مشكل إعراب القرآن

34 - شرح مُشكل اعراب سُورَة سبأ

قَوْله تَعَالَى {يعلم مَا يلج فِي الأَرْض} يعلم حَال من اسْم الله جلّ ذكره وَيجوز أَن يكون مستأنفا

قَوْله {ينبئكم إِذا مزقتم} الْعَامِل فِي اذا فعل دلّ عَلَيْهِ الْكَلَام تَقْدِيره ينبئكم بِالْبَعْثِ أَو بِالْحَيَاةِ أَو بالنشور اذا مزقتم وَأَجَازَ بَعضهم أَن يكون الْعَامِل مزقتم وَلَيْسَ بجيد لِأَن اذا مُضَافَة الى مَا بعْدهَا من الْجمل وَالْأَفْعَال وَلَا يعْمل الْمُضَاف اليه فِي الْمُضَاف لِأَنَّهُ كبعضه كَمَا لَا يعْمل بعض الِاسْم فِي بعض وَلَا يجوز أَن يكون الْعَامِل ينبئكم لِأَنَّهُ لَيْسَ يُخْبِرهُمْ ذَلِك الْوَقْت فَلَيْسَ الْمَعْنى عَلَيْهِ

قَوْله {يَا جبال أوبي مَعَه وَالطير} من نصب الطير عطفه على مَوضِع الْجبَال لِأَنَّهَا فِي مَوضِع نصب بِمَعْنى النداء وَهُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ وَقيل هِيَ مفعول مَعَه وَقَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ مَنْصُوب باضمار فعل تَقْدِيره وسخرنا لَهُ الطير وَقَالَ الْكسَائي تَقْدِيره وَآتَيْنَاهُ الطير كَأَنَّهُ مَعْطُوف على فضل وَقد قَرَأَهُ الْأَعْرَج بِالرَّفْع عطفه على لفظ الْجبَال وَقيل هُوَ مَعْطُوف على الْمُضمر الْمَرْفُوع فِي أوبي وَحسن ذَلِك لِأَن مَعَه قد فصلت بَينهمَا فَقَامَتْ مقَام التَّأْكِيد

قَوْله {أَن اعْمَلْ} أَن تَفْسِير لَا مَوضِع لَهَا من الاعراب بِمَعْنى أَي وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض تَقْدِيره لِأَن اعْمَلْ أَي وألنا لَهُ الْحَدِيد لهَذَا الْأَمر

قَوْله {غدوها شهر} ابْتِدَاء وَخبر تَقْدِيره مسير غدوها مسيرَة شهر وَكَذَلِكَ رواحها شهر وانما احْتِيجَ الى ذَلِك لِأَن الغدو والرواح ليسَا بالشهر انما يكونَانِ فِيهِ

قَوْله {وَمن الْجِنّ من يعْمل} من فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء وَمَا قبلهَا الْخَبَر وَقيل من فِي مَوضِع نصب على الْعَطف على مَعْمُول سخرنا أَي وسخرنا لَهُ من الْجِنّ من يعْمل

قَوْله {وَمن يزغ} من رفع بِالِابْتِدَاءِ وَهِي شَرط اسْم تَامّ ونذقه الْجَواب وَهُوَ خبر الِابْتِدَاء

قَوْله {منسأته} من قَرَأَهُ بِأَلف فَأصل الْألف همزَة مَفْتُوحَة لَكِن أَتَى الْبَدَل فِي هَذَا وَالْقِيَاس أَن تجْعَل الْهمزَة بَين الْهمزَة وَالْألف فِي التَّخْفِيف وَهَذَا أَتَى على الْبَدَل من الْهمزَة وَلَا يُقَاس عَلَيْهِ والهمز هُوَ الأَصْل

قَوْله {تبينت الْجِنّ أَن لَو كَانُوا} أَن فِي مَوضِع رفع بدل من الْجِنّ وَالتَّقْدِير تبين للانس أَن الْجِنّ لَو كَانُوا وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على حذف اللَّام

قَوْله {آيَة جنتان} جنتان بدل من آيَة وَهِي اسْم كَانَ وَيجوز أَن ترفع جنتين على اضمار مُبْتَدأ هِيَ جنتان وَتَكون الْجُمْلَة فِي مَوضِع نصب على التَّفْسِير

قَوْله {فِي مساكنهم} من قَرَأَهُ بِالتَّوْحِيدِ وَفتح الْكَاف جعله مصدرا فَلم يجمعه وأتى بِهِ على الْقيَاس لِأَن فعل يفعل قِيَاس مصدره أَن يَأْتِي بِالْفَتْح نَحْو المقعد والمدخل والمخرج وَقيل هُوَ اسْم مُفْرد للمكان يُؤَدِّي عَن الْجمع وَمن كسر الْكَاف جعله اسْما للمكان كالمسجد وَقيل هُوَ أَيْضا مصدر خرج عَن الأَصْل كالمطلع

قَوْله {بَلْدَة} رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي هَذِه بَلْدَة وَكَذَلِكَ وَرب غَفُور أَي وَهَذَا رب غَفُور

قَوْله {ذَلِك جزيناهم} ذَلِك فِي مَوضِع نصب بجزينا

قَوْله {ذواتي أكل خمط} من أضَاف الْأكل الى الخمط جعل الْأكل هُوَ الثَّمر والخمط شجر فأضاف الثَّمر الى شَجَرَة كَمَا تَقول هَذَا تمر نخل وعنب كرم وَقيل لما لم يحسن أَن يكون الخمط نعتا للْأَكْل لِأَن الخمط اسْم شَجَرَة بِعَينهَا وَلم يحسن أَن يكون بَدَلا لِأَنَّهُ لَيْسَ هُوَ الأول وَلَا هُوَ بعضه وَكَانَ الجنى وَالثَّمَر من الشّجر أضيف على تَقْدِير من كَقَوْلِك هَذَا ثوب خَز فَأَما من نونه فانه جعل الخمط عطف بَيَان على الْأكل فَبين أَن الْأكل لهَذَا الشّجر الَّذِي هُوَ الخمط اذ لم يُمكن أَن يكون وَصفا وَلَا بَدَلا فَبين بِهِ أكل أَي شجر هُوَ

قَوْله {ليَالِي وأياما} هما ظرفان للسير والليالي جمع لَيْلَة وَهُوَ على غير قِيَاس كَانَ أصل واحده ليلاة فَجمع على غير لفظ واحده مثل ملاقح جمع ملقحة وَلم يسْتَعْمل ملقحة وَكَذَلِكَ مشابه جمع مشبهة وَلم يسْتَعْمل

قَوْله {وَلَقَد صدق عَلَيْهِم إِبْلِيس ظَنّه} من خفف صدق نصب ظَنّه انتصاب الظّرْف أَي صدق فِي ظَنّه وَيجوز على الاتساع أَن تنصبه انتصاب الْمَفْعُول بِهِ وَقيل هُوَ مصدر فَأَما من شدد صدق فَظَنهُ مفعول بِصدق وَمن قَرَأَ بتَخْفِيف صدق نصب ابليس وَرفع الظَّن جعل الظَّن فَاعل صدق وَنصب ابليس لِأَنَّهُ مفعول بِهِ بِصدق وَالتَّقْدِير وَلَقَد صدق ظن ابليس ابليس كَمَا تَقول ضرب زيدا غُلَامه أَي ضرب غُلَام زيد وَمن خفف ورفعهما جَمِيعًا جعل ظَنّه بَدَلا من ابليس وَهُوَ بدل الاشتمال

قَوْله {مَاذَا قَالَ ربكُم} مَا فِي مَوضِع نصب بقال وَذَا زَائِدَة وَدَلِيل ذَلِك قَوْله تَعَالَى {قَالُوا الْحق} فنصب الْجَواب بقال وَكَذَلِكَ يجب أَن يكون السُّؤَال وَيجوز فِي الْكَلَام رفع الْحق على أَن تكون مَا استفهاما فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء وَذَا بِمَعْنى الَّذِي خَبره وَمَعَ قَالَ هَاء محذوفة تَقْدِيره أَي شَيْء الَّذِي قَالَه ربكُم فَرفع الْجَواب اذ السُّؤَال مَرْفُوع وَقد مضى لهَذَا نَظَائِر

قَوْله {وَإِنَّا أَو إيَّاكُمْ} هُوَ عطف على اسْم ان وَيكون لعلى هدى خبر الثَّانِي وَهُوَ اياكم وَخبر الأول مَحْذُوف لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ هَذَا اخْتِيَار الْمبرد وسيبويه يرى أَن لعلى هدى خبر الأول وَخبر الثَّانِي مَحْذُوف لدلَالَة الأول عَلَيْهِ وَلَو عطفت أَو اياكم على مَوضِع اسْم ان فِي الْكَلَام لَقلت أَو أَنْتُم وَتَكون لعلى هدى خبر الثَّانِي لَا غير وَخبر الأول مَحْذُوف وَلَا اخْتِلَاف فِي هَذَا لِأَن الْعَطف على مَوضِع اسْم ان لَا يكون الا بعد مُضِيّ الْخَبَر فَلَا بُد من اضمار خبر الأول قبل الْمَعْطُوف ليعطف على الْموضع بعد اتيان الْخَبَر

قَوْله {إِلَّا كَافَّة} حَال وَمَعْنَاهُ جَامع النَّاس

قَوْله {قل لكم ميعاد يَوْم} أضَاف الميعاد الى الْيَوْم على السعَة وَيجوز فِي الْكَلَام ميعاد يَوْم منونين مرفوعين يُبدل الثَّانِي من الأول وَهُوَ هُوَ على تَقْدِير وَقت ميعاد يَوْم وميعاد ابْتِدَاء وَلكم الْخَبَر وَيجوز أَن تنصب يَوْمًا على الظّرْف وَتَكون الْهَاء فِي عَنهُ تعود على الظّرْف فان جَعلتهَا تعود على الميعاد أضفت يَوْمًا الى مَا بعده فَقلت يَوْم لَا تستأخرون عَنهُ وَلَا يجوز اضافة يَوْم الى مَا بعده اذا جعلت الْهَاء لليوم لِأَنَّك تضيف الشَّيْء الى نَفسه وَهُوَ الْيَوْم تضيفه الى جملَة فِيهَا هَاء هِيَ الْيَوْم فَتكون أضفت الْيَوْم الى الْهَاء وَهُوَ هِيَ

قَوْله {لَوْلَا أَنْتُم} لَا يجوز عِنْد الْمبرد غير هَذَا تَأتي تضمير مَرْفُوع كَمَا كَانَ الْمظهر مَرْفُوعا وَأَجَازَ سِيبَوَيْهٍ لولاكم والمضمر فِي مَوضِع خفض بضد مَا كَانَ الْمظهر وَمنعه الْمبرد

قَوْله {عندنَا زلفى} زلفى فِي مَوضِع نصب على الْمصدر كَأَنَّهُ قَالَ إزلافا والزلفى الْقُرْبَى كَأَنَّهُ قَالَ تقربكم عندنَا تَقْرِيبًا وَالَّتِي عِنْد الْفراء للأموال وَالْأَوْلَاد وَقيل هِيَ للأولاد خَاصَّة وَحذف خَاصَّة وَحذف خبر الأمواء لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ تَقْدِيره وَمَا أَمْوَالكُم بِالَّتِي تقربكم عندنَا زلفى وَلَا أَوْلَادكُم بِالَّتِي تقربكم ثمَّ حذف الأول لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ

قَوْله {إِلَّا من آمن} من فِي مَوضِع نصب عِنْد الزّجاج على الْبَدَل من الْكَاف وَالْمِيم فِي تقربكم وَهُوَ وهم لِأَن الْمُخَاطب لَا يُبدل مِنْهُ وَلَكِن هُوَ نصب على الِاسْتِثْنَاء وَقد جَاءَ بدل الْغَائِب من الْمُخَاطب باعادة الْعَامِل وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {لقد كَانَ لكم فيهم أُسْوَة حَسَنَة} ثمَّ أبدل من الْكَاف وَالْمِيم باعادة الْخَافِض فَقَالَ لمن كَانَ يَرْجُو

قَوْله {فَأُولَئِك لَهُم جَزَاء الضعْف} جَزَاء خير أُولَئِكَ ويجو فِي الْكَلَام جَزَاء الضعْف بتنوين جَزَاء وَرفع الضعْف على الْبَدَل من جزاءه وَيجوز حذف التَّنْوِين لالتقاء الساكنين وَرفع الضعْف وَلَا يقْرَأ بِشَيْء من ذَلِك وَيجوز نصب جَزَاء على الْحَال وَرفع الضعْف على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر لَهُم وَالْجُمْلَة خبر أُولَئِكَ

قَوْله {أَن تقوموا} ان فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من وَاحِدَة أَو فِي مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره هِيَ أَن تقوموا وَقيل هِيَ فِي مَوضِع نصب على حذف اللَّام

قَوْله {مثنى وفرادى} حالان من الْمُضمر فِي تقوموا

قَوْله {قل إِن رَبِّي يقذف بِالْحَقِّ علام الغيوب} من رفع علام جعله نعتا لرب على الْموضع أَو الْبَدَل مِنْهُ أَو على الْبَدَل من الْمُضمر فِي يقذف وَمن نَصبه وَهُوَ عِيسَى بن عمر جعله نعتا لرب على اللَّفْظ أَو على الْبَدَل وَيجوز الرّفْع على أَنه خبر بعد خبر أَو على إِضْمَار مُبْتَدأ

قَوْله {التناوش} هُوَ من ناش ينوش اذا تنَاول فَمَعْنَاه من أَيْن لَهُم تنَاول التَّوْبَة بعد الْمَوْت وَقيل بعد الْبَعْث وَلَا أصل لَهُ فِي الْهَمْز وَمن همزه فَلِأَن الْوَاو انضمت بعد ألف زَائِدَة فهمزها وَقيل هُوَ من النتيش وَهِي الْحَرَكَة فِي ابطاء وَأَصله الْهَمْز على هَذَا لَا غير