مشكل إعراب القرآن

53 - شرح مُشكل اعراب سُورَة النَّجْم

قَوْله تَعَالَى وَهُوَ بالأفق الْأَعْلَى ابْتِدَاء وَخبر فِي مَوضِع الْحَال من الْمُضمر فِي اسْتَوَى أَي اسْتَوَى عَالِيا يَعْنِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فالضميران لجبريل وَقَالَ الْفراء هُوَ عطف على الضَّمِير فِي اسْتَوَى جعل فِي اسْتَوَى ضمير مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ضمير جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام عطف الْمُضمر الْمَرْفُوع من غير أَن يُؤَكد وَهُوَ قَبِيح عِنْد الْبَصرِيين وَكَانَ الْقيَاس عِنْدهم لَو حملت الاية على هَذَا الْمَعْنى أَن تَقول فَاسْتَوَى هُوَ وَهُوَ الْأُفق واستوى يَقع للْوَاحِد وَأكْثر مَا يَقع من اثْنَيْنِ وَلذَلِك جعل الْفراء الضميرين لاثْنَيْنِقَوْله أَو أدنى أَو على بَابهَا وَالْمعْنَى فَكَانَ لَو رَآهُ الرَّائِي مِنْكُم قَالَ هُوَ قدر قوسين أَو أدنى فِي الْقرب

قَوْله مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى من خفف كذب جعل مَا فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض أَي فِيمَا رأى وَمَا بِمَعْنى الَّذِي وَرَأى وَاقعَة على هَاء محذوفة أَي رَآهُ وَرَأى من رُؤْيَة الْعين وَيجوز أَن تكون مَا وَالْفِعْل مصدرا فَلَا يحْتَاج الى اضمار هَاء وَمن شدد كذب جعل مَا مَفْعُولا بِهِ على أحد الْوَجْهَيْنِ وَلَا يقدر حذف حرف جر فِيهِ لِأَن الْفِعْل اذا شدد تعدى بِغَيْر حرف

قَوْله نزلة أُخْرَى مصدر فِي مَوضِع الْحَال كَأَنَّهُ قَالَ وَلَقَد رَاه نازلا نزلة أُخْرَى وَهُوَ عِنْد الْفراء نصب لِأَنَّهُ فِي مَوضِع الظّرْف اذ مَعنا مرّة اخرى وَالْهَاء فِي رَاه تعود على جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام

قَوْله ومالهم بِهِ من علم الْهَاء تعود على الْأَسْمَاء لِأَن التَّسْمِيَة والأسماء بِمَعْنى

قَوْله وَكم من ملك كم خبر وموضعها رفع بِالِابْتِدَاءِ وَلَا تغني الْخَبَر

قَوْله هُوَ أعلم بِمن ضل أعلم بِمَعْنى عَالم وَمثله وَهُوَ أعلم بِمن اهْتَدَى وَفِيه نظر لِأَن أفعل انما يكون بِمَعْنى فَاعل اذا كَانَ للمخبر عَن نَفسه وَيجوز أَن يَكُونَا على بابهما للتفضيل فِي الْعلم أَي هُوَ أعلم من كل أحد بِهَذَيْنِ الصِّنْفَيْنِ وبغيرهما وَمثل ذَلِك هُوَ أعلم بكم وَهُوَ أعلم بِمن اتَّقى

قَوْله ليجزي الَّذين اللَّام مُتَعَلقَة بِالْمَعْنَى لِأَن معنى وَللَّه مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض هُوَ مَالك لجَمِيع يهدي من يَشَاء ويضل من يَشَاء ليجزي وَقيل اللَّام مُتَعَلقَة بقوله لَا تغني شفاعتهم

قَوْله الَّذين يجتنبون الَّذين فِي مَوضِع نصب على الْبَدَل من الَّذين فِي قَوْله وَيجْزِي الَّذين أَحْسنُوا

قَوْله إِلَّا اللمم اسْتثِْنَاء لَيْسَ من الأول وَهُوَ صغائر الذُّنُوب من قَوْلهم أَلممْت بالشَّيْء إلماما إِذا قللت مِنْهُ وزرت لماما أَي قَلِيلا وَهُوَ أحسن الْأَقْوَال فِيهِقَوْله أَلا تزر أَن فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من مَا فِي قَوْله لم ينبأ بِمَا فِي صحف مُوسَى أَو فِي مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي ذَلِك أَلا تزر وَالْهَاء محذوفة مَعَ أَن أَي أَنه لَا تزر

قَوْله وَأَن لَيْسَ للانسان وَأَن سَعْيه أَن فِي الْمَوْضِعَيْنِ عطف على أَلا تزر وَأَجَازَ الزّجاج سَوف يرى بِفَتْح الْيَاء على اضمار الْهَاء أَي سَوف يرَاهُ وَلم يجزه الْكُوفِيّين لِأَنَّهُ يصير سَعْيه قد عمل فِيهِ أَن وَيرى وَهُوَ جَائِز عِنْد الْمبرد وَغَيره لِأَن دُخُول أَن على سَعْيه وعملها فِيهِ يدل على الْهَاء المحذوفة من يرى وعَلى هَذَا أجَاز البصريون إِن زيدا ضربت بِغَيْر هَاء

قَوْله ثمَّ يجزاه الْهَاء تعود على السَّعْي اي يجزى بهوالجزاء نصب على الْمصدر قَوْله وَأَن إِلَى رَبك وَأَنه هُوَ أضْحك وَأَنه هُوَ أمات وَأَنه خلق أَن فِي جَمِيع ذَلِك عطف على أَلا تزر على أحد وجهيها وَكَذَلِكَ أَن فِيمَا بعد ذَلِك

قَوْله عادا الأولى أدغم نَافِع وَأَبُو عَمْرو التَّنْوِين فِي اللَّام من الأولى بعد أَن ألقيا حَرَكَة الْهمزَة المضمومة من أولى على لَام التَّعْرِيف وَقد منع الْمبرد وَغَيره ذَلِك لِأَنَّهُمَا أدغما سَاكِنا فِي مَا أصلة السّكُون وحركته عارضة والعارض لَا يعْتد بِهِ وَوجه قراءتهما بالادغام هُوَ حكى الْمَازِني وَغَيره من قَول الْعَرَب لحمر جَاءَ يعنون الْأَحْمَر فاعتدوا بحركة اللَّام وابتدأوا بهَا واستغنوا بهَا عَن ألف الْوَصْل فَكَذَلِك من أدغم التَّنْوِين من عَاد فِي اللَّام من الأولى اعْتد بالحركة على اللَّام وعَلى ذَلِك قَالُوا سل زيدا إِنَّمَا هُوَ اسْأَل فَلَمَّا ألْقى حَرَكَة الْهمزَة على السِّين اعْتد بهَا فَحذف ألف الْوَصْل وعَلى ذَلِك قَالُوا رد وعض وَمد وأصلة افْعَل ثمَّ ألقيت حَرَكَة الْعين على الْفَاء واعتدوا بهَا فحذفوا ألف الْوَصْل لاعتدادهم بحركة الْفَاء وَإِن كَانَت عارضة

قَوْله والمؤتفكة نصب بأهوى