فضل الشهادة

بآيات الله، لايفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله ".
رواه الخمسة.
فضل الشهادة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يكلم أحد في سيبل الله - والله أعلم بمن يكلم في سبيل الله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك ".
قال محمد بن إبراهيم: أملى علي عبد الله بن المبارك حين ودعته للخروج هذه الابيات، وأرسلها معي إلى الفضيل بن عياض: يا عابد الحرمين لو أنصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب خذه بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم، ونحن عبيرنا وهج السنابك والغبار الاطيب ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق ... لا يكذب لا يستوي غبار أهل الله في أنف امرئ ودخان نار، لا يكذب هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت، لا يكذب قال: فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذرفت عيناه وقال: صدق أبو عبد الرحمن، ونصحني، ثم قال:

أأنت ممن يكتب الحديث؟ قلت: نعم.
قال: فاكتب هذا الحديث، أجر حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا.
وأملى علي الفضيل بن عياض: " حدثنا منصور بن المعتمر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله.
فقال: " هل تستطيع أن تصلي فلاتفتر، وتصوم فلا تفطر؟ " فقال: يا رسول الله، أنا أضعف من أن أستطيع ذلك.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت المجاهدين في سبيل الله.
أو ما علمت أن المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاصحابه: " لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من نمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم، ومشربهم، ومقيلهم، قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد، فقال الله تعالى: " أنا أبلغهم عنكم ".
وأنزل: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون - فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون - يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ".
(1) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث شاءت ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة ". (2)

(1) سورة آل عمران: الآيات 169، 170، 171.
(2) القرصة: اللسعة.

وقال صلى الله عليه وسلم: " أفضل الجهاد أن يعقر (1) جوادك، ويراق (2) دمك ".
عن جابر بن عتيك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشهادة سبع - سوى القتل في سبيل الله -: المطعون (3) شهيد، والغرق (4) شهيد، وصاحب ذات الجنب (5) شهيد، والمبطون (6) شهيد، وصاحب الحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع (7) شهيدة ".
روه أحمد، وأبو داود، والنسائي بسند صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " ما تعدون الشهيد فيكم "؟ قالوا: يا رسول الله: من قتل في سبيل الله، فهو شهيد. قال: " إن شهداء أمتي إذن لقليل ".
قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: " من قتل في سبيل الله، فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله (8) ، فهو شهيد، ومن مات في الطاعون، فهو شهيد، ومن مات في البطن، فهو شهيد، والغريق شهيد ". رواه مسلم.
وعن سعيد بن زيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " من قتل دون ماله، فهو شهيد، ومن قتل دون دمه، فهو شهيد، ومن قتل دون دينه، فهو شهيد، ومن قتل دون أهله، فهو شهيد ".
رواه أحمد، والترمذي، وصححه.
قال العلماء: " المراد بشهادة هؤلاء كلهم، غير المقتول في سبيل الله،

(1) يعقر: يجرح.
(2) يراق: يصب.
(3) المطعون: من مات بالطاعون.
(4) الغرق: الغريق.
(5) ذات الجنب: القروح تصيب الانسان داخل جنبه وتنشأ عنها الحمى والسعال.
(6) المبطون: من مات بمرض البطن.
(7) بجمع: أي التي تموت عند الولادة.
(8) في سيبل الله: أي في طاعته.