هل يبتلع الصينيون بحيرة بايكال؟

18-03-2019
ماريا أنتونوفا*

سؤال يُطرح في ظل مشروع لإقامة مصنع لتعبئة المياه من أشهر بحيرات سيبيريا يثير موجة احتجاجات في روسيا وسط حذر السكان من الوجود المهيمن لجيرانهم في سائر القطاعات.

فقد أثار الإعلان عن إنشاء مصنع لتعبئة المياه على الضفة الجنوبية لهذه البحيرة الضخمة التي تحوي أكبر خزان للمياه العذبة في العالم، صدمة في المجتمع الروسي. وجمعت عريضة تطالب بمنعه حوالي مليون توقيع. وجاء في العريضة التي وجهت لجميع «الوطنيين» الروس «هم يريدون إنشاء مصنع صيني على ضفاف بحيرتنا».

وأشار النص إلى أن المياه المستخرجة «سترسل إلى الصين» ما من شأنه إلحاق «أضرار دائمة» بالبحيرة المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

والجمعة، أمرت محكمة إقليمية بتعليق إنشاء المصنع إلى حين حل «الانتهاكات» التي سجلت خلال تسجيل الأضرار اللاحقة بالنظام البيئي في بحيرة بايكال.

ووعدت الحكومة الروسية من ناحيتها ب«التحقق» فيما إذا كان المشروع يحترم «المعايير البيئية الأكثر تقدماً».

وبحسب الخبراء، هذه الاحتجاجات الواسعة التي فاجأت القائمين على المشروع مردها إلى سنوات من التذمر من جانب السكان حيال حكوماتهم فضلاً عن مخاوف إزاء الشهية الصينية الكبيرة على الموارد الطبيعية.

والمستثمر الرئيسي في المشروع هي شركة تحمل اسم «بايكال لايك» مقرها في الصين، بحسب سلطات منطقة إيركوتسك التي أعطت في سنة 2017 طابع الأولوية لهذا المشروع الذي تقرب قيمته من 22 مليون دولار.

أما دنيس بوكالوف وهو أحد الناشطين الرئيسيين ضد المشروع فيؤكد من ناحيته أن إنشاء المصنع «خرب» ضفاف البحيرة في كولتوك كما أن الاستحواذ على الأراضي حصل بطريقة «غير قانونية».

ويعتبر الناشط البيئي ألكسندر كولوتوف أيضاً أن موقع المصنع يطرح مشكلة، مشيرا إلى أن الاحتجاجات تحمل «منحى معادياً بوضوح للصين».

وقد غيّر حاكم منطقة إيركوتسك سيرغي ليفتشينكو موقفه بعدما كان داعماً في البداية لمشروع إقامة مصنع لتعبئة المياه سنة 2017.

وقال أخيراً «الموقع موجود في منطقة محمية. لا أرى إمكانية لتعبئة المياه» من المكان.

* وكالة الصحافة الفرنسية