ما ورائيات الموازين المختلّة

21-03-2019
عبداللطيف الزبيدي

كيف تقبل الدول اللاّقانون كقانون واللاأحكام كأحكام؟. الخبر عاديّ جدّاً، ولولا حساسية صاخبة من مصدر بعينه، لمرّ مرور النكرات. الضجة الذهنية التي يثيرها، تمثّل قضية مؤرقة لمن يجب أن يهمّهم الأمر، إذا انجلى عن الجفون الكرى. مصر اشترت من ألمانيا غوّاصتين حربيتين، يقول القائل: ما العجب العجاب في هذا؟ أسواق السلاح تبرم فيها صفقات أصنافها صفحات. لكن ردود الفعل في «إسرائيل» تدفع الذهن إلى قضايا أبعد من عناصر الخبر.
رئيس الأركان السابق «جابي أشكنازي»، اتهم نتنياهو بالسكوت على خطر يتهدّد تفوّق القوة «الإسرائيلية» في البحر الأحمر. الخداع طريف لمن يستمتع بنبش الزوايا، تنقيباً عن الخبايا. هذا الخبر يكشف مخاوف جدّيّة تضاف إلى العشرات غيرها. لو كان صحيحاً أنهم يملكون مئتي قنبلة نووية، هل كانوا يفرّون إلى الملاجئ تحت سطح الأرض، إذا ألقيت عليهم نواة تمرة؟ هذه أيضاً هجمة نووية. إذا فوجئوا بصيحة، طاروا إلى عواصم مراكز القوى، علّها تعصمهم. في هذه معهم حق، ثمّة أمور تغيّرت على المسرح الدولي، لم تعد الرياح تجري بما تشتهي سفن الدلع والدلال.
كل هذا التقديم قد يلوح زوائد، أمام القضايا المريبة التي يثيرها الخبر. الصلف الأشكنازي هو ما يثير المسائل الحساسة. حقّاً، أيّ قانون أو شرعة أو شريعة أو حتى مجرّد عُرف يقضي بأن تكون «إسرائيل» وتظل متفوقة عسكريّاً على جميع الدول العربية مجتمعة؟ أمام هذا اللغز الأحمق تلوح الغواصتان اللتان اقتنتهما دولة عربية تاريخها المدوّن سبعة آلاف سنة، مسألة بسيطة غير ذات بال. تاريخ مصر القديمة ووادي الرافدين وأوجاريت، يشهد على حضارات سادت قروناً قبل أن يفكّر بشر مناطق الدنيا الأخرى في وضع حجر أساس الحضارة. ابنة وعد بلفور، التي وقفت على ساقي المجازر والتهجير، بعد الوعد بثلاثة عقود، ترى الشرق الأوسط يتهدّد وجودها بغواصتين. قسمة دولية ضيزى، لا يمكن أن تسكت عليها فلسفة التاريخ؟.
لزوم ما يلزم: النتيجة الحروفية: لو كان في ال«شر»عيّة الدولية خير، ما كان في أوّلها شرّ.

abuzzabaed@gmail.com