كره ذَلِك فِي مَا

قَوْله {الطوفان} هُوَ جمع طوفانة وَقيل هُوَ مصدر كالنقصان وَالْجَرَاد واحده جَرَادَة تقع للذّكر وَالْأُنْثَى وَلَا يفرق بَينهمَا تَقول رَأَيْت جَرَادَة ذكرا أَو أُنْثَى

قَوْله {آيَات مفصلات} نصب على الْحَال مِمَّا قبله ومفصلات نعت للآيات

قَوْله {هم بالغوه} ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع النَّعْت لأجل

قَوْله {الَّتِي باركنا فِيهَا} الَّتِي فِي مَوضِع نصب على النَّعْت للمشارق والمغارب ومشارق مفعول ثَان لأورثنا وَيجوز أَن تكون الَّتِي فِي مَوضِع خفض على النَّعْت للْأَرْض وَيجوز أَن تكون الَّتِي نعتا لمفعول ثَان لأورثنا مَحْذُوف تَقْدِيره وأورثنا الأَرْض الَّتِي باركنا فِيهَا الْقَوْم الَّذين كَانُوا وَيكون مَشَارِق ومغارب ظرفين للاستضعاف وَفِيه بعد لَا يجوز إِلَّا على حذف حرف الْجَرّ وَالْهَاء فِي فِيهَا تعود على الْمَشَارِق والمغارب أَو على الأَرْض أَو على الَّتِي إِذا جَعلتهَا نعتا للْأَرْض المحذوفة

قَوْله {ودمرنا مَا كَانَ يصنع فِرْعَوْن} فِي كَانَ اسمهما يعود على مَا وَالْجُمْلَة خَبَرهَا وَالْهَاء محذوفة من يصنع تعود على اسْم كَانَ وَهُوَ ضمير مَا وَقيل كَانَ زَائِدَة وَأَجَازَ بعض الْبَصرِيين أَن يكون فِرْعَوْن اسْم كَانَ يُرَاد بِهِ التَّقْدِيم ويصنع الْخَبَر وَهُوَ بعيد وَكَذَلِكَ قَالَ فِي قَوْله وَإنَّهُ كَانَ يَقُول سفيهنا على الله أَن سفيهنا اسْم كَانَ وَأكْثر الْبَصرِيين لَا يُجِيزهُ لِأَن الْفِعْل الثَّانِي أولى بِرَفْع الِاسْم الَّذِي بعده من الْفِعْل الأول وَيلْزم من أجَاز هَذَا أَن يُجِيز يقوم زيد على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر والتقديم وَالتَّأْخِير وَلم يجزه أحد

قَوْله {أصنام لَهُم} لَهُم فِي مَوضِع خفض على النَّعْت لأصنام

قَوْله {إِلَهًا} الثَّانِي نصب على الْبَيَان لِأَن أبغيكم قد تعدى إِلَى مفعولين غير وَالْكَاف وَالْمِيم

قَوْله {يسومونكم} فِي مَوضِع نصب على الْحَال من آل فِرْعَوْن

وَقَوله {يقتلُون} بدل من يسومونكم أَو حَال من الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي يسومونكم

قَوْله {ثَلَاثِينَ لَيْلَة} أَي تَمام ثَلَاثِينَ لَيْلَة أَو انْقِضَاء ثَلَاثِينَ لَيْلَة وَلَا يحسن نصب ثَلَاثِينَ على الظّرْف للوعد لِأَن الْوَعْد لم يكن فِيهَا فَهِيَ مفعول ثَان لوعد على تَقْدِير حذف الْمُضَاف واقامة الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه

قَوْله {فتم مِيقَات ربه أَرْبَعِينَ لَيْلَة} أعَاد ذكر أَرْبَعِينَ للتَّأْكِيد وَقيل ليعلم أَن الْعشْر لَيَال وَلَيْسَت بساعات وَقيل ليعلم أَن الثَّلَاثِينَ تمت بِغَيْر الْعشْر إِذْ يحْتَمل أَن يكون الثَّلَاثُونَ إِنَّمَا تمت بالعشر فَأَعَادَ ذكر الْأَرْبَعين ليعلم أَن الْعشْر غير الثَّلَاثِينَ وانتصب الْأَرْبَعُونَ على أَنه فِي مَوضِع الْحَال كَأَنَّهُ قَالَ فتم مِيقَات ربه معدودا أَرْبَعِينَ لَيْلَة أَو مُقَدرا هَذَا الْقدر

قَوْله {دكا} من مد فعلى تَقْدِير حذف مُضَاف أَي مثل أَرض دكاء وَالْأَرْض الدكاء هِيَ المستوية وَقيل مثل نَاقَة دكاء وَهِي الَّتِي لَا سَنَام لَهَا مستوية الظّهْر مَعْنَاهُ جعله مستويا بِالْأَرْضِ لَا ارْتِفَاع لَهُ على الأَرْض وَلم ينْصَرف لِأَنَّهُ مثل حَمْرَاء فِيهِ ألف التَّأْنِيث وَهِي صفة وَذَلِكَ عِلَّتَانِ وَمن نونه وَلم يمده جعله مصدر دككت الأَرْض دكا أَي جَعلتهَا مستوية وَقَالَ الْأَخْفَش هُوَ مفعول وَفِيه حذف مُضَاف أَيْضا لِأَن الْفِعْل الَّذِي قبله وَهُوَ جعله لَيْسَ من لَفظه وَتَقْدِيره وَجعله ذَا دك أَي ذَا اسْتِوَاء

قَوْله {صعقا} حَال من مُوسَى

قَوْله {فَخذهَا} أَصله فَأَخذهَا وأصل خُذ أؤخذ لَكِن لم يسْتَعْمل على الأَصْل وَحذف تَخْفِيفًا لِاجْتِمَاع الضمات وَالْوَاو وحرف الْحلق وَقد قَالُوا اؤمر واؤخذ فَاسْتعْمل على الأَصْل وَمِنْه قَوْله وَأمر أهلك وَلَو اسْتعْمل على التَّخْفِيف لقَالَ وَمر أهلك وَهُوَ جَائِز فِي الْكَلَام

قَوْله {من حليهم} أَصله من حلويهم جمع حلي فعل على فعول مثل كَعْب وكعوب ثمَّ أدغمت الْوَاو فِي الْيَاء بعد كسر مَا قبلهَا وَهُوَ اللَّام ليَصِح سُكُون الْيَاء وَبقيت الْحَاء على ضمتها وَمن كسرهَا اتبعها كسرة اللَّام

قَوْله {قَالَ ابْن أم} من فتح الْمِيم جعل الاسمين اسْما وَاحِدًا كخمسة عشر والفتحة فِي ابْن بِنَاء وَلَيْسَت بإعراب كالتاء من خَمْسَة عشر وكالفتحة فِي رويدك إِذا أردْت الْأَمر بِمَعْنى أرود وَقيل الأَصْل ابْن أما ثمَّ حذفت الْألف وَذَلِكَ بعيد لِأَن الْألف عوض من يَاء وَحذف الْيَاء إِنَّمَا يكون فِي النداء وَلَيْسَ أم بمنادى وَمن كسر الْمِيم أضَاف ابْنا إِلَى أم وفتحة ابْن فَتْحة إِعْرَاب لِأَنَّهُ منادى مُضَاف

قَوْله {وَاخْتَارَ مُوسَى قومه سبعين رجلا} قومه وَسبعين مفعولان لاختار وَقَومه انتصب على تَقْدِير حذف حرف الْجَرّ مِنْهُ أَي من قومه

قَوْله {اثْنَتَيْ عشرَة أسباطا} إِنَّمَا أَنْت على تَقْدِير حذف أمة تَقْدِيره اثْنَتَيْ عشرَة أمة وأسباط بدل من اثْنَتَيْ عشر وأمم نعت لأسباط

قَوْله {إِذْ يعدون} الْعَامِل فِي إِذْ سل تَقْدِيره سلهم عَن وَقت عدوهم فِي السبت

قَوْله {شرعا} نصب على الْحَال من الْحيتَان وأفصح اللُّغَات أَن تنصب الظّرْف مَعَ السبت وَالْجُمُعَة فَتَقول الْيَوْم السبت وَالْيَوْم الْجُمُعَة فتنصب الْيَوْم على الظّرْف لِأَن السبت وَالْجُمُعَة فيهمَا معنى الْفِعْل لِأَن السبت بِمَعْنى الرَّاحَة وَالْجُمُعَة بِمَعْنى الِاجْتِمَاع فتنصب الْيَوْم على الظّرْف وترفع مَعَ سَائِر الْأَيَّام فَنَقُول الْيَوْم الْأَحَد وَالْيَوْم الْأَرْبَعَاء لِأَنَّهُ لَا معنى فعل فيهمَا فالابتداء هُوَ الْخَبَر فترفعهما

قَوْله {قَالُوا معذرة} من نَصبه فعلى الْمصدر وَمن رَفعه فعلى خبر الِابْتِدَاء وَاخْتَارَ سِيبَوَيْهٍ الرّفْع لأَنهم لم يُرِيدُوا أَن يعتذروا من أَمر لَزِمَهُم اللوم عَلَيْهِ وَلَكِن قيل لَهُم لم تعظون قَالُوا أَمر عظتنا معذرة

قَوْله {بِعَذَاب بئيس} من قَرَأَ بِالْيَاءِ من غير همز فأصله بئس على وزن فعل ثمَّ أسكن الْهمزَة لُغَة فِي حرف الْحلق إِذا كَانَ عينا بعد أَن كسر الْبَاء لكسرة الْهمزَة على الِاتِّبَاع كَمَا يَقُولُونَ فِي شهد شهد وَشهد ثمَّ أبدل من الْهمزَة يَاء وَقيل أَنه فعل مَاض مَنْقُول إِلَى التَّسْمِيَة ثمَّ وصف بِهِ مثل مَا رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِن الله عز وَجل ينْهَى عَن قيل وَقَالَ فَأصل الْيَاء همزَة واصلة بئس مثل علم ثمَّ كسرت الْبَاء لِلِاتِّبَاعِ ثمَّ اسكن على لُغَة من قَالَ فِي علم علم ثمَّ أبدل من الْهمزَة يَاء فَأَما من قَرَأَ بِالْهَمْزَةِ على فعيل فَإِنَّهُ جعله مصدر بئس يبأس وَحكي أَبُو زيد بئس يبأس بئيسا فهم مثل النذير والنكير وَالتَّقْدِير على هَذَا بِعَذَاب ذِي بئس أَي ذِي بؤس فَأَما من قَرَأَ على فيعل فَأَنَّهُ جعله صفة للعذاب كضيغم وَقد رُوِيَ عَن عَاصِم كسر الْهمزَة على فيعل وَهُوَ بعيد لِأَن هَذَا الْبناء إِنَّمَا يكون فِي المعتل الْعين كسيد وميت وَفِي هَذَا الْحَرْف قراءات شَاذَّة غير مَا ذكرنَا يطول شرحها

قَوْله {إِنَّا لَا نضيع أجر المصلحين} تَقْدِيره مِنْهُم ليعود على الْمُبْتَدَأ من خَبره عَائِد وَهُوَ وَالَّذين يمسكون

قَوْله {كَأَنَّهُ ظلة} الْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب على الْحَال من الْجَبَل وَقيل الْجُمْلَة فِي مَوضِع رفع على خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره هُوَ كَأَنَّهُ ظله وَإِذ فِي مَوضِع نصب باذكر مضمرة وَمثله وَإِذ أَخذ رَبك

قَوْله {من ظُهُورهمْ} بدل من بني آدم باعادة الْخَافِض وَهُوَ بدل بعض من كل وَقد ذكرنَا حكم بلَى وعللها وأصل ألفها وَالْفرق بَينهَا وَبَين نعم ومعناهما وتصرفهما فِي الْكَلَام فِي كتاب كلا

قَوْله {أَن تَقولُوا} أَن فِي مَوضِع نصب مفعول من أَجله

قَوْله {سَاءَ مثلا الْقَوْم} فِي سَاءَ ضمير الْفَاعِل ومثلا تَفْسِير وَالْقَوْم رفع بِالِابْتِدَاءِ وَمَا قبلهم خبرهم أَو رفع إِضْمَار مُبْتَدأ تَقْدِيره سَاءَ الْمثل مثلا هم الْقَوْم الَّذين مثل نعم رجلا زيد وَقَالَ الْأَخْفَش تَقْدِيره سَاءَ مثلا مثل الْقَوْم

قَوْله {وَأَن عَسى} أَن فِي مَوضِع خفض عطف على ملكوت

قَوْله {عَسى أَن يكون} أَن فِي مَوضِع رفع بعسى

قَوْله {ويذرهم} من رَفعه قطعه مِمَّا قبله وَمن جزمه عطفه على مَوضِع الْفَاء فِي قَوْله فَلَا هادي لَهُ لِأَنَّهَا فِي مَوضِع جزم إِذْ هُوَ جَوَاب الشَّرْط

قَوْله {أَيَّانَ مرْسَاها} مرسى فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء وأيان خبر الِابْتِدَاء وَهُوَ ظرف مَبْنِيّ على الْفَتْح وَإِنَّمَا بني لِأَن فِيهِ معنى الِاسْتِفْهَام

قَوْله {إِلَّا بَغْتَة} نصب على أَنَّهَا مصدر فِي مَوضِع الْحَال

قَوْله {إِلَّا مَا شَاءَ الله} مَا فِي مَوضِع نصب على الِاسْتِثْنَاء الْمُنْقَطع

قَوْله {آتيتنا صَالحا} صَالحا نعت لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره ايتاء صَالحا

قَوْله {جعلا لَهُ شُرَكَاء} أَي ذَا شرك أَو ذَوي شرك فَهُوَ رَاجع إِلَى قِرَاءَة من قَرَأَ شُرَكَاء جمع شريك فَلَو لم يقدر الْحَذف فِيهِ لم يكن ذَلِك ذما لَهما لِأَنَّهُ يصير الْمَعْنى أَنَّهُمَا جعلا لله نَصِيبا فِيمَا آتاهما من مَال وَزرع وَغَيره وَهَذَا مدح فان لم تقدر حذف مُضَاف فِي آخر الْكَلَام قدرته فِي أول الْكَلَام لَا بُد من أحد الْوَجْهَيْنِ فِي قِرَاءَة من قَرَأَ شركا على وزن فعل تَقْدِيره جعلا لغيره شركا فَإِن لم تقدر حذفا انْقَلب الْمَعْنى وَصَارَ الذَّم مدحا فأفهمهقَرَأَ ابْن جُبَير {إِن الَّذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم} نصب عباد وأمثالكم وَتَخْفِيف إِن بجعلها بِمَعْنى مَا فينصب على خَبَرهَا وسيبويه يخْتَار فِي إِن المخففة الَّتِي بِمَعْنى مَا رفع الْخَبَر لِأَنَّهَا أَضْعَف من مَا والمبرد يجريها مجْرى مَا

قَوْله {طيف} من قرأة على فعل جعله مصدر طَاف يطِيف وَقيل هُوَ مخفف من طيف كميت وميت

قَوْله {تضرعا} مصدر وَقيل هُوَ فِي مَوضِع الْحَال

قَوْله {وَالْآصَال} جمع أصل وأصل جمع أصيل وَقيل الآصال جمع أصيل وَهُوَ الْعشي وَقَرَأَ أَبُو مجلز بِكَسْر الْهمزَة جعله مصدر أصلنَا أَي دَخَلنَا فِي الْعشي فافهمه تصب إِن شَاءَ الله