مشكل إعراب القرآن

39 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الزمر

قَوْله تَعَالَى {تَنْزِيل الْكتاب} ابْتِدَاء وَالْخَبَر من الله وَقيل هُوَ رفع على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره هَذَا تَنْزِيل الْكتاب وَأَجَازَ الْكسَائي النصب على تَقْدِير اقرأوا تَنْزِيل أَو اتبعُوا تَنْزِيل وَقَالَ الْفراء النصب على الاغراء

قَوْله {وَالَّذين اتَّخذُوا} ابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره قَالُوا مَا نعبدهم وَقيل الَّذين رفع بِفعل مُضْمر تَقْدِيره وَقَالَ الَّذين اتَّخذُوا

قَوْله زلفى فِي مَوضِع نصب على الْمصدر

قَوْله {أم من هُوَ قَانِت} من خفف أَمن جعله نِدَاء وَلَا حذف فِي الْكَلَام وَلَا يجوز عِنْد سِيبَوَيْهٍ حذف حرف النداء من الْمُبْهم وَأَجَازَهُ الْكُوفِيُّونَ وَقيل هُوَ اسْتِفْهَام بِمَعْنى التَّنْبِيه واضمر معادلا للألف تَقْدِيره أَمن هُوَ قَانِت ليفعل كَذَا وَكَذَا كمن هُوَ بِخِلَاف ذَلِك وَدلّ على الْمَحْذُوف

قَوْله {قل هَل يَسْتَوِي الَّذين يعلمُونَ وَالَّذين لَا يعلمُونَ} وَهَذَا أقوى وَمن شدد أَمن فانما أَدخل أم على من وأضمر لَهَا معادلا أَيْضا قبلهَا وَالتَّقْدِير العاصون رَبهم خير أم من هُوَ قَانِت وَمن بِمَعْنى الَّذِي وَلَيْسَت باستفهام لِأَن أم لَا تدخل على مَا هُوَ اسْتِفْهَام إِذْ هِيَ للاستفهام وَدلّ على هَذَا الْحَذف حَاجَة أم الى المعادلة وَدلّ عَلَيْهِ أَيْضا

قَوْله {هَل يَسْتَوِي الَّذين يعلمُونَ وَالَّذين لَا يعلمُونَ}

قَوْله {للَّذين أَحْسنُوا فِي هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَة} ابْتِدَاء وَمَا قبله الْخَبَر وَهُوَ الْمَجْرُور وَفِي مُتَعَلقَة بأحسنوا على أَن حَسَنَة هِيَ الْجنَّة وَالْجَزَاء فِي الاخرة أَو مُتَعَلقَة بحسنة على أَن الْحَسَنَة مَا يعْطى العَبْد فِي الدُّنْيَا مِمَّا يسْتَحبّ فِيهَا وَقيل هُوَ مَا يعْطى من مُوالَاة الله اياه ومحبته لَهُ وَالْجَزَاء فِي الدُّنْيَا وَالْأول أحسن لِأَن الدُّنْيَا لَيست بدار جَزَاء

قَوْله {قُرْآنًا عَرَبيا} قرانا تَوْطِئَة للْحَال وعربيا حَال وَقيل قرانا توكيد لما قبله وعربيا حَال من الْقرَان

قَوْله {الشَّفَاعَة جَمِيعًا} هُوَ نصب على الْحَال وأتى جَمِيع وَلَيْسَ قبله إِلَّا لفظ وَاحِد لِأَن الشَّفَاعَة مصدر يدل على الْقَلِيل وَالْكثير فَحمل جَمِيع على الْمَعْنى

قَوْله وَحده هُوَ نصب على الْمصدر عِنْد سِيبَوَيْهٍ والخليل وَهُوَ حَال عِنْد يُونُس قَوْله أَن تَقول نفسا أَن مفعول من أَجله قولة {أفغير الله تأمروني أعبد} غير مَنْصُوب بأعبد تَقْدِيره قل أعبدغير الله فِيمَا تأمروني وَقيل هُوَ نصب بتأمروني على حذف حرف الْجَرّ تَقْدِيره قل أتأمروني بِعبَادة غير الله فِيمَا تأمروني لِأَن أعبد أَصله أَن أعبد وَلَكِن حذفت أَن فارتفع فَهِيَ فِي الْكَلَام مقدرَة وَهِي بدل من غير فَوَجَبَ أَن تحل مَحَله فِي التَّقْدِير وَهِي وَالْفِعْل مصدر فَلذَلِك كَانَ التَّقْدِير قل أتأمروني بِعبَادة غير الله وَلَو ظَهرت أَن لم يجز نصب غير بأعبد لِأَنَّهُ يصير فِي الصِّلَة وَقد قَدمته على الْمَوْصُول ونصبه بأعبد أبين من نَصبه بتأمروني

قَوْله {بل الله فاعبد} نصب باعبد وَقَالَ الْكسَائي وَالْفراء هُوَ نصب باضمار فعل تَقْدِيره بل اعبد الله فاعبد وَالْفَاء للمجازاة عِنْد أبي اسحاق وزائدة عِنْد الْأَخْفَش

قَوْله {وَالْأَرْض جَمِيعًا قَبضته} ابْتِدَاء وَخبر وجميعا حَال وَأَجَازَ الْفراء فِي الْكَلَام قَبضته بِالنّصب على تَقْدِير حذف الْخَافِض أَي فِي قَبضته وَلَا يجوز ذَلِك عِنْد الْبَصرِيين لَو قلت زيد قبضتك أَي فِي قبضتك لم يجز

قَوْله {وَالسَّمَاوَات مَطْوِيَّات بِيَمِينِهِ} ابْتِدَاء وَخبر وَيجوز فِي الْكَلَام مَطْوِيَّات بِالنّصب على الْحَال وَيكون بِيَمِينِهِ الْخَبَر

قَوْله {إِلَى جَهَنَّم زمرا} نصب على الْحَال

قَوْله {جاؤوها فتحت} قيل الْوَاو زَائِدَة وَفتحت جَوَاب اذا وَقيل الْوَاو تدل على فتح أَبْوَاب الْجنَّة قبل اتيان الَّذين اتَّقوا الله اليها وَالْجَوَاب مَحْذُوف أَي حَتَّى اذا جاءوها امنوا وَقيل الْجَواب وَقَالَ لَهُم خزنتها وَالْوَاو زَائِدَة

قَوْله حافين نصب على الْحَال لِأَن ترى من رُؤْيَة الْعين وَوَاحِد حافين حاف وَقَالَ الْفراء لَا وَاحِد لَهُ لِأَن هَذَا الِاسْم لَا يَقع لَهُم إِلَّا مُجْتَمعين