شروط إحياء الموات

2 - وقال عروة: إن الارض أرض الله والعباد عباد الله، ومن أحيا مواتا فهو أحق بها.
جاءنا بهذا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، الذين جاؤوا بالصلوات عنه.
3 - وقال: " من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر، وما أكله العوافي (1) فهو له صدقة ".
رواه النسائي وصححه ابن حبان.
4 - وعن الحسن بن سمرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " من أحاط حائطا على أرض فهي له ".
رواه أبو داود.
5 - وعن أسمر بن مضرس قال: أتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فبايعته، فقال: " من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم فهو له ".
فخرج الناس يتعادون يتحاطون (2) .
شروط إحياء الموات:
يشترط لاعتبار الارض مواتا أن تكون بعيدة عن

(1) العوافي: الطير والسباع.
(2) يتحاطون: أي يحيطون ما أحرزوه بما يفيد إحرازهم له.

العمران، حتى لا تكون مرفقا من مرافقه، ولا يتوقع أن تكون من مرافقه.
ويرجع إلى العرف في معرفة مدى البعد عن العمران.
إذن الحاكم: اتفق الفقهاء على أن الاحياء سبب للملكية.
واختلفوا في اشتراط إذن الحاكم في الاحياء.
فقال أكثر العلماء:
إن الاحياء سبب للملكية من غير اشتراط إذن الحاكم، فمتى أحياها أصبح مالكا لها من غير إذن من الحاكم.
وعلى الحاكم أن يسلم بحقه إذا رفع إليه الامر عند النزاع، لما رواه أبو داود عن سعيد بن زيد أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " من أحيا أرضا ميتة فهي له ".
وقال أبو حنيفة: الاحياء سبب للملكية، ولكن شرطها إذن الامام وإقراره.
وفرق مالك بين الاراضي المجاورة للعمران والارض البعيدة عنه.
فإن كانت مجاورة فلا بد فيها من إذن الحاكم.
وإن كانت بعيدة فلا يشترط فيها إذنه، وتصبح ملكا لمن أحياها.