مشكل إعراب القرآن

24 - تَفْسِير مُشكل اعراب سُورَة النُّور

قَوْله تَعَالَى {سُورَة أنزلناها} رفعت سُورَة على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره هَذِه سُورَة وأنزلناها صفة لسورة وانما احْتِيجَ الى اضمار مُبْتَدأ وَلم ترفع سُورَة بِالِابْتِدَاءِ لِأَنَّهَا نكرَة وَلَا يبتدا بنكرة الا أَن تكون منعوتة واذا جعلت {أنزلناها} نعتا لم يكن فِي الْكَلَام خبر لَهَا لِأَن نعت الْمُبْتَدَأ لَا يكون خَبرا لَهُ فَلم يكن بُد من اضمار مُبْتَدأ ليَصِح نعت السُّورَة بأنزلناها وَقَرَأَ عِيسَى بن عمر سُورَة أنزلناها بِالنّصب على اضمار فعل تَفْسِيره أنزلناها تَقْدِيره أنزلنَا سُورَة أنزلناها وَلَا يجوز أَن يكون أنزلناها صفة لسورة على هَذِه الْقِرَاءَة لِأَن الصّفة لَا تفسر مَا يعْمل فِي المصوف كَمَا أَن الصِّلَة لَا تفسر مَا يعْمل فِي الْمَوْصُوف وَقيل ان النصب على تَقْدِير اتل سُورَة أنزلناها فعلى هَذَا التَّقْدِير يحسن أَن يكون أنزلناها نعتا للسورة لِأَنَّهُ غير مُفَسّر لِلْعَامِلِ فِي السُّورَة

قَوْله {الزَّانِيَة وَالزَّانِي فاجلدوا كل وَاحِد مِنْهُمَا} الِاخْتِيَار عِنْد سِيبَوَيْهٍ الرّفْع لِأَنَّهُ لم يقْصد بذلك قصد اثْنَيْنِ بأعيانهما فالرفع عِنْد سِيبَوَيْهٍ على الِابْتِدَاء على تَقْدِير خبر مَحْذُوف تَقْدِيره فِيمَا فرض عَلَيْكُم الزَّانِيَة وَالزَّانِي فاجلدوا وَقيل الْخَبَر مَا بعده وَهُوَ فاجلدوا كَمَا تَقول زيد فَاضْرِبْهُ وَكَأن الْفَاء زَائِدَةوَقد قرىء بأَرْبعَة شُهَدَاء وَهُوَ شَاذ وَيكون شُهَدَاء نعتا لأربعة أَو حَالا من نكرَة

قَوْله إِلَّا الَّذين تَابُوا الَّذين فِي مَوضِع نصب على الِاسْتِثْنَاء وان شِئْت فِي مَوضِع خفض على الْبَدَل من الْمُضمر فِي لَهُم

قَوْله {إِلَّا أنفسهم} وَرفع على الْبَدَل من شُهَدَاء وَهُوَ اسْم كَانَ {وَلَهُم} الْخَبَر وَيجوز نصب شُهَدَاء على خبر كَانَ مقدما و {أنفسهم} اسْمهَا وَيجوز نصب أنفسهم على الِاسْتِثْنَاء أَو على خبر كَانَ وَلم يقْرَأ بِهِ

قَوْله {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة} انتصب ثَمَانِينَ على الْمصدر وجلدة على التَّفْسِير وَكَذَلِكَ انتصاب {مائَة جلدَة}

قَوْله {فشهادة أحدهم أَربع شَهَادَات} انتصب أَربع على الْمصدر وَالْعَامِل فِيهَا شَهَادَة وَالشَّهَادَة مَرْفُوعَة على اضمار مُبْتَدأ تَقْدِيره فَالْحكم أَو فالفرض شَهَادَة أحدهم أَربع مَرَّات أَي فَالْحكم أَن يشْهد أحدهم أَربع شَهَادَات بِاللَّه انه لمن الصَّادِقين وَقيل الشَّهَادَة رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي فَعَلَيْهِم أَو فلازم لَهُم أَن يشْهد أحدهم أَربع شَهَادَات

قَوْله {إِنَّه لمن الصَّادِقين} فِي مَوضِع نصب مفعول بِهِ بِشَهَادَة وَلم تفتح إِن من أجل اللَّام الَّتِي فِي الْخَبَر مثل قَوْلك علمت ان زيدا لمنطلق

وَقَوله {بِاللَّه} مُتَعَلق بشهادات فَهُوَ فِي صلتها إِن أعملت الثَّانِي وان قدرت اعمال الأول وَهُوَ شَهَادَة كَانَت الْبَاء مُتَعَلقَة بِشَهَادَة وَمن رفع أَربع فعلى خبر شَهَادَة كَمَا تَقول صَلَاة الظّهْر أَربع رَكْعَات وَيكون بِاللَّه مُتَعَلق بشهادات وَلَا يجوز تعلقه بِشَهَادَة لِأَنَّك كنت تفرق بَين الصِّلَة والموصول بِخَبَر الِابْتِدَاء وَهُوَ أَربع شَهَادَات وَيكون إِنَّه لمن الصَّادِقين مُتَعَلق بشهادات وَلَا يتَعَلَّق بِشَهَادَة لما ذكرنَا من التَّفْرِقَة بَين الصِّلَة والموصول

قَوْله {وَالْخَامِسَة} ارْتَفع على الْعَطف على أَربع فِي قِرَاءَة من رَفعه أَو على الْقطع

قَوْله {أَن تشهد أَربع شَهَادَات} لَا يحسن فِي أَربع غير النصب بتشهد وَأَن فِي مَوضِع رفع بيدرأوا تَقْدِيره وَيدْفَع عَنْهَا الْحَد شهادتها أَربع شَهَادَات بِاللَّه انه لمن الْكَاذِبين فانه وَمَا بعده فِي مَوضِع نصب بتشهد وَكسرت ان لأجل اللَّام الَّتِي فِي الْخَيْر وَبِاللَّهِ يحسن تعلق الْبَاء فِيهِ بِالْأولِ أَو الثَّانِي

قَوْله {وَالْخَامِسَة} وَهُوَ الثَّانِي من نَصبه عطفه على أَربع شَهَادَات أَو على اضمار فعل تَقْدِيره وَتشهد الْخَامِسَة وَهُوَ مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر وَأَصله نعت أقيم مقَام المنعوت كَأَنَّهُ قَالَ وَتشهد الشَّهَادَة الْخَامِسَة ثمَّ حذف الْوَجْهَيْنِ وَمن رفع فعلى الِابْتِدَاء

قَوْله {أَن لعنة الله} و {أَن غضب الله} أَن وَمَا بعْدهَا فِي مَوضِع رفع خبر الْخَامِسَة ان رفعتها بِالِابْتِدَاءِ أَو فِي مَوضِع نصب على حذف الْخَافِض إِن نصبت {وَالْخَامِسَة} وَالْخَامِسَة نعت قَامَ مقَام المنعوت فِي الرّفْع وَالتَّقْدِير وَالشَّهَادَة الْخَامِسَة أَن لعنة الله عَلَيْهِ وَأَن غضب الله عَلَيْهَا وَلَا يجوز تعلق الْبَاء بِالشَّهَادَةِ المحذوفة لِأَنَّك تفرق بَين الصِّلَة والموصول بِالصّفةِ وَذَلِكَ لَا يجوز

قَوْله {إِن الَّذين جاؤوا بالإفك عصبَة} عصبَة خبر إِن وَيجوز نَصبه وَيكون الْخَبَر {لكل امْرِئ مِنْهُم}

قَوْله {أَن تعودوا} أَن فِي مَوضِع نصب على حذف حرف الْجَرّ تَقْدِيره لِئَلَّا تعودوا أَو كَرَاهَة أَن تعودوا فَهُوَ مفعول من أَجله

قَوْله {دينهم الْحق} قَرَأَ مُجَاهِد بِرَفْع الْحق جعله نعتا لله جلّ ذكره وَالنّصب على النَّعْت للدّين

قَوْله {يغضوا من أَبْصَارهم} من لبَيَان الْجِنْس وَلَيْسَت للتَّبْعِيض

قَوْله غير أولي الاربة من نصب غير نَصبه على الِاسْتِثْنَاء أَو على الْحَال وَمن خفضه جعله نعتا لِأَن التَّابِعين لَيْسَ بِمَعْرِِفَة صَحِيحَة الْعين إِذْ لَيْسَ بمعهود وَيجوز أَن يخْفض على الْبَدَل وَهُوَ فِي الْوَجْهَيْنِ بِمَنْزِلَة {غير المغضوب عَلَيْهِم}

قَوْله {وَالَّذين يَبْتَغُونَ الْكتاب} الَّذين رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر مَحْذُوف تَقْدِيره وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُم الَّذين يَبْتَغُونَ الْكتاب وَيجوز أَن يَكُونُوا فِي مَوضِع نصب باضمار فعل تَقْدِيره كاتبوا الَّذين يَبْتَغُونَ الْكتاب

قَوْله {مثل نوره كمشكاة} مثل ابْتِدَاء وَالْكَاف الْخَبَر وَالْهَاء فِي نوره تعود على الله جلّ ذكره وَقيل على النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل على الايمان فِي قلب الْمُؤمن

قَوْله {دري} من ضم الدَّال وشدد الْيَاء نسبه الى الدّرّ لفرط صِفَاته فَهُوَ فعلي وَيجوز أَن يكون وَزنه فعيلا غير مَنْسُوب لكنه مُشْتَقّ من الدرء فَخفف الْهمزَة فَانْقَلَبت يَاء فادغم الْيَاء الَّتِي قبلهَا فِيهَا فَأَما من قَرَأَ بِكَسْر الدَّال والهمزة فانه جعله فعيلا من الدرء كبناء فسيق وسكير وَمَعْنَاهُ أَنه يرفع الظلمَة لتلألئه وضيائه فَهُوَ من درأت النُّجُوم تدرأ اذا اندفعت فَأَما من قَرَأَهُ بِضَم الدَّال والهمزة فانه جعله فعيلا أَيْضا من درأت النُّجُوم إِذا اندفعت وَهُوَ صفة قَلِيل النظير وَنَظِيره من الْأَسْمَاء المريق وَمثله فِي الصِّفَات الْعلية والسرية

قَوْله {وَالْآصَال} هُوَ جمع أصل والاصل جمع أصيل كرغيف ورغف وَقيل جمع الْأَصِيل أصائل وَقيل أصائل جمع آصال

قَوْله {ظلمات} من رَفعه فعلى الِابْتِدَاء وَالْخَبَر من فَوْقه أَو على اضمار مُبْتَدأ أَي هِيَ ظلمات أَو هَذِه ظلمات وَمن خفضها جعلهَا بَدَلا من ظلمات الأولى والسحاب مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَمن فَوْقه الْخَبَر

قَوْله {لَا تحسبن الَّذين كفرُوا معجزين} من قَرَأَهُ بِالْيَاءِ أضمر الْفَاعِل وَهُوَ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام وَالَّذين ومعجزين مَفْعُولا حسب وَيجوز أَن يكون الَّذين هم الفاعلون وتضمر الْمَفْعُول الأول لحسب ومعجزين الثَّانِي وَالتَّقْدِير لَا يَحسبن الَّذين كفرُوا أنفسهم معجزين وَمن قَرَأَهُ بِالتَّاءِ فالنبي عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ الْفَاعِل و {الَّذين} و {معجزين} مَفْعُولا حسب

قَوْله {كل قد علم صلَاته} رفعت كلا بِالِابْتِدَاءِ وَفِي علم ضمير الله جلّ ذكره وَيجوز على هَذَا نصب كل باضمار فعل يفسره مَا بعده تَقْدِيره علم الله كلا علم صلَاته فان جعلت الضَّمِير فِي علم لكل بعد نصب كل لِأَنَّهُ فَاعل وَقع على شَيْء من سَببه فاذا نصبته باضمار فعل عديت فعله الى نَفسه وَفِي هَذِه الْمَسْأَلَة اخْتِلَاف وفيهَا نظر لِأَن الْفَاعِل عدى فعله الى نَفسه وانما يجوز ذَلِك فِي الْأَفْعَال الدَّاخِلَة على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر كظننت وَعلمت هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ فالنصب فِي كل وَهُوَ فَاعل لَا يجوز عِنْده وَيجوز عِنْد الْكُوفِيّين

قَوْله {وَينزل من السَّمَاء من جبال فِيهَا من برد} من الثَّانِيَة زَائِدَة وَمن الثَّالِثَة للْبَيَان وَالتَّقْدِير وَينزل من السَّمَاء جبالا فِيهَا من برد أَي جبالا من هَذَا النَّوْع وَقَالَ الْفراء التَّقْدِير وَينزل من السَّمَاء من جبال برد فَمن برد على قَول الْفراء فِي مَوضِع خفض وعَلى قَول الْبَصرِيين فِي مَوضِع نصب على الْبَيَان أَو على الْحَال وَقد قيل ان من الثَّالِثَة زَائِدَة وَالتَّقْدِير وَينزل من السَّمَاء من جبال فِيهَا برد أَي ينزل من جبال فِي السَّمَاء بردا فَهَذَا يدل على أَن فِي السَّمَاء جبالا ينزل مِنْهَا الْبرد وعَلى القَوْل الأول يدل على أَن فِي السَّمَاء جبال برد

قَوْله {يذهب بالأبصار} قَرَأَهُ أَبُو جَعْفَر بِضَم الْيَاء من يذهب وَهَذَا يُوجب أَن لَا يُؤْتى بِالْبَاء لِأَنَّهُ رباعي من أذهب والهمزة تعاقب الْبَاء وَلَكِن أجَازه الْمبرد وَغَيره على أَن تكون الْبَاء مُتَعَلقَة بِالْمَصْدَرِ لِأَن الْفِعْل يدل على اذ مِنْهُ أَخذ تَقْدِيره يذهب ذَهَابه بالأبصار وعَلى هَذَا أَجَازُوا ادخل بزيد السجْن كَأَنَّهُ قَالَ أَدخل السجْن دُخُولا بزيد

قَوْله {ويتقه} من أسكن الْقَاف فعلى الاستخفاف كَمَا قَالُوا كتف فِي كتف وَمن كسرهَا فعلى الأَصْل لِأَن الْيَاء الَّتِي بعد الْقَاف حذفت للجزم

قَوْله {طَاعَة} رفع على الِابْتِدَاء أَي طَاعَة أولى بكم أَو على اضمار مُبْتَدأ أَي أمرنَا طَاعَة وَيجوز النصب على الْمصدر

قَوْله {وعد الله الَّذين آمنُوا} أصل وعد أَن يتعدي الى مفعولين وَلَك أَن تقتصر على أَحدهمَا فَلذَلِك تعدى فِي هَذِه الاية الى مفعول وَاحِد وَفسّر الْعدة بقوله {ليَستَخْلِفنهم} كَمَا فسر الْعدة فِي الْمَائِدَة بقوله {لَهُم مغْفرَة} وكما فسر الْوَصِيَّة فِي النِّسَاء بقوله {للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ}

قَوْله {يعبدونني} فِي مَوضِع نصب على الْحَال من {الَّذين آمنُوا} أَو فِي مَوضِع رفع على الْقطع

قَوْله {ثَلَاث عورات} من نصب ثَلَاثًا جعله بَدَلا من

قَوْله {ثَلَاث مَرَّات} و {ثَلَاث مَرَّات} نصب على الْمصدر وَقيل لِأَنَّهُ فِي مَوضِع الْمصدر وَلَيْسَ بمصدر على الْحَقِيقَة وَقيل هُوَ ظرف وَتَقْدِيره ثَلَاثَة أَوْقَات أَي يستأذنوكم فِي ثَلَاثَة أَوْقَات وَهَذَا أصح فِي الْمَعْنى لأَنهم لم يؤمروا أَن يستأذنهم العبيد وَالصبيان ثَلَاث مَرَّات انما أمروا أَن يستأذنوهم فِي ثَلَاثَة أَوْقَات أَلا ترى أَنه قد بَين الْأَوْقَات فَقَالَ {من قبل صَلَاة الْفجْر وَحين تضعون ثيابكم من الظهيرة وَمن بعد صَلَاة الْعشَاء} فَبين الثَّلَاث المرات بالأوقات فَعلم أَنَّهَا ظرف وَهُوَ الصَّحِيح فاذا كَانَت ظرفا أبدلت مِنْهَا {ثَلَاث عورات} على قِرَاءَة من نصب ثَلَاث عورات وَلَا يَصح هَذَا الْبَدَل حَتَّى يقدر محذوفا مُضَافا تَقْدِيره أَوْقَات ثَلَاث عورات فتبدل أَوْقَات ثَلَاث عورات من ثَلَاث مَرَّات وَكِلَاهُمَا ظرف فتبدل ظرفا من ظرف فَيصح الْمَعْنى والاعراب فَأَما من قَرَأَ ثَلَاث عورات بِالرَّفْع فانه جعله خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره هَذِه ثَلَاث عورات أَي هَذِه أَوْقَات ثَلَاث عورات ثمَّ حذف الْمُضَاف اتساعا وَهَذِه اشارة الى الثَّلَاثَة الْأَوْقَات الْمَذْكُورَة قبل هَذَا وَلَكِن اتَّسع فِي الْكَلَام فَجعلت الْأَوْقَات عورات لِأَن ظُهُور الْعَوْرَة فِيهَا يكون وَهُوَ مثل قَوْلهم نهارك صَائِم وليلك قَائِم أخْبرت عَن النَّهَار بِالصَّوْمِ لِأَنَّهُ فِيهِ يكون وأخبرت عَن اللَّيْل بِالْقيامِ لِأَنَّهُ فِيهِ يكون وَمِنْه قَوْله تَعَالَى بل مكر اللَّيْل وَالنَّهَار أضبف الْمَكْر الى اللَّيْل وَالنَّهَار وهما لَا يمكران إِلَّا أَن الْمَكْر يكون فيهمَا من فاعلهما فاضيف الْمَكْر اليهما اتساعا كَذَلِك أخْبرت عَن الْأَوْقَات بالعورات لِأَن فِيهَا تظهر من النَّاس فَلذَلِك امْر الله عباده أَن لَا يدْخل عَلَيْهِم فِي هَذِه الْأَوْقَات الثَّلَاثَة عبد وَلَا صبي الا بعد اسْتِئْذَان وأصل الْوَاو فِي العورات الْفَتْح لَكِن أسكنت لِئَلَّا يلْزم فِيهَا الْقلب لتحركها وانفتاح مَا قبلهَا وَمثله بيضات وَهَذَا الْأَمر انما كَانَ من الله للْمُؤْمِنين اذ كَانَت الْبيُوت بِغَيْر أَبْوَاب

قَوْله {وَالْقَوَاعِد} هُوَ جمع قَاعد على النّسَب أَي ذَات قعُود فَلذَلِك حذفت الْهَاء وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ لما لم يَقع الا للمؤنث استغني عَن الْهَاء وَقيل حذفت الْهَاء للْفرق بَينه وَبَين الْقَاعِدَة بِمَعْنى الْجَالِسَةُ

قَوْله {غير متبرجات} نصب على الْحَال من الْمُضمر فِي يَضعن وَقيل حَال من هن الَّتِي فِي ثيابهن

قَوْله {وَأَن يستعففن} أَن فِي مَوضِع رفع على الِابْتِدَاء و {خير} الْخَبَر

قَوْله {جَمِيعًا أَو أشتاتا} كِلَاهُمَا حَال من الْمُضمر فِي تَأْكُلُوا

قَوْله {تَحِيَّة} مصدرلأن {فَسَلمُوا} مَعْنَاهُ فَحَيوا

قَوْله {كدعاء بَعْضكُم} الْكَاف فِي مَوضِع نصب مفعول ثَان لجعل

قَوْله {لِوَاذًا} مصدر وَقيل حَال بِمَعْنى ملاوذين وَصَحَّ لِوَاذًا بِالْوَاو لصِحَّته فِي لاوذ ومصدر فَاعل لَا يعل