استحباب الشرب من ماء زمزم، آداب الشرب منه

جلست في بيتك!؟ ففعلت.
ومر بها رجل بعد ذلك فقال لها: إن الذي نهاك قد مات، فاخرجي.
فقالت: ما كنت لاطيعه حيا وأعصيه ميتا.
استحباب الشرب من ماء زمزم:
وإذا فرغ الطائف من طوافه، وصلى ركعتيه عند المقام، استحب له أن يشرب من ماء زمزم.
ثبت في الصحيحين: أن رسول صلى الله عليه وسلم، شرب من ماء زمزم، وأنه قال: " إنها مباركة.
إنها طعام طعم وشفاء سقم (1) ".
وأن جبريل عليه السلام غسل قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمائها ليلة الاسراء.
وروى الطبراني في الكبير، وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير ماء على وجه الارض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم ".
الحديث.
قال المنذري: ورواته ثقات.
آداب الشرب منه: يسن أن ينوي الشارب عند شربه الشفاء ونحوه، مما هو خير في الدين والدنيا.
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ماء زمزم لما شرب له ".
وعن سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى ماء زمزم واستسقى منه شربة، ثم استقبل الكعبة، فقال: اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ماء زمزم لما شرب له، وهذا أشربه لعطش يوم القيامة، ثم شرب ". رواه أحمد بسند صحيح، والبيهقي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ماء زمزم لما شرب له، إن شرته تستشفي شفاك الله، وإن شربته لشبعك، الله

(1) الزيادة لابي داود الطيالسي. وقيل هي في إحدى نسخ مسلم. ومعنى " طعام طعم ": أي أنه يشبع من شربه.

أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة (1) جبرائيل وسقيا (2) الله إسماعيل ".
رواه الدارقطني، والحكم، وزاد: " وإن شربته مستعيذا، أعاذك الله ".
ويستحب أن يكون الشرب على ثلاثة أنفاس، وأن يستقبل به القبلة، ويتضلع منه (3) ، ويحمد الله، ويدعو بما دعا به ابن عباس.
فعن أبي مليكة قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: من أين جئت؟..قال: شربت من ماء زمزم.
قال ابن عباس: أشربت منها كما ينبغي؟ قال: وكيف ذاك يا ابن عباس؟ قال: إذا شربت منها فاستقبل القبلة، واذكر الله، وتنفس ثلاثا، وتضلع منها، فإذا فرغت فاحمد الله.
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم ".
رواه ابن ماجه، والدارقطني والحاكم.
وكان ابن عباس رضي الله عنهما إذا شربت من ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كل داء.
أصل بئر زمزم: روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن " هاجر " لما أشرفت على على المروة حين أصابها وولدها العطش سمعت صوتا، فقالت: صه - تريد نفسها - ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد اسمعت، إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع زمزم ف بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه، وتقول بيدها هكذا - تغترف من الماء في سقائها - وهو يفور بعد ما تغترف.
قال ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم - أو قال: لو لم تغترف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا ".
قال: فشربت، وأرضعت ولدها، فقال لها الملك:

(1) " هزمة ": أي حفرة.
(2) أي أخرجه الله لسقي إسماعيل في اول الامر.
(3) " تضلع ": أي امتلا شبعا وريا حتى بلغ الماء أضلاعه.