مشكل إعراب القرآن

26 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة الشُّعَرَاء

قَوْله تَعَالَى {تِلْكَ آيَات الْكتاب} تِلْكَ ابْتِدَاء وآيات الْخَبَر وَهِي اشارة الى مَا نزل من الْقُرْآن وَقيل بل هِيَ اشارة الى هَذِه الْحُرُوف الَّتِي فِي أَوَائِل السورلأن مِنْهَا تأتلف آيَات الْقُرْآن وَقيل تِلْكَ فِي مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي هَذِه تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين الَّتِي كُنْتُم وعدتم بهَا فِي كتبكم لأَنهم وعدوا فِي التَّوْرَاة والانجيل بانزال الْقُرْآن

قَوْله {أَلا يَكُونُوا} أَن فِي مَوضِع نصب مفعول من أَجله

قَوْله {وَإِذ نَادَى} أَي واتل عَلَيْهِم اذ نَادَى

قَوْله أَن عبدت أَن فِي مَوضِع رفع على الْبَدَل من نعْمَة وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب على تَقْدِير لِأَن عبدت ثمَّ حذف الْحَرْف وحذفه مَعَ أَن كثير فِي الْكَلَام وَالْقُرْآن وَلذَلِك قَالَ بعض النَّحْوِيين إِن أَن فِي مَوضِع خفض بالخافض الْمَحْذُوف لِأَنَّهُ لما كثر حذفة مَعَ أَن عمل وان كَانَ محذوفا

قَوْله {فَإِنَّهُم عَدو لي} عَدو وَاحِد يُؤَدِّي عَن الجماعه فَلَا يجمع وَيَأْتِي للمؤنث بِغَيْر هَاء تَقول هِيَ عَدو الله وَحكى الْفراء عدوة الله وَقَالَ الْأَخْفَش الصَّغِير من قَالَ عدوة بِالْهَاءِ فَمَعْنَاه معادية وَمن قَالَ عَدو بِغَيْر هَاء فَلَا يجمع وَلَا يثنى وانما ذَلِك على النّسَب

قَوْله {إِلَّا رب الْعَالمين} نصب على الِاسْتِثْنَاء الَّذِي لَيْسَ من الأول لأَنهم كَانُوا يعْبدُونَ أصناما واقرارهم بِاللَّه مَعَ عِبَادَتهم الْأَصْنَام لَا يَنْفَعهُمْ وَأَجَازَ الزّجاج أَن يكون من الأول لأَنهم كَانُوا يعْبدُونَ الله مَعَ أصنامهم

قَوْله {فارهين} حَال من الْمُضمر فِي تنحتون

قَوْله {أَصْحَاب الأيكة} من فتح التَّاء جعله اسْما للبلدة فَلم يصرفهُ للتعريف والتأنيث ووزنه فعلة وَمن خفض التَّاء جعله مُعَرفا بِالْألف وَاللَّام فخفضه لاضافة أَصْحَاب اليه وَأَصله أيكة اسْم لموْضِع فِيهِ شجر ودوم ملتف وَلم يعرف الْمبرد ليكة على فعلة انما هِيَ عِنْده أيكة دَخلهَا حرفا التَّعْرِيف فَانْصَرَفت وَقِرَاءَة من فتح التَّاء عِنْده غلط انما تكون التَّاء مَكْسُورَة بالاضافة وَاللَّام لَام التَّعْرِيف ألْقى عَلَيْهَا حَرَكَة الْهمزَة الْمَفْتُوحَة فانفتحت كَمَا قَالُوا فِي الْأَحْمَر لحمر وَفِي اسْأَل سل

قَوْله {مَا أغْنى عَنْهُم} مَا اسْتِفْهَام فِي مَوضِع نصب بأغنى وَيجوز أَن تكون حرف نفي وَمَا الثَّانِيَة فِي مَوضِع رفع بأغنى

قَوْله {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} يجوز أَن يكون بِهِ فِي مَوضِع الْمَفْعُول لنزل وَيجوز أَن يكون بِهِ فِي مَوضِع الْحَال كَمَا تَقول خرج زيد بثيابه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وَقد دخلُوا بالْكفْر وهم قد خَرجُوا بِهِ} أَي دخلُوا كَافِرين وَخَرجُوا كَافِرين لم يرد أَنهم دخلُوا بِشَيْء يحملونه مَعَهم انما أَرَادَ أَنهم دخلُوا على حَال وَخَرجُوا على تِلْكَ الْحَال

قَوْله {ذكرى وَمَا كُنَّا} مَوضِع ذكرى عِنْد الْكسَائي نصب على الْحَال وَقَالَ الزّجاج على الْمصدر لِأَن معنى {إِلَّا لَهَا منذرون} أَي مذكرون ذكرى وَيجوز أَن تكون ذكرى فِي مَوضِع رفع على اضمار مُبْتَدأ أَي انذارنا ذكرى أَو ذَلِك ذكرى أَو تِلْكَ ذكرى وَيجوز تنوينها اذا جَعلتهَا مصدرا

قَوْله {أَي مُنْقَلب يَنْقَلِبُون} نصبت أيا بينقلبون وَهُوَ نعت لمصدر مَحْذُوف لينقلبون تَقْدِيره أَي انقلاب يَنْقَلِبُون وَلَا يجوز نَصبه بسيعلم لِأَن الِاسْتِفْهَام لَا يعْمل فِيهِ مَا قبله لِأَن لَهُ صدر الْكَلَام انما يعْمل فِيهِ مَا بعده وَقيل انما لم يعْمل فِيهِ مَا قبله لِأَنَّهُ خبر وَلَا يعْمل الْخَبَر فِي الِاسْتِفْهَام لِأَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ