تغريدات السيرة النبوية

٧٥١- فقال أبو بكر رضي الله عنه: على رِسلك - يعني مهلك - ياعمر، فأبي عمر أن يسكت فلما رآه لا ينصت أقبل أبوبكر على الناس.
٧٥٢- وبدأ أبوبكر رضي الله عنه يخطب في الناس، فلما سمعوا كلامه أقبلوا عليه، وتركوا عمر رضي الله عنه.
٧٥٣- فقال أبوبكر رضي الله عنه:"أيها الناس مَن كان يعبد محمداً فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت."
٧٥٤- قال الله تعالى:"وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم..".
٧٥٥- قال ابن عباس: والله لكأنَّ الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر رضي الله عنه.
٧٥٦- وأخذ البكاء والنشيج في المدينة على موت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تَمر بالأمة مُصيبة أعظم من موت النبي صلى الله عليه وسلم.
٧٥٧- فلما بُويع أبو بكر الصديق بالخلافة، وذلك يوم الثلاثاء، أراد آل النبي صلى الله عليه وسلم غَسْله، واختلفوا في ذلك.
٧٥٨- فقالوا: والله ماندري كيف نَصنع، أنُجرد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نُجرد موتانا أم نَغْسِله وعليه ثيابه.
٧٥٩- فأصابهم كلهم النُّعاس فناموا جميعا، وسُمِع صوتٌ يقول لهم: اغْسِلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه.
٧٦٠- فلما استيقظوا، أخبر بعضهم بعضاً بالذي سَمِعوا، فقاموا إليه، فَغَسَلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملابسه بأبي هو وأمي.
٧٦١- وكان الذين وَلُوا غَسْل النبي صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب العباس، وأبناؤه: الفضل، قُثم أسامة بن زيد شُقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
٧٦٢- فكان العباس والفضل وقُثم يُقلِّبون النبي صلى الله عليه وسلم، وأسامة وشُقران يَصُبَّان الماء، وعلي بن أبي طالب يَغْسِل النبي صلى الله عليه وسلم.
٧٦٣- فلما فرغوا من غَسْل رسول الله صلى الله عليه وسلم كُفِّن بأبي هو وأمي في ٣ أثواب بيض، ثم وُضِع النبي صلى الله عليه وسلم على سريره في بيت عائشة.
٧٦٤- ثم أُذِن للناس بالدخول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُصلُوا عليه، ولا يَؤمهم أحد. وهذا أمر مُجمع عليه ولا خلاف فيه.
٧٦٥- فلما فَرغوا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الصحابة يتشاورون أين يدفنونه ؟؟ فاختلفوا في ذلك.
٧٦٦- فأرسلوا إلى أبي بكر الصديق، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ماقَبض الله نَبيّاً إلا في الموضع الذي يُحب أن يُدفن فيه".
٧٦٧- وحُفر قبر النبي صلى الله عليه وسلم في الموضع الذي مات فيه، وهو في بيت عائشة، ودخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم العباس وعلي والفضل.
٧٦٨- ووضَع شُقران مولى النبي صلى الله عليه وسلم في قبر النبي صلى الله عليه وسلم قَطيفة - أي كساء - حمراء، ثم أنزلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره بأبي هو وأمي.
٧٦٩- وكان آخر الناس عهدا بالنبي صلى الله عليه وسلم هو قُثم بن العباس رضي الله عنه، وتم دفن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأربعاء صلوات ربي وسلامه عليه.
٧٧٠- وحزن الصحابة حزناً شديداً على وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قال أنس: ما رأيت يوماً قط أظلم ولا أقبح من اليوم الذي تُوفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم